في سوريا ,عندما تكون السياسة وراثة ماذا تكون النتائج ؟
إبراهيم مراد
تعرف الانظمة الحاكمة في الشرق الاوسط بديكتاتوريتها و سياستها القامعة للشعوب ,بغية المحافظة على السلطة وإستمراررها ، فالتعريف بها لنم يخرج عن نطاق مفهوم البطش والتعسف في إستخدام سلطات الدولة جميعها ،
في سوريا يختلف الامر قليلاً عن باقي بلدان الشرق الاوسط , فالسياسةوممارستها ايضاً أصبحت وراثة , ليس الحكم و السلطة فقط .
ففي دول الخليج مثلاً تكون السلطة اساساً وراثية اعتماداً على النظام الملكي , بينما سوريا ورغمأن النظام جمهوري ويتطلب أن يكون أكثر ديمقراطية ً لكونه يعتمد مفهوم الجمهور الا ان السياسة لا تعبر عن ذاك الجمهور ، الذي يوحي بالتعدد والتنوع في الهويات والمعتقد .
صراحةً في بداية نهوض الثورة السورية قبل اربعة اعوام , و انطلاقها في المطالبة بالحرية و الديمقراطية لسوريا عامةً , كنا متفائلين جداً نحن ككرد عانينا من الاضطهاد و القمع السياسي و العسكري , بغية إخماد مطالب الكرد , منذ بدايات حكم البعث للمنطقة , الا ان ما لم نكن نتوقعه هو ان تظهر فصائل تتدعي المعارضة السورية وتطرح نفسها بديلاً عن النظام , تكون بعثية أكثر من البعث بخصوص المسألة الكردية , او السريانية او الشعوب الاخرى .
في بداية الحراك الثوري الشعبي السوري , ظهرت شخصيات ادعت المعارضة للنظام البعثي و كانت تطالب في البداية بالاصلاح , سرعان ما تتطور هذه المطالب الى استقالة بشار الاسد ,والمطالبة بإسقاط النظام ، هنا كانت البدايات الى نشوء فصائل مسلحة تحت مسمى الجيش السوري الحر كانت تهدف في البداية الى حماية التظاهرات وفقاً لما جاء في بيانهم الاول . ثم إلى إلتهام الكتائب الجهادية والقوى الإسلامية المتطرفة لذاك الجيش الحر .
بدأت الحالة السورية تتحول من ثورة الى ازمة حقيقية رويداً رويداً بفعل الثورة المضادة وقواها المعادية للقيم الديمقراطية بفعل التدخل الأجنبي في الشأن السوري , وفي المقدمة منهم قطر وتركيا تركيا , و حزب الله “و اميركا و روسيا “, فتركيا حاولت من خلال تدخلها في سوريا أن تسيطر على مجمل الساحة السورية ومستقبل الشعب السوري ,و كذلك ابقاء الكرد خارج المعادلة , بينما حزب الله كان يحاول رد جميل النظام البعثي له , و حماية المكون الشيعي في سوريا .
و ما زالت هذه المعادلة تستمر بهذا الشكل , الا ان الغريب العجيب في المعادلة السورية , هي الفصائل التي تتدعي المعارضة السورية , و اخص منها الائتلاف السوري , ما اقصده هو كيف لمعارضة ان تتخذ من فكر النظام التي تعارضه اساساً لها و تدعي الوطنية هنا في القضية الكردية , او حتى باقي الشعوب الاخرى التي تعيش داخل سوريا , تبقى متبنية لنظرة النظام البعثي ,
لم يعترف النظام البعثي في السابق و حتى يومنا هذا بالكرد و قضيتهم , محاولاً اقصاء وجودهم و تنسبيهم الى العرب , من خلال ممارسة سياسة التعريب للمناطق الكردية , و هذا ما يكمله الائتلاف و اتباعه باالضبط بغية تنفيذ اجندات سياسات تركية تابعة لحزب العدالة و النمية في المنطقة .
فكلنا يعرف كيف يحاول الائتلاف السوري تشويه صورة الكرد منذ بدايات تأسيسه في اواخر عام 2012 في الدوحة , ثم إنتهى إلى نقل اغلب مكاتبه الى تركيا , و من هناك بدأ الائتلاف حربه الاعلامية ضد الكرد, بالتزامن مع قوة الكرد وتأسيس الإدارة الذاتية وتحرير المناطق المحتلة من صنيعتها داعش على يد وحدات الحماية وكتائب الثوار , و تعود أسباب هذه السياسة الى نقاط أساسية و هي .
اولاً ” تنفيذ أجندات تركية لحزب العدالة و التنمية , مع تصاعد خوف الحزب المذكور من تطور مشروع شعوب المنطقة من كرد , سريان , عرب , وذلك كما ذكرت سابقاً في مقالة كوباني الطموح الكردي الذي حطم إطماع إردوغان ، يعود بالاساس إلى الخوف من امتداد كردي ما بين سوريا و تركيا اي غربي و شمالي كردستان .
ثانياً : خوف الائتلاف و أتباعه ايضاً , و كذلك جماعة الاخوان المسلمين من تزايد قوة الكرد في سوريا , و مطالبتهم بحكم ديمقراطي , و ادارة لا مركزية و هذا ما لا يريدوه . بالرغم من تطبيقه على ارض الواقع .
ثالثاً : العقلية الناكرة , و سياسة الحزب الواحد البعثية , , و التي ورثها مددعوا المعارضة من حزب البعث .
رابعا: الاقتصاد القوي التي تتمتع به المناطق الكردية من حيث النفط , و الزراعة , في حين بقاء سيطرة الكرد على المنطقة و تقاسم السلطة مع دمشق فأن النفط و الزراعة لن تكون فقط لسلطة دمشق و إنما لروجافا ايضاً .
خامساً : محاولة الائتلاف إفراغ سوريا من الالوان السورية الاخرى من القوميات غير العربية ك الكرد , السريان , الارمن و جعل سوريا ذات طابع قومي ,سني , متعصب طائفي و ذلك تنفيذاً لمخططات دول الخليج ك قطر ,السعودية الوهابية .
هذه هي بعض النقاط الواضحة لأسباب حرب الائتلاف السوري ضد الكرد و مشروعهم و محاولته لتشويه صورة الكرد ,
.
سياسة حزب البعث منذ سلطة حافظ الاسد , الى استلام بشار الاسد منصب الرئاسة خلفت ورائها و منذ نهوض الثورة السورية الكثير من السلبيات , غنية عن التعريف , ك تدمير البنية التحتية لسورية , قتل مئات الالاف من المدنين العزل , و تشريد الملايين , و اخيراً خلق معارضة شبيها للبعث فكراً وممارسة إنتهى بها المطاف الى ظهور تنظيم داعش الارهابي بعد اضمحلال أغلبية الفصائل المسلحة التي كانت تقاتل النظام تحت مسمى الجيش السوري الحر , و تسهيل تركيا مرور الجهاديين الاسلامويين الارهابيين امام اعين مددعي المعارضة السورية بغية تحقيق هدف تركيا الإردوغانية و هو ضرب اي مكتسب كردي ,في المنطقة يهدد وجودهم ويمنعهم من تحقيق مشروعهم الإستبدادي المتطرف .[1]