نجاح فيدرالية روج أفا انتصار للشرق الأوسط الديمقراطي
الأحداث تتسارع من أجل بلورة صيغة متناسبة ومتناسقة لوضعِ جدولٍ لحلِ الأزمة السورية التي جعلت من الدول الكبرى تنظرُ ربما بجدية هذه المرة, وبسبب التبعات التي لحقت بهذه الأزمة من تدفقِ أعدادٍ كبيرةٍ من اللاجئين إلى دول أوروبا, حيث أن اللاجئين ليسو فقط من سوريا إنما من جميع دول الشرق الأوسط وأفريقيا الكل يدخل أوروبا باسم سوريا, ورجوعُ أعدادٍ كبيرةٍ من الجماعات الإرهابية إلى دولهم التي كانوا يعيشون فيها مثل فرنسا وبلجيكا وألمانيا,
وهذا سيؤدي إلى حدوثِ حالاتٍ إرهابيةٍ في هذه الدول وأصبح شبح الارهاب داخل القارة العجوز, وذلك بسبب إطالة الأزمة السورية وعدم كتابة سيناريو لها منذ البداية، فالبعض يرى في ذلك توزيعاً للأدوارِ بشكلٍ مناسب, والبعض الآخر يرى في إطالة الأزمة السورية أنها تحاول تشتيت وتفكيك المنطقة, وهناك رؤية أخرى ترى في السبب من إطالة الأزمة السورية هي السيطرة على الشرق الأوسط من خلال استغلال الإرهاب وبيع السلاح والنفط, ولكن هذه المرة التأكيد على وجوب تسوية حقيقية من أجل إطفاء حريق سوريا ولكن بشكلٍ يقوم على مصالحهم دون الرجوع إلى القضايا الرئيسية وخاصة القضية الكردية التي هي أساس الحل السوري؛ وبدون حل القضية الكردية لن يكون هناكَ حلٌ في سوريا مهما اتفقوا على مبادرات أو مؤتمرات,
بل ويجب الرجوع إلى لب الموضوع وهو الشعب الكردي وحقوقه المغتصبة منذ مئات السنين, وليعلموا أنه بدون حل القضية الكردية في سوريا والمنطقة لن يكونَ هناكَ أيُّ مخرجٍ حتى لو اتفق النظام السوري ومعارضة الرياض, وهذا لن يُجديَ نفعاً وخاصةً في الآونة الأخيرة من مباحثات جنيف التي ربما اتفق الجانبان فيه على نقاط مصيرية تهم مصالح الطرفين والدول الراعية لهم كلاً حسب مصالحهم, ولكن هناكَ دولٌ تُصِّرُ وتؤيد إشراك الكرد في الحل السوري, وهناكَ دولٌ تضع الفيتو وتهدد بمزيدٍ من الدمار والخراب وتصدير الإرهاب إلى دول أوروبا, ومن هذه الدول الراعية للإرهاب تركيا والسعودية وقطر, هذه الدول التي كانت تقف إلى جانب سوريا وإلى جانب النظام السوري أصبحت عدوةَ للنظام بين ليلةٍ وضحاها, ربما البعض يرى في هذا مصالح ولكن أستطيع القول أنهم خسروا المعركة أمام النظام السوري الذي استعمل كل أشكال القتل والتدمير بحق الشعب السوري, وهذه الدول الراعية للتنظيمات الإرهابية المسلحة بدورها هي أيضاً استعملت كل أشكال القتل والتدمير بحق الشعب السوري, إذاً بالمحصلة الطرفان وجهان لعملة واحدة, وأهم ما سيحصل في منطقة الشرق الأوسط وخاصةً سوريا إذا لم يضعوا خارطة يكون الشعب هو من يقررها بنفسه فأعتقد أن هذه حلولٌ مسكنةٌ لا أكثر,
وجميع المجتمعين في جنيف سيخسرون كلامهم ونقاطهم لأن هذه المرة إذا لم يكون للكرد أيُّ وجودٍ في هذه المؤتمرات الدولية فلن يكونوا ضمن أي اتفاق بين المعارضة السعودية التركية والنظام السوري, وهؤلاء يدركون ذلك لأن البعض يرى في الكرد على أنهم قوى أساسية وفعالة على الأرض ولا تنتهج أي صيغة إرهابية ولها قوانين إنسانية داخل المناطق التي تم تحريرها وحياة مدنية علمانية يعيشها جميع المكونات في روج آفا, على عكس المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية أو التي تسمي نفسها بالمعتدلة والتابعة لتركيا والرياض, حيث لا توجد قواعد، فالكل ينادي باسم الدين وفي حقيقة الأمر الدين عن هذه الممارسات غريب, فالقتل والتنكيل هي جل الممارسات أما كل من لا يطيع أوامر تلك المجموعات التي ربما تصل عددها إلى أكثر من مائتان منظمة تكفيرية وداعشية وأسماء مستعارة يتم تغييرها بين الحين والآخر, إذاً في المحصلة يجب على الكرد إكمال مشروعهم إلى النهاية وعدم التوقف وسيكون هذا المشروع ولادةً للكرد وعموم شعوب المنطقة ينقذهم من الإبادة, والمشروع الذي انطلق من روج آفا هو مشروعٌ ناجحٌ بامتياز, لأن الشعب في روج آفا قد تجاوز الكثير من النقاط التي تم الاتفاق عليها من قبل الدول التي لا تريد الخير لسوريا ولروج آفا عموماً, ومنها الحرب الأهلية والتقاتل بين المكونات في روج آفا فقد اجتازت كل أشكال التفرق والتخوين بفضل الإرادة الحكيمة ومراعاة مصالح جميع المكونات والشهداء الذين استشهدوا لم يذهب دمائهم عبثاً بالإضافة إلى الوقوف في وجه تلك العصابات التي تسمي نفسها كرد ( المجلس الوطني الكردي ) وعمالتهم الواضحة ضد الشعب الكردي في روج أفا .[1]