في ذكرى عمليات الانفال السيئة الصيت .... لماذا لا تعتذر الدولة العراقية من الشعب الكوردي
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 5491 - #14-04-2017# - 15:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
اقترفت السلطة البعثية ابشع جريمة تاريخية لها ضد الكورد في بقعة تعتبرها ضمن دولتها، و ان لم تكن في الواقع كذلك و اعتبرته دائما خارج نطاق ما يستحقه من الحقوق و الواجبات، و هي عملية الانفال التي راحت ضحيتها اكثر من 182000 كوردية و كوردي فضلا عن عملية ضرب مدينة الحلبجة بالاسلحة الكيمياوية المحرمة و راحت ضحية هذه ايضا اكثر من خمسة الاف كوردية و كوردي . لم تفرق الدكتاتورية بين الشيخ و الطفل و المراة والرجل، بعث بخفافيشه و غربانه و ذئابه لتنهش بجثامين المدنيين الابرياء في وضح النهار دون ان يكون لهم ذنب .
لقد تكلمت المعارضة العراقية ابان حكم الدكتاتورية على هذه العملياتبشكل مقتصب و غير مقنع للشعب بما فيه الكفاية و بما تستحقه، و حتى دون ان يجهروا بشيء مقنع للتعامل مع السلطة و موآساة للشعب الكوردي او دفاعا عنه، و كان كلامهم اما لصالح من كان يساندهم من الدول الاقليمية و العالمية او للمجاملة الشكلية للاحزاب الكوردية، دون اي المام بالشعب الكوردي كشعب له الحق في العيش، و انه ظلم و يجب ان يُعتذر منه هو قبل اي احد اخر .
على الرغم من اتخاذ العملية من قبل ظالم و دكتاتوري ادعى الاسلام في نهايات حكمه ،و سمى العملية بسورة من قران الاسلام، و يمكن ان نعتقد انه فيه من شبه في الشكل و المضمون لما جرى في التاريخ الاسلامي المليء بهذه البشاعات من الجرائم التي ارتكبوها باسم الدين و العقيدة، و تتضمن الاية ما يامر بشكل و مضمون العملية نصا و روحا، و تضعها في موضع الواجبات الاسلامية المفروضة وفق الفقه و الشرع الاسلامي . و على الرغم من عدم ايمان الدكتاتور بالعقيدة الاسلامية الا شكلا و سياسة، الا انه لم يختر هذه السورة اعتباطيا و لم يتخذخا مسندا الا مطابقا لما يؤمن به الاسلام دينا و فقها و شريعة، و لو كان الحاكم اسلامي قح بدلا من الدكتاتور لو التزم الامر تنفيذ العملية فنفذ ما نفذه الدكتاتور دون ان يكون عليه ذنب او لوم او يعتقد بانه محرم او من الخطايا، لان فحوى السورة تطابق مع العملية لانهم من غير امة الاسلام التي هي خير امة اخرجت للناس على الارض .
هنا لا اريد ان اتعمق في ما يمكن ان نفسره عن الاية و السورة بقدر ما يمكن الكلام عنها في عملية البعث الصدامي و مبتغاه و عمق الثقافة العربية الاسلامية في فكر و عقيدة و توجهات حتى العلمانيين العرب من كافة مشاربهم حال التصرف مع الوقائع، وكيف فرض التاريخ المشبوه لما اقدموا عليه من الغزوات من العاادت والتقاليد في عمق سلوكهم و ما يضمرون في اعتقاداتهم و تفكيرهم على الناس، عدا ما يغطون به من الافكار و العقائد و المناهج و الايديولوجيات العصرية شكلا و يتصرفون و يسلكون الطريق كما فرضتها الغزاوت و ما وردت الى المناطق المحتلة منهم عنوة و اثبتوها بقوة مفرطة لحد اليوم .
نسال هنا، لماذا من اعتبر ما جرى من الاعتداء الغادر على الكورد في تاريخهم الحديث جريمة في حينه، و عندما كان بعيدا عن السلطة العراقية والكرسي الحكم و اليوم لا يعترف به رسميا و لم يسجل له موقفا صحيحا و حقيقيا و منصفا ازاء هذه الجريمة و نحن قضينا اكثر من عقد و نيف من الزمن من ما بعد سقوط النظام الغادر، و لم يعترف من اعتلى على السلطة في العراق بهذه الجريمة رسميا و لم يعتذر لحد اليوم من الشعب الكوردي الذي اصابته هذه الجريمة في عمقه و تكوينه، و ستبقى وصمة عار على جبين السلطة العراقية المتلاحقة طوال حياتها طالما بقت على هذه الحال دون تصحيح الامر و من غيرالتصالح النفسي .
هل من المعقول ان لا ينظر الى جريمة لاسباب سياسية ام من الممكن ان تكون عقيدية او فكرية يؤمنون بحقية ما فعله صدام حسين و لم يجرءوا على القول بما يعقتدون و لا يمكنهم الاجهار به، و لكنهم يشيرون اليه بسلوكهم و مواقفهم و من المعروف عدم الاعتذار من الامة الكوردية جمعاء لما اصابتها هذه الجريمة من الاذى يدل على الكثير من الامور، و هي جريمة فريدة لم تصب بها اي امة اخرى في العصر الحديث، و بالاخص نحن نعيش في عصر يمكن ان نقول بانه يتمتع بمجموعة من الحقوق العامة نتيجة النظام العالمي الجديد و لم يشهد مثل هذه الجريمة لاسباب فكرية و ما وصل اليه العالم من الفكر الانساني، و ما نحن فيه بعيد عن الفكر و السلوك الصحيح في هذه المناطق الموبوئة بالمرض العنصري و العقيدي و العرقي و المذهبي .
ان الكورد لا يقتنعون بالمسائل العاطفية الشفهية التي لا يمكن ان تكون بديلا عن اعادة الحقوق المسلوبة و في مقدمة ما يمكن ان يشكل ارضية للصفاء و التصالح هو اعلان الاعتذار بشكل رسمي و بطريقة مهيبة و معتبرة، ليكون بداية للطريق الخير و التعايش بين هذه الامم في المنطقة و خاصة العربية الكوردية . و من المعلوم عن سمات الشعب الكوردي بانه عاطفي و صافي القلب و النية و يقبل الاعتذار في ساعته ليخطوا ما هو الاجمل.[1]