قرار وقف إطلاق النار
حاجي سليمان
ان وقف إطلاق النار هو ما يجب ام نسعى اليه جميعاً نحن السوريين قبل غيرنا دون اي تردد لان شعبنا السوري ذاق ما لم يذوقه شعب على وجه المعمورة من ظلم وقهر وقتل وتشريد وتجويع وتدمير للبلاد بصورة منظمة ومخططة من قبل أعداء الانسانية جمعاء ومعهم بعض الخونة والعملاء من داخل الوطن وخارجه ..فليس هناك أية مصلحة لشعبنا السوري في إدامة امد الحرب من بين الاجندات الدولية والإقليمية وحتى بعض الأطراف السورية الغارقة في التطرّف والاجرام … لذا من المهم جداً السعي الى دعم قرار وقف إطلاق النار بين الفرقاء جميعاً وخاصة الاتفاق الروسي الامريكي في يوم السبت …
السابع والعشرين من الشهر الجاري.. وكما يجب فهم ماهية الثورة السورية والدوافع الطيبة والحقيقية التي كانت نظيفة وخالية من الشوائب التي شوهت سمعة السوريين وثورتهم المطالبة بالحرية والكرامة الانسانية بفعل مقصود وفق النوايا والمصالح المخفية … نعم لبعض الأشخاص و التيارات الاسلامية السورية والنظام الاجرامي الأسدي الفاسد يد طولي فيها وهم الذين فتحوا المجال امام عسكرة الثورة وجلب الآلاف من الاصوليين والمتشددين الغرباء الذين ليس لهم عمل في سوريا سوى التخريب والقتل والتدمير باحثاً وراء المال والمناصب الخلوية . .. كما قام النظام الأسدي الفاشي في إسراع إطلاق سراح المجرمين والسجناء المحكومين عليهم بالإعدام وأناط اليهم مهمة تخريب وتمييع الثورة مع السماح لهم بعمل كل شيئ سوى الرحمة والشفقة على الشعب السوري مقابل سراحهم … اضافة الى أسباب تمييع الثورة هم الذين خططوا الانطلاق من امام الجوامع …
فلم نرى او نسمع ثورة كانت بداياتها من الجوامع وانتصرت لان الجوامع للدين والعبادة لا للسياسة والثورات نعم الدوافع كانت مبيتة انتقامية ثأرية من نظام استبدادي فاسد تربعت على صدور شعبنا منذ اكثر من أربعة عقود خلت …وكما لم ينسى الاخوان المسلمين ما حصل لهم ايام احداث حماة في ثمانينات القرن الماضي وما قام به النظام من الاجرام الوحشي بحق أهالي حماة … وكان من واجب الخيرين فهم مغزى وغاية الانطلاق من الجوامع حيث التدرج اللافهمي الى ما لا تريده الشعب … حيث غطت المظاهرات والمسيرات طابع ديني بحت مما زاد الشكوك حول ماهية الثورة السورية واستعجل من شأنه الذين كانوا يودون ذلك في حشر انوفهم و أجنداتهم ضمن الثورة باحثاً وراء المكاسب والمصالح لضياع ماهية الثورة وحقيقتها بعيدة عن المغزى والمصلحة الحقيقية للشعب السوري في قيام الثورة ضد الاستبداد والقهر الجبري ولم يهتم أحداً ولو قليلاً بمصلحة الشعب السوري مما يصعب السيطرة على الوضع والتكهن بوقف إطلاق النار في سوريا بسبب تشعب الجماعات الإرهابية في المدن والقرى السورية حيث بين الأبرياء يختبؤون وهذا يصعب استهدافهم من قبل الدول ذات النفوذ كالتحالف الدولي والقوات الجوية الروسية ولا أحداً يستطيع التأثير عليهم بسب احتمائهم بين الأبرياء بدعم وتخطيط من اسيادهم الذين يرفضون في الخفاء وقف إطلاق النار والاتفاق الذي تم الوصول اليه بين كل من الروس والامريكان لانه ليس لهم مصلحة بوقف طاحونة الحرب الدائرة منذ خمسة سنين وهم لا يدفعون ثمن الاستمرارية وإدامة امد الحرب ولا يخسرون الا الفقراء والمساكين من شعبنا السوري في هذه المعمعة التي أزهقت ارواح مئات الألوف ودمرت ما لايمكن تصوره من المدن والقرى والقصبات السورية ناهيك عن التشريد والضياع في الشتات وفقدان جيل كامل وحرمانهم من الدراسة والتعليم وألحق بهم كافة صنوف التوتروالقلق و الحالات النفسية التي يصعب الخلاص من نتائجه لسنين مستقبلية قادمة …
ورغم كل ما ذكر ستكون حتماً الصعوبة الأكثر في الجانب التركي وقيادته الأردوغانية التي هددت مراراً كل من ليس في فلكه وذهبت جميع تهديداته وموقفه النارية ادراج الرياح دون ان يحرك ساكناً وجاء الاتفاق الروسي والأمريكي نيابة عن الشعب السوري دون حضور ممثلين عن الذين دفعوا الغالي والرخيص من اجل الثورة والوصول الى غايات نبيلة ونقية لذا ستكون موقف الحكومة التركية ووضعها السياسي والنفسي في أسوأ حالاتها نتيجة مواقفها وأكاذيبها ووعودها المتكررة وكذلك تزويدها المتواصل لكل التيارات الاسلامية المتشددة من الدواعش وجبهة النصرة وكل من يعادي القضية الكوردية بالسلاح والمال … وزاد الاتفاق من سوء حالته السياسية نتيجة حرمانه من تزويد جماعاته من الدواعش و جبهة النصرة وبقية الإرهابيين بما يحتاجون … ولا اعتقد هناك جماعات وفصائل معارضة بعيدة عن الاٍرهاب والدواعش وخاصة اذا تعلق الأمور بوضع الشعب الكوردي وحقوقه القومية المشروعة وفق القوانين والشرائع الدولية ، لذا سيبقى الحرب قائماً ما لم يتم تحديد الجماعات الإرهابية والأصولية المتشددة وسيبقى الضرب فوق رؤوسهم مستمرة من قبل الجميع وسيقطع حتماً قوات سوريا الديمقراطية شريان مساعدات تركيا الى الإرهابيين وقتلة الشعب السوري عامة والكوردي بصورة خاصة ومنعها من وصول أية مساعدات الى جماعاتها المقاتلة وسيوصلون الإقليم الكوردي ببعضها البعض ليستطيع المرء عبور كل تلك المسافات الحدودية من المالكية في كوردستان روج آفا لا بل من السليمانية في اقليم كوردستان ( العراق ) الى عفرين دون عوائق ولا حواجز لجماعاتهم وسيصبح حدودها مباشرة مع حدود الإقليم الكوردي المحرر على مسافة حوالي 900 كيلومتر ….ولي سراًعندما نقول بان الشعب الكوردي ليس من أنصار العداواة ولا من يريدون تأجيج الخلافات بقدر ما يسعى الى مساواة الجميع دون اي تمييز او تفريق بين هذا وذاك في الواجبات والحقوق ويتمنى بان تكون الجميع متساويين امام القانون دون رفع شأن مكون على حساب بقية المكونات …لبناء سورية ديمقراطية تعددية توافقية لا مركزية سياسية يعيش فيها الجميع بأمان ووئام ..[1]