الشباب أيقونة المجتمع
جنيف… وماذا بعد؟؟
أورهان ديلان
جميعنا يتفق بأن الشباب هم العماد الداعم والرئيسي لبناء كل أمة، وأساس المجتمع وهم أيقونة ازدهار كل وطن، والنبض الذي يسير في عروقه.
ولا أحد يستطيع أن يزاود على أنهم الأداة الفعالة لتنمية وبناء المجتمع، كونهم ذوو العقول النيرة، وأصحاب الطاقة الحيوية التي تزيد رصيد أي مجتمع أو دولة في بنوك النجاح والتقدم، وأيضاً لأنهم يذخرون جميع مهاراتهم ومؤهلاتهم لأجل بناء مجتمع يحقق العديد من المكاسب التي تصب في مصلحة الشعب.
وبناءاً على ذلك لن يستغرب أحدنا إذا ما رأينا فئة من الشباب يستنفذون طاقاتهم ضمن طرق سلبية والتي تعود بالعواقب عليهم،
وبالتالي فإن ذلك يؤدي إلى مفارقات متباينة بين وضمن نجاح مجتمع ما وفشل الآخر ونستطيع أن تثبت ذلك من خلال أمثلة واقعية التي لها نتائج سلبية تضر بالمصلحة المؤسساتية بالدرجة الأولى
، كالشباب الذين يملؤون معظم أوقاتهم في اشياء لا فائدة لها، كالجلوس الدائم في المقاهي وصالات اللهو، وأيضاً الذين يضيعون معظم أوقاتهم على العديد من شبكات الإنترنت كمواقع التواصل الاجتماعي (تويتر و الفيس بوك)، وغيرها…
أو الذين يستمتعون بمشاهدة تلك البرامج التي تساهم في انحلالهم الأخلاقي وفساد تفكيرهم، بالإضافة إلى أطفاء نور المعرفة في عقولهم وأيضاً شرح وعيهم، أو أعمال سلبية أخرى يعملون على تملئة جدول فراغهم بها، ضاربين مصلحة بناء المجتمع وازدهار الوطن عرض الحائط.
ولكن بالمقابل نجد أن هناك فئة واسعة من الشبيبة، يذخرون معظم خبراتهم ومهاراتهم، في سبيل تنمية مجتمعاتهم و مؤسساتها، لمواكبة التطور المعرفي والعلمي، ومجاورة الكثير من الوسائل المتاحة التي تجعل من مجتمعهم يسبح في بحر الرقي والازدهار بأمان.
كما نلاحظ أيضاً توظيفهم لخبراتهم في مؤسسات مجتمعية ومدنية، لتنظيم الفئات الأخرى من المجتمع.
ولقد أثبتت تجارب الشبيبة أن الصحوة المعلوماتية والمعرفية ومواكبة النهضة، هي السبيل والطريق الوحيد الذي يستطيع المجتمع من خلاله أن يعبر من الماضي إلى المستقبل الزاهر، وأنها أيضاً الخلاص من الرواسب والسلبيات التي أثقلت كاهل المجتمع.
إن الشباب هم الجسر الذي تعبر عليه المجتمعات نحو بر التنمية ومجاراة النهضة، وهم العلاج الوحيد لمعالجة داء التخلف التي فرضت على مجتمعاتنا وأمتنا.
ولكي يتحقق التغيير المطلوب، والسعي نحو مجتمع متطور، على الشباب أن يؤمنوا بأن صحوتهم وإبراز دورهم في كينونة المجتمع وحمايته من التخلف والرجعية، هي رسالتهم وطموحهم الأول، وأيضاً أن يساهموا في دفع أي ثمن لوطنهم ويكونوا الجند الذين يضحون من أجل الشعب.
كما أن عليهم أن يعوا تماماً أن التغيير نحو مجتمع متطور ليس فقط تغيير نص دستوري للضحك على ذقونهم من قبل العقول المتسلطة، وإنما ما نقصده بالتغيير، هو البعد المعرفي في إدارة شؤون المجتمع، ضمن ما يتوافق مع الانفتاح الفكري والثقافي الضروري للتغيير
وبهذا نستطيع القول بأن الشباب رخصة المرور للمجتمع في طريق التغيير الذاتي
[1]