روج آفا : القدوة والنبراس كردستانيا وسوريا
شيرزاد اليزيدي
مرتين وفي غضون أسبوع واحد شهدت عاصمة اقليم كردستان الثقافية السليمانية مراسيم احتفاء بروج آفا كردستان وب#كوباني# تحديدا من خلال احتفاليتين مهيبتين الأولى في 25 فبراير ( شباط) المنصرم حيث تم نصب تمثال “المقاومة” مؤقتا ريثما يتم نقله الى كوباني في فناء مبنى مجلس المحافظة وبرعاية محافظ السليمانية آسو فريدون والذي صممه الفنان زيرك ميرا لمقاتلة من وحدات حماية المرأة خلفها جناحان في ترميز الى ملائكية مقاتلات YPJ وسموهن ودورهن المحوري في روج آفا والتي نظمت تحت عنوان “هدية عاصمة الثقافة السليمانية الى عاصمة المقاومة كوباني” حيث سيتم لاحقا نقل هذا النصب لكوباني كما أسلفنا عبر وفد رسمي حكومي وسياسي من السليمانية وتقديمه كاهداء .
والمناسبة الثانية كانت افتتاح جسر كوباني الواقع في طريق
الملك محمود وهو الطريق الدائري الرئيسي الذي يزنر السليمانية في 3 مارس ( آذار ) الجاري حيث كما المراسيم الأولى طغى حس الانبهار والاعتزاز بتجربة روج آفا ومقاومتها على مجمل فقرات مراسيم الافتتاح التي رعاها نائب رئيس حكومة اقليم كردستان العراق قوباد طالباني الذي أكد خلال كلمته ضرورة استلهام الاقليم لروحية مقاومة كوباني وروج آفا للتغلب على مجمل الأزمات المستعصية التي يمر بها من الأزمة السياسية والقانونية وصولا الى الأزمة الاقتصادية الطاحنة ولعل هذا التعبير المكثف يختصر حجم التأثير الذي تلعبه روج آفا في مجمل أجزاء كردستان والمنطقة وحتى العالم وهو تاثير يشمل مختلف قطاعات الاجتماع ومستوياته فمن نائب رئيس الحكومة الى رجل الشارع البسيط الكل يفتخر ويشيد بثورة روج آفا وتجربتها الديمقراطية ومقاومتها الأسطورية ويعتمدها كمثال أعلى وكنبراس في المقاومة والثورة والمعمار الديمقراطي البنيوي الراسخ والمتين .
ولعل انتشار اطلاق تسمية كوباني وروج آفا على الأماكن العامة والمحال التجارية باتت ظاهرة تمتد من كركوك الى السليمانية وعلى امتداد باشور – جنوب كردستان ( كردستان العراق ) فقبل أكثر من سنة ونحن في طريق العودة من هولير الى السليمانية دخلنا عن طريق الخطأ الى كركوك التي كان من المفترض أن نعبر عبر أطرافها واثر بحثنا عن المخرج المؤدي الى طريق السليمانية دخلنا في أحد شوارع كركوك الفرعية الذي كان اسم كوباني حاضرا بكثافة على لوحات أربعة محلات تجارية مختلفة النشاطات فيه رغم كونه شارعا غير تجاري وصغير نسبيا أحدها كان محل تغيير زيوت سيارات وآخر محل ألعاب أطفال وثالث كان دكان بقالة والرابع لم تعد تسعفني الذاكرة حول مجال نشاطه
التجاري هكذا يتبدى بلا لبس أن ثورة روج آفا باتت عابرة للحدود وتضرب عميقا في مفاصل الاجتماع الكردستاني لجهة نشر قيمها الثورية وأهدافها التحررية النبيلة .
وكذا الحال في السليمانية لدرجة اطلاق اسم “فتيات كوباني” على صالون تجميل نسائي حتى أن أحد الأصدقاء علق ممازحا : بنات كوباني يقاومن ويقاتلن ولسن مهجوسات بالماكياج لكن مع ذلك فهذه اشارة الى أن كوباني وروج آفا عامة باتت مؤثرة لدرجة تحولها الى ما يشبه ماركة وعلامة تجارية ضاربة فمن صالون التجميل الى محل البقالة الى مكتب السفريات وصولا الى تسويق سلع غذائية أساسية تحت اسم كوباني كل هذا مؤشر الى تغلغل روحية ثورة روج آفا وتأثيرها المتعاظم على مختلف شرائح المجتمع وتحولها الى جزء لا يتجزأ من تفاصيل حياة الناس اليومية وفرض نفسها كنموذج متقدم أعاد للحس التحرري والقومي الديمقراطي اعتباره وبنزعة عابرة للتقوقع القوموي ومتطلعة نحو فضاء اقليمي وكوني فسيح يكون للكرد فيه مكانهم اللائق بهم كقوة طليعية في الحرب ضد الارهاب والاستبداد وفي بلورة وتقديم نماذج الحل الديمقراطية الحضارية على قاعدة التعدد والتعايش والتشارك وقبول الآخر وها هنا يكمن كنه عظمة واستثنائية روج آفا : ثورة ومقاومة وادارة وتجربة ديمقراطية بات يشار لها بالبنان في أربع جهات كردستان والعالم
ممثل الادارة الذاتية الديمقراطية لروج آفا كردستان في اقليم كردستان[1]