نعم الشعب الكوردي ضحية قادته
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 5073 - #12-02-2016# - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
بين ازمة واخرى نجد من يبرز و يخلق ازمة اخرى، بين نكسة و اخرى لا ينبري الا ليخلق نكسة و وقعة لا يمكن الا ان يوقع الشعب بها و بافرازاتها . لم نجد مرحلة و الا فيها ما يمكن الضحك عليها حزنا او تهكما بما تضمنت من ما لا يمكن توصره من توجهات و سلوك من يُحسب على لقيادة الرشيدة !
تاريخنا مليء بالمآسي نتيجة ظلم الاخرين و هذا طبيعي و يمكن ان نقول بان اي من الاقوام يدافع عن نفسه و مصالحه مهما كانت ضد الاخر و مصلحته، و على النفس الدفاع عن مصالح الذات . و لكن ما نراه متعجبا ان تقف انت بنفسك ضد ما تؤمن به بعلمك لمصالح قد توهمت بها او دون علم منك او نتيجة سذاجة تفكيرك او جهلك بما يدور و ما تحتاج اليه المرحلة و ما يمكن ان تفرضه المعادلات السياسية الاقتصادية الثقافية الموجودة و التغييرات التي تفرض تغييرا ذاتيا لدى الجميع . فان فكر الشعب ينتج نتيجة ما يدفع اليه الواقع بعصارة العقل الجمعي، فهو ناتج عن الوعي العام و سيبين المستوى لما يمكن ان ننتظره من تحركاته في وقت معين حول مسالة عامة، اما تفعال القادة و سياساتهم و عقليتهم وتفكيرهم فهو المؤثر الاول و الحاسم لمسيرة الحركة التي تخص الشعب و ليس حركة الشعب بنفسه او توجهه فقط . نحن كنا دائما ضحية ما يدور في خلد القادة الكوردية من ما لا يمكن ان نعتبره عقلانيا وفق متطلبات مرحلتهم . هذا بشكل عام .
فلناتي الى مرحلتنا الانية و ما نلمسه من تصريحات و توجهات و تحركات قادة متنفذين، و للاسف دون مستوى المرحلة التي تتطلب و تفرض ان تكون العقليات بمستوى التقدم الحاصل لحياة الناس من كافة الجوانب، و من باب المقارنة مع ما يجري في العالم، يمكن ان نقول بان القادة لدينا يتحركون حسب ما تضمنته وفرضته المرحلة ماقبل مئة سنة ان لم نبالغ .
عندما تكون متانيا و مستلزمات تحقيق الهدف متوفرة لحد كبير و تهمل المراد بينما تقع في موقف و مرحلة حرجة و من اجل انقاذ الذات على حساب الجمع تريد ان تخطوا ما ليس بمعقول او واقعي او من المفروض ان كنت ماقبل هذه المرحلة متقدما به فانت متخلف عن العالم و لا يمكن ان تدير حتى حلقة صغيرة بنجاح .
انت تعتبر نفسك قائدا، و لم تكن تدبر امرك بقدر رب البيت، انت قائد و ضربت مصلحة الشعب عرض الحائط و لا يهمك الا شخصك و عائلتك و مجموعتك و حزبك، انت تخطا و تريد ان تغطي الخطا باخطا منه، انت و على يدك هدر اكبر فرصة للتقدم المنشود و الهدف المؤمل تحقيقه، فهل يمكنك ان تُخرج الشعب من الصعاب و انت تمنع من هو افضل منك في كل الجوانب ان يقدم شيئا اكثر ملائمة لما فيه الشعب و اوضاعه . فهل من المناسب ان تدعي امورا في وقتها غير المناسب بينما تهدر فرصة تحقيقها في الوقت المناسب، و تبقى مصرا على انك القائد الاوحد . نعم انه مرض القيادة لدى الشعب الكوردي . فهل يمكن ايجاد الحل في مثل هكذا الحال الخطر من النقص الحاد في القيادة المتمكنة والعقلية المائمة بينما المسيرة لا تتوقف و ان انحرفت نحو الاسوا خلال مدة قليلة جدا .
الاخطاء التي ارتكبت لم تكن بقدر يمكن امرارها بسهولة و تعديها و تجنب افرزاتها، و عملت انت بعقليتك على الانغماس في الوحل نتيجة فعل يديك ، اي الطريق افضل للخروج منها باقل الخسائر، انه النظر الى المشكلة بواقعية و ما يحتاجه الى تضحيات شخصية، وهذا ما لا يمكن ان نجده لدى القيادة الحالية، فهذا ما يفرض بداية التفكير في عمل خارج عن ارادة هذه السلطة، و لكن هناك ايضا عوائق منها يمكن حدوث الفوضى دون امكان السيطرة على الحال التي تفرط العقد فيها، و هذا يحتاج الى التعمق في كيفية التفكير لايجاد الحل دون التعقيد الاكثر او الغوص في امر لا يمكن ان نجد له نهاية . الهدوء في اقرار الخطوات المطلوبة بعيدا عن ما تفكر به هذه القيادة الحالية، اي التصرف باليات و عقليات مغايرة جدا لما هم موجودين فيه من الحالة من كافة الجوانب . ربما يمكن ان نفكر في الفوضى الخلاقة في حال عدم تدخل المتربصين و لكن هذه الحال محال ايضا . اذن الضغوطات السلمية و استغلال اية فرصة يمكن اخضاع الموجودين الى امر الواقع باي سلوك كان ممكن توقعه، و الاهم ان تضع ما يهم الشعب قبل اي شيء بعيدا عن ما اقدم عليه القادة الحاليين لحد اليوم الذي لم يفكر ولو لحظة بما يهم الشعب .
ان الصراع الذي دار و ما اوصلوه لحد الحرب الداخلية و الخيانت التي حصلت ابعدت عنا التفكيربان هذه التشكيلة القيادية المتنفذة يمكنها ان تعيد النظر او تستقيم في امرها، هذه نقطة يمكن القطع في البت بها، ثم ان العقلية التي يمكن ان تدير البلد ليس لديها القوة و النفوذ التي يمكن ان تكون لها سلطة في ادارة البلد .
اذن التفكير و انت محصور فيما بين هذين الامرين فيكون بالتوجه نحو الحلول الجزئية التراتبية المتتالية لكل خطوة دون توقف او اعطاء المجال لهذه القيادة ان تعيد ما فعلته في اية لحظة . الدعم الشعبي مطلوب، و الهيجان في ساعة ملائمة داعم للتحركات، الادارة العقلانية النابعة من النوابغ التي يمكن ان توجد بين ظهراني الشعب و العمل على تسليم الامر اليهم، ممكن، وهذا يمكن ان يعتبرة البعض احلاما او تفكيرا عاطفيا غير واقعي، الا ان الانتفاضات التي حدثت و من ادارها كان اجدر بان يدير البلد و من امنعها فهم من نبذوا اليوم من قبل الشعب، فيمكن بجهد فعال ان نجنب الشعب ما اقترفه هؤلاء و ما حدث من فعل ايديهم و خطواتهم بطرق و توجهات عقلانية واقعية .
انا على اعتقاد كامل و على راي و على العكس من اكثر من اتحاور معهم، بان الشعب يمكنه ان يسيطر بطريقة و اخرى و ان يخرج بنتيجة في نهاية النفق، و ما يدعني اكثر تفاؤلا هو فهمي للنخبة العقلانية للجيل الجديد العلمي التفكير و بنسبة كبيرة في ايماني بتخطي الصعاب و العبور من المحنة على ايديهم، و كل ما يتطلبه هذا، هو كف ايدي المتسلطين من العملية التي تجري، وهذا من واجب الخيرين من العقلانيين من الجيل القديم ان يمنعوا اي احد من اجيالهم ان يقفز و يقتحم الامر و باي وسيلة كانت .
اي يحتاج الحل الى جيل جديد منقطع عن الماضي، و من يعمل بعقلية مغايرة مطلقا عما كانت عليه القيادة القديمة، و بالعلمانية الموجودة في النسبة الكبيرة منهم . اي ازاحة ما هو الموجود من القيادة و استبدالهم بما موجود من الجديد العقلاني الملائم، بعملية صعبة حتما و لكنها ليست بمستحيلة . فمشكلتنا الاساسية هي القيادة و يجب ان يبدا الحل من العمل عليها وباية وسيلة كانت.[1]