أوباما للأتراك: لا تجعلوا من الحرب على “داعش” ذريعة لقصف الكرد
هافنغتون بوست
حذر البيت الأبيض الحكومة التركية من أن الحرب ضد تنظيم “داعش” يجب أن تكون “موجهة بعناية” وأن لا تذهب بعيداً ويتم استهداف الكرد من خلالها. ويعتبر الكرد حلفاء فعالين للولايات المتحدة الأمريكية على الأراضي السورية وهم القوة الوحيدة التي تحقق انتصارات كبيرة ومستمرة ضد تنظيم “داعش”. ولكن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وهو قومي متشدد يعتبر الكرد في كلا البلدين سوريا وتركيا، أعداءً للدولة التركية.
والأهم من ذلك، عانى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان من انتكاسة سياسية على يدي حزب الشعوب الديمقراطية، وهو الحزب الكردي الذي فاز ب 80 مقعد برلماني خلال انتخابات شهر حزيران العام الفائت. المضي قدماً في حرب ضد الكرد يمكن أن تكون وسيلة من وسائل أردوغان لتقسيم تحالف المعارضة. ووجهت الهافنغتون بوست سؤالاً للرئيس الأمريكي، باراك أوباما فيما إذا كان قلِقاً من قيام الرئيس التركي باستخدام حملته ضد “داعش” كذريعة لاستهداف حزب العمال الكردستاني – الحركة الكردية الانفصالية التي تملك حليفاً لها في سوريا.
“حسناً، ناقشنا مع الأتراك وجهة نظرنا القوية بأن تنظيم داعش – وهو الاسم الذي يستخدمه البيت الأبيض عند الحديث عن تنظيم الدولة الإسلامية – يشكل الخطر والتهديد الأكبر على المنطقة وعلينا الاستمرار في التركيز عليه، ووجهة نظرنا فيما يخص توسيع حزب العمال الكردستاني لعملياته وهجماته ضد الأهداف التركية هو أن من حق الأخيرة الدفاع عن نفسها”. “ولكن الاتفاقية التي نعمل عليها بدقة تتوجه حول: كيف يمكننا إغلاق الحدود أمام المقاتلين الأجانب الذين يدخلون سوريا؟ وكل ما سنفعله سينطلق من هذا الأساس”. وحديث أوباما جاء خلال مناقشته مع مجموعة من المراسلين في البيض الأبيض الاتفاق النووي مع إيران وسياسة واشنطن حيال الشرق الأوسط بشكل أوسع.
ويخوض حزب العمال الكردستاني PKK، ولعقود حرباً للانفصال عن تركيا، وعلى الرغم من ذلك انخرط الحزب في عمليات متعددة للسلام على مدى السنوات الماضية. في سوريا، جذبت وحدات حماية الشعب المرتبطة بحزب العمال الكردستاني اهتمام المجتمع الدولي في شهر كانون الثاني\يناير العام الماضي بعد صمودها في وجه الهجوم العنيف الذي شنه تنظيم “داعش” على مدينة كوباني الحدودية مع تركيا. ووقف الجنود الأتراك مع دباباتهم على الحدود وهم ينظرون كيف يقوم مقاتلو التنظيم بمحاصرة المدينة لمدة أسابيع مع توقعات مراقبين بسقوط وشيك للمدينة حينها.
وفي نهاية المطاف سمحت تركيا لعدد قليل من المقاتلين الكرد العراقيين بالدخول إلى كوباني ودعم المقاومين في المدينة. ومع استمرار الوحدات بالدفاع والتقدم بدأت واشنطن بدعمهم من خلال الضربات الجوية. تدريجياً طردت الوحدات مقاتلي “داعش” خارج كوباني والمنطقة المحيطة أيضاً. ما حدث لم يكن تراجعاً تكتيكياً فقط بل خسارة التنظيم الدعاية أيضاً. وتآكلت صورة التنظيم النمطية المرعبة والمروعة وبشكل خاص بعدما انتشرت صور وفيديوهات لمقاتلات كرديات وهن يقاتلن على الجبهات الأمامية في المعارك.
عندما بدأت تركيا، الأسبوع الفائت، حملتها لاستهداف تنظيم “داعش”، استغلت أنقرة الفرصة وقصفت مواقع الكرد ومستودعاتهم بعيداً في جبال قنديل، شمال العراق. على الرغم من وجود حزب العمال الكردستاني على لائحة الإرهاب الأمريكية إلا أن فرع حزب العمال، وحدات حماية الشعب غير مصنفة كتنظيم إرهابي. استمرت الوحدات في تحقيق الانتصارات داخل سوريا وأسست حكومة عملية على أرض الواقع مرجعيتها هي الإيديولوجية المجتمعية.[1]