موقع الكورد من المخططات المخابراتية الاقليمية و العالمية في هذه المرحلة
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 5417 - #30-01-2017# - 18:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
و نحن نتكلم عن الفرصة المتاحة لتحقيق انبل اهداف الشعب الكوردي في هذه المرحلة، و ما نعاني من المشاكل الداخلية المعيقة في كوردستان من تفشي الامراض السياسية و الازمات الاقتصادية و سيطرة المافيا على زمام الامور بشكل مباشر كانت ام عبر بعض الاحزاب و مجموعات الضغوط او المتداخلين و المتعاونين مع قيادات الاحزاب المتنفذة من اصحاب المصالح المالية . فندرك مدى هشاشة الوضع و سعة الطريق و فسح المجال في كوردستان امام كل القوى الخارجية سواء اقليمية او عالمية في التدخل في شؤون كوردستان الداخلية بكل قوتهم، عدا ما مكنهم الوضع القائم في مركز العراق من تجولهم و تحقيق مرامهم بكل سهولة منذ مدة طويلة وبعد السقوط بشكل خاص . الدول الاقليمية برهنت في تعاملها مع ما يجري في العراق، و من خلال مواقفهم العلنية مدى تدخلهم الفضيح و دون ان يعتبروا عن مدى التزامهم بما تفرضه سيادة دولة مستقلة و عضو في الامم المتحدة . و بعد قراءة ما يجري في العراق، وعليه يمكن ان نقارن و نقيس مدى تلاعب هؤلاء الدول بما يجري في كوردستان بهذه الحال، و هي لازالت تابعة للعراق رسميا و تعيش في وضع مشين نتيجة فشل حكومتها، و لا يمكن ان نعتقد بانها تخرج منه بسهولة مادام الايدي تلعب بها من كل حدب و صوب، و المساعد في ذلك هو الوضع السياسي غير المستقر و الخلافات الكبيرة بين القوى و الاحزاب السياسية المتنفذة المتصارعة فيما بينها بشكل تفرز من مسار عملهم جرعات سموم متواصلة و هي ما يمكن ان تشل بها الحركة الداخلية و المنتظر من بقايا الحركة الخفيفةالموجودة للسير نحو تحقيق الاهداف الشعبية الاستراتيجية و المهامات الرئيسية للقوى المخلصة .
اما ما نحن بصدد الكلام عنها هنا، هي المؤآمرات الخارجية بعيدا عن نظرية المؤآمرة التي تحكي عنها السلطات الدكتاتورية المتزمتة المعتلية على السلطة بدعم خارجي و المتمسكة برقاب الشعوب بالحديد و النار . علاوة على ماموجود داخليا من الظروف المهيئة للخلافات الداخلية، فان كل المؤآمرات الاقليمية بالاخص التي لها اليد في الداخل الكوردستاني وما ينفذون من المخططات من خلال تدخلاتهم الكثيرة يستغلون نقاط الضعف للقوى الكوردستانية باوامرهم و ما يفرضونه يصنعون به كحلقة ضيقة حول اعناق هذه القوى التي وضعت انفسها تحت رحمة هؤلاء، فان المخططات المخابراتية لا يمكن ان تنجح الا من خلال افعال او تحركات او صراعات و مواجهات مضادة للطريق القويم التي تفتحها الشعوب داخليا من قبل الموالين للمتدخلين . و بذل الشعب الكوردي كل ما لديه في سبيل توسيع تلك الطرق المطلوبة للتقدم نحو تحقيق الامنية الكبرى لديهم و هي استقلال كوردستان و بناء كيان حر مستقل . لو نقيّم الواقع الذي نعيش فيه الان، فاننا و طول هذه المدة لم نعبّر القلق و بعيدون من مرحلة الامان و لم نضمن منع العودة الى المربع الاول في ظل وجود جماعات و اشخاص و احزاب و كيانات محلية تابعة لهذا و ذاك ،و هي قوى مناوئة للهدف الاسمى لدى الشعب الكوردي سواء بافعالهم او باخطائهم و سذاجتهم او التزامهم باولويات و اهداف شخصية حزبية و عائلية و عشائرية ضيقة الافق( هذه القوى عرقية كانت ام عشائرية او قبلية ام مجموعات اقتصادية مافيوية ذات ارتباطات خارجية اقليمية كانت ام عالمية ) . فان المؤسسات المخابراتية الاقليمة تستقوي بهؤلاء ضد الشعب و القوى الوطنية المستقلة و به يعرقلون تحقيق اهدافهم الاستراتيجية الكبرى كهدف هام لدى هذه المخابرات .
لو عدنا بذاكرتنا حول ما فعلته المخابرات العالمية ازاء الدول التي ناضلت من اجل استقلالها او حدثت فيها تغييرات من الثورات و الانقلابات، نكشف مدى فعالية تلك المخابرات في تغيير مسار تلك الاحداث منذ بداياتها . الم نذكر ايام استقلال الهند بقيادة مهاتما غاندي عام 1947 و اعلان انفصال الباكستان في وقته بتحريض و معاونة المخابرات العالمية . و ايضا ابان استقلال الصين بقيادة ماو تسي تونغ و ما امروا بانسحاب حزء من الجيش الشيوعي الى تايوان 1950 و اعتراف امريكا بتايوان ممثلا للصين في الامم المتحدة، و ما فعلوا بكوبا منذعام 1959 . ما حدث في ارجنتين عام 1976و تشيلي عام 1973و بنما عام 1983و دومنيكان 1966و نيكاراكَوا عام 1990و ايران مصدق عام 1951-1953و الكونغو عام 1991 و جميعهم تلقوا تحركات و واجهوا عرقلات و صراع بايدي المخابرات الامريكية، غير انها واجهت فشلها في فنزويلا و كوبا كاسترو، هذا كله ليس الا تاريخ يمكن الاعتبار منه .
اما الدول الاقليمية المجاورة لكوردستان فلها ايدي في الكثير من التغييرات التي حدثت في المنطقة و لم يحدث الكثير من الانقلابات العربية و الاقليمية الا بمساعدة و تعاون او بامر قوى عالمية و بمساعدة حلفائهم في المنطقة و بوشائل مخابراتية اصبحت مكشوفة فيما بعد .
هذا بالنسبة للدول التي كانت مستقلة او في بدايات استقلالها في تلك الظروف ، اما اليوم وما تعيشه كوردستان في ظل ظروف عالمية متغيرة و متقلبة على نفسها بين حين و اخر و في مرحلة لم تستقر الوضع العالمي من جهة و المنطقة التي تتواجد فيها كوردستان ساخنة و لم تر استقرارا منذ اكثر من عقدين . و عليه، ان عمل الكثير من المخابرات في كوردستان و ما فيها و بعدما اصبحت رقما لا يمكن تجاوزها امرا هينا، و هي اصبحت ميدانا مفتوحا لكل من هب و دب و من بينها من ينسق وفق تلاقي المصالح مع قوى كوردستانية داخلية . و هنا ايضا يمكننا ان نقول بان موقع الكورد بالنسبة لما تحيكه هذه المخابرات و بالاخص الاقليمية التي لها مصالح في عدم تحقيق اهدافهم ضيق جدا و لا يمكنه ان يجاري ما لهؤلاء من القدرة و الامكانية المادية و العسكرية و بفعل عمقهم الدولي و ما يملكون من الامكانيات الدولة على عكس من الكورد الذي على الرغم من فقدانه لتلك المقومات فانه يحارب نفسه و في صراع دائم وخلافات متواصلة بين قواه المحلية و في ظل فشل سلطتهم و عدم تمكنهم من الخطو ولو بخطوات بسيطة تمكنهم من ضمان حتى بعض من مستقبلهم . و به يمكن ان ندعو الشعب الى النظر الى ما هي عليه سلطته و ان يفتح اعينه لما يمكن ان يحدث لكي لا يتفاجا بما تقدم عليه تلك المخابرات الفاعلة في كوردستان بكل امكانياتهم و قوتهم . المرحلة الحالية في كوردستان و ما هي عليها من الحال لا تساعد على التفاؤل و لا يمكن ان نتوقع قطع دابر المخططات التي تحيكها دول الاقليم بالاخص بهذه الارضية و الامكانيات و الظروف الفوضوية التي نعيشها . اما كيفية عمل المخابرات العالمية قد تغيرت بشكل كلي و بفعل و توجهات ما فرضته التغييرات التي حدثت من تغيير الوسائل و العمل جراء سيطرة متطلبات العولمة على العالم من كافة جوانبها السياسية و الاقتصادية و الثقافية . اما ما نلمسه هذه الايام من تفاعل العالم مع عقلية و توجهات ترامب يمكن ان يعيد التاريخ نفسه بشكل او اخر او نرى قفزة كبيرة في هذا الشان ايضا.[1]