جنييف والتمثيل الكردي
عباس عمر
لم يعد خافياً على أحد سبب إبعاد أو عدم دعوة مجلس سوريا الديمقراطي إلى محادثات جنييف 3 أو دعوتهم بشكل فردي بعيداً عن شكلها التنظيمي هو بالدرجة الأولى لإرضاء الطرف التركي الذي هو لاعب إقليمي أساسي في المعادلة السورية وما آلت إليه ولكن الشيء المهم هو خيارهم لتمثيل كردي هزيل كان توافقاً بين الأطراف الشوفينية في جسم الإئتلاف السوري لكي يستطيعوا تمرير سياساتهم الإنكارية تجاه الشعب الكردي على مرأى ومسمع هؤلاء وشرعنتها بشهادتهم المزورة ظناً منهم إعادة صياغة تاريخهم القديم بشكلها الحديث .
متناسين بذلك بأن التاريخ لم يعد يستطيع ان يعيد نفسه وماجيش الشهداء ومزارتهم خير دليل على ماتمتلكه الإرادة الكردية المعاصرة من إرث تاريخي ونضالي كفيل برسم منحى جديد للتاريخ عبر فولذة هذا الشعب في تخطي المؤامرات التي تحاك ضده بكل إتقان فهم نفسهم أي الذين جاؤوا إلى جنييف يعلمون بأنهم لايمثلون إرادة الشعب السوري عامة ولا الشعب الكردي خاصةً رغم مجاهرتهم علناً بأريحيتهم من عدم دعوة مجلس سوريا الديمقراطي إلى هناك وخاصة حزب الإتحاد الديمقراطي منهم كما هم يعلمون بأنهم لايملكون الحد الأدنى من مقومات التفاوض .
ويعلمون بأن دورهم فقط دور مكمل أعلامي لاأكثر وماهم سوى بيادق صغيرة بأيدي تركيا وقطر والسعودية لتكميل عدد .
والتسلسل الزمني الذي رسم للمرحلة التفاوضية المقبلة كفيلة بتعرية التمثيل الوهمي للسوريين جميعاً .
وماعملية الإقصاء الأخيرة لمجلس سوريا الديمقراطي إلا دليل قاطع للقوى الراعية العظمى على عدم جديتهم في إنهاء الصراع الدائر هناك .
وفي هذه المرحلة بالذات التي هي في غاية الخطورة سيساهمون جميعاً في إنهاء ماتبقى من المعارضة بكل أشكالها على الأرض عبر الحسم العسكري على الأرض لهم جميعاً وهنا سيظهر حقيقة وجود الخط الثالث عبر دورها الإستراتيجي في إيجاد توازن حقيقي وعملية دمقرطة حقيقية لسوريا المستقبل عبر مساهمة جادة لكافة مكوناتها التي لاترتبط بأجندة أقليمية ودولية
فحتى النظام غير جاد بلقاء هكذا وفد ويعرف تماماً حجمهم الحقيقي سياسياً وعسكرياً فنراه عبر خفض تمثيله الدبلوماسي إلى أدنى مستوى له وكذلك إشراك كردي هزيل فيه.
فيبدو الإثنان يملكان نفس العقلية الشوفينية في طريقة واسلوب تعاملهم مع المكون الكردي الذي هو الثاني في سوريا من حيث السكان والمساحة الجغرافية.
ولكن الأهمية القصوى تتجسد في معرفة جميع الأطراف بالدور الكردي الأساسي في المعادلات الحديثة حيث نرى اليوم زيارة وفود رفيعة المستوى إلى روج أفايي كردستان سوى تأكيدهم على عدم قدرتهم على تخطي دور الكردي المتمثل بمجلس سوريا الديمقراطي بعمليات الأقصاء عبر إرضاء الأتراك لايعمل إلى إيجاد حلول للمعضلة السورية
فالأيام القليلة القادمة ستكشف الأغطية المستورة أكثر فأكثر !!!
ولايستوجب منا نحن أنصار هذا التيار المقاوم صرف طاقاتنا في غير مكانها ولنصبر قليلاً من الوقت لنرى مازرعه طليعتنا لنا خلال السنوات الخمس الماضية من عمر الثورة السورية .
[1]