الأكراد المستعربة و قضية رفع العلم الإسرائيلي في فعالية كولن
بقلم: منير شيخي.
في إحدى لقاءات خالد بكداش مع حافظ الأسد في نهاية عقد الثمانيات يفصح هذا الزعيم الأممي لبطل التشرينين بمعلومة خطيرة عن جذوره الكردية ليزداد قربا” من حظيرة البعث فيقول السيد بكداش في سياق حديثه مخاطبا” حافظ الأسد: -(سيادة الرئيس كما تعلم أننا في عائلة بكداش من الأكراد المستعربة- فقاطعه حافظ الأسد مبتسما”: ( رفيق خالد أنا سمعت بالعرب العاربة و العرب المستعربة أي عرب قحطان و عرب عدنان و لكن لم أقرأ و لم أسمع بالأكراد المستعربة و أعتقد أنتم الأمميون قضية الجذور القومية ليست قضية ذات معنى لديكم). ﻻحظ كيف يتحدث العبيد مع أسيادهم و كيف يكون رد الطغاة.
و هذا ما حصل بالضبط مع الحادثة العرضية البارحة في كولن الألمانية عندما حمل أحد المتظاهرين علم إسرائيل و كيف تسابق بعض أعضاء اللجنة التحضيرية لفعالية كولن إلى إصدار بيان للرأي العام و أبدوا أسفهم و إنزعاجهم و إعتذارهم من تعكير مزاج الإخوة العروبين، واصفين المتظاهر بالمندس و الأرعن و الأزعر و المتهور و ﻻحقا” سيصفونه بأحد أدوات الصهونية العالمية لدرجة أنهم أعتذروا في بيان واحد أكتر من خمس مرات للأخوة ال ( ثوار) و كادوا يقبلون الأيادي و الأرجل حتى يغسلوا هذا العار الذي لحق بهم و بصورتهم الوطنية و بسوريتهم و بكونهم جند أوفياء لميراث هذه الثورة الإخوانية السلفية الداعشية الأردوغانية المظفرة.
مع أن الإئتلاف السوري المعارض و من خﻻل لجنته التفاوضية قد أقر مسبقا” في البند الأول (الصورة المرفقة) من وثيقة مبادئ الحل التي قدمها ديمستورا لمشكلة السورية مايلي: ( و مايزال الشعب السوري ملتزما” بأن يستعيد مرتفات الجولان المحتلة بالوسائل السلمية ). ﻻحظوا عبارة (بالوسائل السلمية)، أي بالعامية يعني عيش يا كديش. مع إن كل الشرائع السماوية و الوضعية تقر بحق الشعوب المحتلة بإستعادة أراضيها و حقوقها المغتصبة بكل الوسائل الممكنة.
عودا” على ذي بدأ محاولة الحصول من المعارضة السورية على شهادات الوطنية السورية و صكوك الغفران من العار الذي لحق بسمعتهم من جراء تلك الحادثة العرضية تجعلنا نتأسف لحال بعض الكرد و كيف أوصلوا أنفسهم لهذا الدرك الوضيع من التسول و التبعية فقط للحصول على رضى أسيادهم من قيادات المعارضة السورية، مع إن بعض قيادات تلك المعارضة نفسها لم تخجل من زيارة أسرائيل و هي تدرك جيدا” أن ما ورد في البند الأول من وثيفة الحل أنما فرض فرضا” من أمريكا و من خلفها أسرائيل و هم خانعون قانعون.
توفي السيد خالد بكداش لكن يبدو أن نهجه سيبقى خالدا” في فكر و ممارسة أحفاده من الأكراد المستعربة. و في نفس السياق الشعب الكردي شعب محب للسلام و مع حق كل الشعوب في أن تحيا بحرية و أمن و سلام و ليس ضد أي علم ﻷي شعب و مع الحل الذي يرضاه الطرفان الإسرائيلي و الفلسطيني ﻷنفسهم و يطالب فقط أن يعامل بالمثل و يحترم قراره الحر في تقريره مصيره و رفع علمه على أرضه التاريخية إسوة بكل الأمم الحرة. متأملا” أن ﻻ تنحرف فعالية كولن عن مسارها المعلن بأن تكون منددة بميراث سايكس- بيكو السيء الصيت.
حادثة العلم أخرجت الفعالية قليلا” من سياقها أتمنى أن ﻻ يخرجها بعض الشعارات التي ربما ترفع قصدا” هذه المرة ضد[1]