الائتلاف اين كان والكورد اين وصلوا
محسن احمد
وصل حجم الاعتراف بالائتلاف السوري المعارض في مؤتمر مراكش نهاية 2012 بالمغرب الى 120 دولة كانوا مجموع الحاضرين من وزراء وممثلين لدول في سلسلة مؤتمرات أصدقاء سوريا والذي حمل الرقم الرابع . أتت هذه الاجتماعات نتيجة دعم عربي كبير خاصة من دول خليجية وتركيا والمعارضة الليبية وبعض الدول الأوربية منها فرنسا على وجه الخصوص في الفترة الاولى من عمر الأزمة .
مؤتمر مراكش اعترف بالائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري ولكن لم يقل انه الوحيد ، وفي تلك الفترة علق فيصل القاسم احد إعلامي قناة الجزيرة مستعجلا ومفتخرا بان عدد الدول التي اعترفت بالائتلاف ممثلا وحيدا للشعب السوري اكثر من ثلثي عدد الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، خلال المؤتمر تم البحث عن تمويل لهذه المعارضة التي كانت على مقاس الدول التي تتحكم بها وتسيرها على هواها ، السعودية لوحدها أعلنت تقديم 100 مليون دولار لتشجيع غيرها من الحكومات تقديم هبات مالية ضخمة لتأجيج الصراع وخاصة المسلح تحت مسمى الدفاع عن النفس امام هجمات النظام وإجرامه على انها مساعدات إنسانية لتشيع الشعب على الصمود حيث تم جمع مئة مليون دولار اخرى من الحكومات الحاضرة .
هذه الهالة الإعلامية والاعتراف العالمي جعل من المجلس الوطني الكوردي يسرع الخطى للانضمام باي نتيجة وادنى الشروط الى هذا التجمع الاستثماري على حساب معاناة واذلال الشعب السوري على ارضه وخارج ارضه .
ورغم توالي العشرات من الاجتماعات والمؤتمرات لصالح المعارضة التي ادعت تمثيلها الشرعي والوحيد للشعب السوري في الكثير من عواصم ومدن دول عربية واجنبية والمدعومة بقوة وبكافة الامكانات من قبل الدول التي ابدت تبنيها لها وتباكيها على سوريا وشعبها إلا ان هذه المعارضة والكتل المنضوية تحت سقف مسمى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اثبتت فشلها بجدارة وعدم أهليتها لقيادة شعب يتطلع للحرية والديمقراطية ، الأخطاء والنكسات التي منيت بها هذه القوى خارج سوريا كانت انعكاسا منطقياً على مجرى الاحداث على الارض في سوريا وما تمتلكها هناك لانهم لم يثبتوا أنفسهم يوما ولم يتواجدوا أصلا في الداخل .
ولا يخفي على أحد أن وحدات حماية الشعب والمرأة تكاد تكون القوة الوحيدة المنظمة الممثلة للمعارضة المعتدلة والاخرون مجموعة من التنظيمات والميليشيات المختلفة على الساحة السورية تتبادل الأدوار وتغير الولاءات واقوى هذه التنظيمات هي الأكثر اجراما ووحشية وهي داعش والنصرة والبقية تحاول الصمود والبقاء للحصول على مكاسب تعطيها نوع من إثبات الوجود وعدم الانحلال ، هذه الانقسامات والاختلافات أتت على مقاس رغبة النظام تماما لاطالة عمره واستمرار سلطته واثبات ادعاءاته حول ارهاب واجرام فصائل المعارضة .
والى يومنا هذا يحاول الائتلاف إيهام الشعب السوري بانه الممثل الشرعي لهم بحجة الدول التي ابدت اعترافها به سابقا وليس لأعماله وتفانيه في خدمة الشعب السوري وقضيته وإنما لعدم اتفاقها مع النظام السوري في وقت مضى وعدم رضاها لأعماله .
اليوم اختلف الوضع كثيرا وخفت ذلك البريق لتلك المعارضة التي كانت توزع صكوك الوطنية او التخوين على شركاء الوطن السوري الآخرين ، ومنهم الشعب الكوردي ، وممثليه السياسيين والعسكريين ، قبل اعلان الادارة الذاتية الديمقراطية وبعدها ، واليوم انتقل ذلك المعان والبريق الى الحركة الكوردية وممثليها ، وخاصة قواتها العسكرية المنظمة والمدربة بشكل اثبتت نفسها على الساحة السورية، وانتقل عبر الاعلام والاهتمام الى العالمية بانها القوى الأفضل والأكثر فعالية لمحاربة وهزيمة داعش والتنظيمات الإرهابية الاخرى ، وهنا بدأت الأطراف وأقطاب القوى العالمية لكسب ود تلك القوات وإيجاد صيغ وانواع من الشراكة معها على الارض دون ان يكون لهذه القوات في ما مضى مؤتمرات واجتماعات عالمية واعترافات دول بالعشرات تعطيها الشرعية الدولية والتي كانت لسان الحال لدى الائتلافيين سابقا .
طريق الكرد لم يكن ذلك الطريق السالك بسهولة فقد حاولت الكثير من الدول والقوى الإقليمية اعاقة ونسف نجاحاته من خلال دعم الارهاب الموجه الى روج افا بكافة الإمكانيات والوسائل ومحاولة هدم الادارة الذاتية الديمقراطية وإظهارها بالضعيف احيانا او لتابع لجهات سياسية احيانا اخرى والصاق تهم الارهاب والتهجير به . الكورد وتنظيماته السياسية والعسكرية الحقيقية نجحت في الوصول الى العالمية والاعترافات والشهرة العالمية بإمكانيتها وقدراتها الذاتية وتم فتح أبواب قصور الرئاسة الأوربية وبرلماناتها ومراكز قرارتها نتيجة واقعية ومنطقية لما قدمته لشعوب غرب كوردستان بكافة مكوناته .[1]