حملة تحرير الريف الشمالي لرقة ..أهداف و عوائق !
اعلن عن بدأ حملة تحرير الريف الشمالي لرقة من قبل قوات سوريا الديمقراطية QDS قبل ايام بمشاركة أكثر من 30 فصيلا عسكريا تشكل وحدات الحماية الشعبية عامودها الفقري و قوتها الضاربة و الأساسية .و بدعم مباشر من طيران التحالف الدولي دارت أعنف المواجهة بين قوات QDS و عناصر داعش في الجبهات الشمالية لمدينة الرقة . حملة تحرير الريف الشمالي لرقة تهدف بالدرجة الاولى ليس إلى تحرير مدينة الرقة حاليا بل تضيق الخناق عليها من اجل الانقضاض عليها لاحقا ، أيضا إحدى أهداف الحملة هو تأمين حدود و مناطق الاتحاد الفيدرالي التي هي على تماس مباشر مع خطوة الجبهات ، و ليس صحيحا ما يقال أن الوحدات تهدف إلى السيطرة على الرقة لالحاقها بالفيدرالية المعلنة في روجافا ،فأهل الرقة هم من يقررون مصيرها كما أكد ذلك صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD.
حملة تحرير شمال الرقة تم التحضير لها منذ مدة من ناحية العتاد و الأسلحة و النواحي اللوجستية و تعزيز و استقدام القوات على خطوة التماس ،و مشاركة جنود و ضباط من التحالف الدولي لتنسيق ضربات الطيران مع تقدم القوات على الأرض . لكن هناك على الجانب الآخر أيضا استعدادت من جانب تنظيم داعش لحملة كانت متوقعة و يجري الحديث عنها منذ مدة ، فداعش حشدت قواتها و عناصرها و انتحاريها على خطوط التماس و نشرت المفخخات و الألغام على كافة الممرات و المداخل و حفرت الخنادق و اتخذت من المدنيين كدروع بشرية .
و حسب مصادر إعلامية أن من يقود عناصر داعش في الرقة هو المدعو أبو عدنان البغدادي لما تشكل مدينة الرقة من رمزية لداعش باعتبارها تشكل ما تسمى عاصمة خلافتها المزعومة . معارك حملة تحرير الريف الشمالي لرقة ستكون حامية و لكنها فإن النهاية ستؤدي إلى تقهقر عناصر داعش أمام هجمات قوات QDS و التي ربما يعتقد البعض انها تعاني من عدم التجانس بين فصائلها التي تجاوزت ال 30 ،و لكن هذه القوات تملك اقوى فصيل عسكري على الساحة السورية عموما و هي وحدات حماية الشعب التي تملك خبرة قتالية عالية و بإمكانها حشد قواتها بالآلاف لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش .و لكن وحدات الحماية التي يعتبرها العالم انها وحدات كوردية لا تريد ان تظهر و كأنها القوة الفعلية المهاجمة ،و تحاول تقديم المساعدة و الدعم لتقدم الفصائل الاخرى و خاصة المجموعات و الفصائل العربية و المحسوبة على مناطق الرقة . و عموما فان تقدم قوات سوريا الديمقراطية تجري بدقة و حذر حتى لا تتعرض إلى خسائر و كمائن غير متوقعة .
قوات QDS ستصل إلى الرقة عاجلا ام آجلا و سترفع رأيتها في ساحات تلك المدينة بعد تحريرها من طغيان التنظيم المتطرف ،و لكن المهمة لن تكون سهلة وسط جغرافية صعبة تمتد لمئات الكيلومترات و نقاط تماس و اشتباكات تمتد من الجزيرة و دير الزور إلى الرقة و كوباني و حتى عفرين ،بل انها قد تمتد إلى خارج سوريا أيضا ،و وسط تعقيدات المشهد السوري و الاشتباكات و الهجمات التي تتعرض لها قوات QDS في أكثر من جبهة على يد مجموعات إسلامية متطرفة، أيضا وسط المخططات و الالاعيب التي تمارسه الدولة التركية لاعاقة تقدم القوات التي تعتبرها انقرة قوات كوردية تهدف إلى بناء دولة كوردية في شمال سوريا.
قوات سوريا الديمقراطية QDS و بقوتها الضاربة الأساسية وحدات الحماية ستصل إلى أبواب الرقة و ستدك و تحطم اسوارها و تحرر أهلها رغم كافة العوائق و المصاعب ،و لكن بعد التحرير ستزداد الهجمة الإعلامية على الكورد و على وحدات الحماية من قبل العروبيين و الإسلاميين و العنصريين ،و سيتم اتهام القوات الكوردية بارتكاب المجازر و التهجير القسري بحق سكان العرب كما حصل اثناء تحرير تل حميس و تل ابيض و الشدادي. و لكن تحرير الرقة سيفتح مرحلة جديدة من النضال و ستكون خطوة لإيجاد حل سياسي للمسألة السورية بدون تهميش اي مكون ،و خاصة عدم تهميش المكون الكوردي الذي يلعب الدور الأساسي و الجوهري في التغير الديمقراطي على الساحة السورية.[1]