هل يقع استبعاد مسلم عن مؤتمر جنيف لصالح الكورد
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 5075 - #15-02-2016# - 17:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
عاد صالح مسلم الى كوردستان الغربية دون ان تُسنح له فرصة مشاركة اجتماعات جنيف، و ربما انزعج من هذا ايضا . بينما صدمت تركيا الشريك و العضو في حلف الناتو من تصريحات امريكا حول تدخلها في سوريا، هذا عدا ما تفعله روسيا ازاءها من ردود قوية في الخفاء و العلن، و قد انتقلت الفوضى الى تلك البلاد، دون ان يتمكن اردوغان من السيطرة على الوضع كما تعهد و تراجع كثيرا و لكن بماء وجه في ما اصر عليه من استخدام القوة اخيرا، و اليوم يندم على عدم مشاركته في اسقاط صدام و هو اكبر تنازل من رئيس دولة اقدم بلاده على فعل، و يعود ويترجى قبول العفو من خطاه بعدما كان مصرا لمدة ليست بقليلة على انه الصح .
هناك اسئلة تدور في خلد كل مراقب و متابع لما يجري في المنطقة و كيف تستقر و ما الوضع الذي يكون عليه الكورد بعد مئة عام من التقسيم و التجويع و التشتت و التقتيل . المتافئلون يشيرون الى خارطة جديدة و دور كوردي رئيسي وفعال و ثقل و موقع خاص، و المعادلات هي التي تحدد نوعه دون ان تستقر عليه المخططات الغربية ان واجهت التعارض و العوائق التي من الممكن بروزها اثناء التنفيذ، و على العكس من هؤلاء هناك من يدعون وجود خرائط و لم يبق الا التطبيق، و دور الكورد حُدد منذ التخطيط و التغيير المنتظر، بينما الكورد نفسه في كثير من المواقع يتخبط دون ان يتعامل مع المستجدات بشكل مطلوب، و التضاد مسيطر على التنافس كافة الجهات ازاء كوردستان .
ان كانت هناك قوة لها ثقلها و قوتها وهي تفرض نفسها و موجودة موجودة على الارض و هي موحدة اكثر من غيرها و حتى من الدول و صارعت داعش و اجبرته على التراجع كقوة وحيدة بهذا الشكل في المنطقة، و لها القدرة في ادارة الموضع الذي يعيش فيه بشكل مقبول جدا، بينما البلدان في المنطقة لم تتمكن من مقارعة داعش بالشكل المنتظرمنهم، و من جانب اخر نرى تركيا معتكفة على ايجاد دورها للتدخل في سوريا من اجل وأد ما حصل في كوردستان الغربية فقط كاهم اولوية، و انها لم تتمكن لحد الان، الا ان احراجه و خروج البساط من تحت ارجله اوصلت الى القصف المباشر و التدخل بشكل علني و مخالف لما تدعيه، بينما صدمت بردود الفعل القوية من اقرب شركائها ازاء ما تعرض الكورد لما اقدمت عليه من القصف و التدخل الجوي، فهي الان تعلم كيف هي الخارطة و ما يمكن ان تصل اليها المنطقة، و ليس امامها الا ان تراجع حساباتها كثيرا مستقبلا، و اليوم شاهدنا بدايتها بعد تراجعها عن تصريحاتها الماضية و و اعلانها عن نيتها بالتدخل البري في سوريا، نراها تنفي ذلك على لسان وزير دفاعها بشكل مباشر، و هذا دليل على كيفية مواجهتها العسكرية والسياسية و لم تفدها حتى الاعتذار من عدم التعاون في اسقاط النظام العراقي السابق بينما تريد ان تكون لها ما تريد من قطف الثمرات في نهاية المطاف .
ربما يسال البعض بان عدم مشاركة صالح مسلم في اجتماعات جنيف هو تراجع الشركاء في دعمه، و هذا غير ممكن لانه القوة الاكبر في الوقوف ضد داعش ولو تراجع لتغيرت امور المنطقة بشكل كامل و يجب ان نعلم بان له و لقوته موقع و ثقل خاص خارج حسابات القوى الاخرى الموجودة . و لكن الامر يمكن ان نحسبه على غرار ما نتوقعه من انه على الرغم من ان له حسابه الخاص في التخطيط الجديد و الخارطة الجديدة للمنطقة ككل، بينما يحتاج التكتيك المؤقت الى ترضية تركيا من قبل تركيا و اتخاذ هذا الموقف لسواد عينيها . و عليه يجب ان يفكر مسلم على انه هو و حزبه هما الفائزان، ولو حضر لكان كما هي القوات الاخرى التي ليس لها اي ثقل و لا يمكن مقارنتها بما لديه . الاهم هو التعامل بجد و عقلية مناسبة خلال الفترة المقبلة، فالقوتين الكبيرتين لازالتا على موقف مناسب مع قوة الكورد الذي يمثله قوة صالح مسلم في سوريا لحد اليوم، و عليه يجب استغلال هذه النقطة بشكل جيد .
ان ما يجري في تركيا و ظهور قوة الكورد هناك ايضا امام عضو في حلف ناتو دون ان يسنده احد من الشركاء معه في الحلف بشيء و انما تلقى انتقادات كبيرة على افعاله، انه لامر جديد لدى الاحلاف التي يساند المشاركين فيها البعض في السراء و الضراء، و هذا دليل على هش العلاقات و موقف الاعضاء من تركيا و عدم رضاهم عن تصرفاتها من جهة، و من الممكن التعامل معها كاحد دول المنطقة دون الاعتبار لكونها عضو في الناتو من جهة اخرى، و هذا ايضا من المستجدات على مسيرة السياسة الدولية في المنطقة .
الفرصة سانحة وكبيرة لمن يمكن ان يستفيد من التغييرات المنشودة في المنطقة، وفق مصالح مختلفة و مخططة من قبل الغرب صاحب الخارطة القديمة و الجديدة، و عدم مشاركة صالح مسلم في جنيف ليس ضده بقدر ما يقع لصالح الاستراتيجة الكوردية في المنطقة لان العالم قبله يعلم لا يمكن تنفيذ اي مخطط دون مشاركته و حزبه و قوته المستند على الشعب.[1]