قضيه الثوره في فكر الأمه الديمقراطيه “الثوره المجتمعيه الشرق أوسطيه
لاوند ميركو
ان الالتفاف المتكامل للقضايا الاجتماعيه على جوهر ومضمون الواقع المعاش وفق أطر المدنيه الشرق أوسطيه المبرمج ضمن حدود الأبعاد الزمانيه والمكانيه والتي توافق مناهج الهيمنه في بسط السيطره والنفوذ بشكل محكم ، وأي خروج عن هذا التكامل يعرضه لخطر الاباده والانحلال في ديماغوجيه فكريه مؤطره ، منذ ولاده الكنائس القوميه بعد معاهده ” واستيفاليا ” على أقل تقدير حيث أن مؤسسات السلطه والدوله والسلاله كانت تقدم ذاتها على أشكال ألوهيات مختلفه كمثال نموذجي “براديغمائي” في عالم الأيديولوجيا لتكسب الشرعيه و ترتدي ثوب الأحقيه و تعتلي قمه الهرميه الدولتيه أو الطبقيه بشكل مقونن ومسنن معولب ، وبذلك تحافظ على مصالحها وتقوي من نفوذها بينما تسحق الطبقات والشرائح الدنيا في هامش حياتي مقدر لها عبر كتب سماويه مقدسه أو في شرائع وقوانين السلطه والهيمنه وتضمن لها الاستمراريه والبقاء بعد تجريد المجتمع من جميع العناصر التي تم طردها خارج نظام المدنيه { كالمرأه والشبيبه ومجتمع القريه والزراعه والقبيله والعشيره وأصحاب المذاهب والعقائد الباطنيه } الى ما هنالك من قيم وأخلاق مجتمعيه نمت من تجارب ونشاطات المجموعات الاجتماعيه المختلفه عبر فترات طويله من عمر التاريخ البشري . وأمام تراكم القضايا المجتمعيه التي تعاني العقم والانسداد في الذهنيه القابله للتطور ، تتحول هذه القضايا الثقيله الوطأه الى قضايا أيديولوجيه تبحث في الحل بنمطيه 1 – التطوري التدريجي . 2 – والثوري ..الذي يفرض عيش الصواب سواء قولا أو عملا ، وذلك لوقف تمدد الثوره المضاده في مدنيه الشرق الأوسط واذا كانت الأخلاق تمثل الذاكره السياسيه للمجتمع ، ومجموع العلاقات التي تربط كافه المجموعات البشريه وفق حقوق وواجبات متكافئه تراعي كافه القيم والروابط المجتمعيه على قدم المساواه في كونفدراليه ديمقراطيه مما يعني أن الثوره هي : {المعنيه باعاده اكتساب المجتمع الأخلاقي والسياسي والديمقراطي لماهياته المختزله في نظام الحداثه “المدنيه” مجددا وبمستوى أرقى } . ولدى القيام بقراءه تاريخيه لمجتمع الشرق الأوسط لن تجد صعوبه في ايلاء التفسير الواقعي لتشخيص وتثبيت الماهيات الأخلاقيه والسياسيه والديمقراطيه للثوره التي يجب انجازها في وجه الأيديولوجيات التقليديه والحداثويه المجربه والتي زادت من اشكاليه الوضع وفاقمت من أزمات المجتمع في تصوير أكداس من الأحداث الجوفاء تاريخيا كما وصفها “بروديل” على أنها جوهريه ومفصليه وذلك لتشتيت أي جهد معني بقضايا الثوره المجتمعيه وتغييب طاقه المجتمع الأخلاقي والسياسي و حيويته عن مشهد التطور البشري في التاريخ .ان النقطه الأهم في ادراك الثوره وماهيتها ذهنيا تتناسب طردا مع وعي الحقيقه فكلما ابتعدنا عن الحقيقه ابتعدنا عن الثوره وكلما اقتربنا من الحقيقه زادت الثوره جلاء ووضوحا في المعنى والمفهوم على حد سواء مما يكسب ديالكتيك الثوره جميع العناصر السياسيه والأخلاقيه بما فيهم القيم المنفيه خارج نظام المدنيه وما نتج عنها من أزمات في جميع مراحلها ويعكس حقيقه أن ” التحول الى انسان عملي يتم بالتوازي مع التعبئه النظريه “في قول القائد عبدالله أوجلان .فالخزان الفكري الفارغ لا يقترب أبدا من وعي الحقيقه ما يجعل الثوره الذهنيه تأخذ مستوى الأوليه كأسلوب في اطلاق أي ثوره مجتمعيه لضمان تطورها ونجاحها قياسا بالثوره الكردستانيه التي انفجرت من عمق الأزمه العالميه للنظام الرأسمالي ما جعل تطورها أعمق من الثوره الروسيه والفرنسيه لأنها تتلائم مع نظريه ومصطلحات العصرانيه الديمقراطيه فيما عجزت الثورتان الفرنسيه والروسيه عن تخطي ذهنيه الحداثه الرأسماليه وطراز حياتها .ومع ذلك فان الثوره الكردستانيه استفادت من الارث الايجابي لتلك الثورات وطعمت تطورها بتلك القيم والمفاهبم الجماليه الزاخره بالألوان والحياه وقوت الروابط الجدليه بين الثوره الذهنيه والمجتمعيه لتتجاوز جميع مراحل الأزمه المعاشه بخطوات واثقه وثابته نحو التطور وتكريس الحقيقه المجتمعيه في ذاتها كنتيجه طبيعيه لتوازن ساطع بين الطاقه والماده لدى جميع عناصر الحياه في الكون من الكوانتوم وحتى أطراف الطاقه الحيويه للكون “الكوسموس”وذلك لخلق نواتها في التحول الثوري للانسان الذي يشكل الكوسموس المجهري بحيث يكون غايه الحياه وليس هدفها ..[1]