لماذا الاصرار؟ .. لماذا الرفض؟
دمج النويّات ….. عن أية علمانية، وعن أية مدنيّة نتحدث؟
sihanok-dibo1الحجم الكبير من الرفض التركي -ومن معه- في استبعاد حزب الاتحاد الديمقراطي PYD من جنيف3 قابله اصرار دولي من أجل أن يكون موجوداً. وهذا الاصرار له العديد من الأسباب؛ أهمها:
1- المكان الطبيعي الذي يوجد فيه الحزب (مجلس سوريا الديمقراطية- مسد) وهو الإطار المتضمن لعدة قوى ديمقراطية لن يستوي الحل السوري إلا بوجوده، وهو الإطار المتحالف بدوره مع عدة قوى ديمقراطية أخرى تشكل سوية عدم انحراف في الوجهة الديمقراطية.
2- انتمائه إلى حركة المجتمع الديمقراطي tev dem؛ كحركة مجتمعية أثبت سنوات تشكلها الفتيّ قدرة كبيرة على تنظيم المجتمع الموجودة فيه وتحويله إلى عشرات من المؤسسات ومئات من الكومونات.
3- والأهم؛ قوة المشروع الذي يؤمن به (الإدارة الذاتية الديمقراطية) نموذج حل نوعي للأزمة السورية وليس كحل للقضية الكردية في سوريا. ويعتبر هذا المشروع نتيجة ميراث نضالي تم تصقيله سنوات عديدة من النضال ودماء الشهداء.
4- قناعة كاملة من المجتمع الدولي بأن من حازوا -صدفة- فرصة تمثيل الكُرد في جنيف2 لن يكن بمستطاعهم تمثيل الكرد في جنيف3 خاصة بعد فشلهم الذريع في الثاني؛ إذْ كانوا في أحسن أحوالهم مجرد شهود زور تم الاستغناء عن خدماتهم مؤخراً.
تركيا الرافضة؛ قطر الممانعة؛ سعودية المهادنة
تركيا التي صرّحت علناً بأنها ترفض مشروع الإدارة الذاتية للكرد في سوريا وهم الذين يبلغون الثلاث ملايين يحفِّزون الثلاثين مليون الموجودين في تركيا لنيل حقوقهم؛ وهذا لا يمكن اعتباره التبرير لمثل هذا الرفض وإنما الإدانة الكاملة لتركيا بأنها ترفض منح شعب له كامل مقومات الشعوب الأخرى أن ينعم بحقوقه، وتتنكر بأنه لا قضية كردية في تركيا وإنما قضية إرهاب؟؟
أما قطر الممانعة لحضور تمثيل الكرد بوفد وازن وممثل لوحدات حماية الشعب والمرأة وممثل ضمن (مسد) كممثل بدوره لقوات سوريا الديمقراطية؛ فهي تعتبر ذلك اعترافاً دولياً بقبول النموذج الديمقراطي على حساب مشروع الإخوان المسلمين ودولة الخلافة التي تدعمها، والسعودية التي تتفق مع تركيا وقطر في الخطوة الأولى فقط؛ تختلف معهما في الخطوات الأخرى فهي تهادنهما رفضاً بسبب حاجتها لتقوية من يقفون معها ضد إيران الشيعة، بالإضافة إلى عدم استطاعة قبولها – أيضاً- مثل مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية.
من المهم أيضاً أن نذكر هنا أن الراعيين (أمريكا وروسيا) في حربهما على الإرهاب وجدت نفسيهما شريكة ل (ق س د) ومن ضمنها وحدات حماية الشعب والمرأة. واقتنعت بأنها الأخيرة من المعارضة التي تحارب الإرهاب فكرياً قبل أن تكون عسكرياً. وأن أمريكا على سبيل المثال قد قدمت ذات (سهوٍّ) مبالغ كبيرة في تدريب جماعات تم احتسابها (صدفة- أيضاً) بأنها من المعارضة المعتدلة؛ لكنها تبخرت ولم تكن إلا نُسَخ كربونية من النصرة والمرتبطات معها. فكان لها بحثاً وواقعاً من حلفاء استراتيجية، و (ق س د) اليوم هذا الحليف.
هل سيعقد جنيف3؟ وإذا عقدت فكيف المصير؟
من المؤكد بأن جنيف3 منعقدة إنْ كانت محادثات سورية أو مفاوضات؛ لكن من المؤكد أيضاً أن الطريق لن يكون معبداً بالنجاح دائماً، والتعثر أو السبات سيكون عنواناً عريضاً في البدايات الطويلة، وهذا أيضاً له أسباب عديدة منها الدولي ومنها الإقليمي ومنها المحلي السوري، فقط النهاية ستكون قصيرة أو مستعجلة؛ شيئٌ أشبه بالمدد الغيبي.
الرفض بسبب وجود مشروع يخيف الرافض؛ مثله؛ مثل القبول بسبب المشروع ذاته الذي لا يتناقض مع رؤية أو رؤى العالم الحر.
يبدو أن القانون الفيزيائي (كل فعل يقابله رد فعل) بات في ذمة المراجعة؛ يمكن أن يتم تعديله إلى: لكل فعل رد فعل يفوقه أحياناً ويرجع ذلك إلى طبيعة المشاريع وعلاقات النبذ والجمع بينهما.
يقول الفيلسوف أوجلان: المشكلة ليست بأن نتعلم كثيراً، بل أن نحيا حسب ما نتعلمه.[1]