داعش والحصار من جهة؛ والمعبر من جهة أخرى
كرنفال كولن؛ مجرد استعراض
داعش والحصار من جهة؛ والمعبر من جهة أخرى.
وفي كل الجهات؛ النصر نصيب من يؤمن به ويستحقه.
سيهانوك ديبو
بعض القنوات الإعلامية مدعومة من بعض (أكرادها)؛ ما أنْ بدأت عملية تحرير ريف الرقة (الشمالي) وقبل أن تصل قوات سوريا الديمقراطية إلى الرقة- ولم تصلها حتى اللحظة؛ صوّرت هذه المعركة التي ينتظرها أهالي الرقة قبل أيٍّ من السوريين وقبل جميع المعنيين من الدول الإقليمية والعالمية المعنية بالأزمة السورية؛ على أنها حرب كردية ضد المكون العربي، وصل الأمر كي يصفها بعض الكتاب (التقدميين) بأنها تأديب (السنيّة) العربية وبمعونة أمريكية- علماً أن معظم الدول العربية أعلنوا انضمامهم إلى التحالف الدولي ضد داعش قبل حوالي 19 شهراً ومعظم المتبدلين كانوا يستجدون التدخل الأمريكي في سوريا. وفي اللحظة نفسها برز بعض (الأكراد) بلسانين وبشعور واحد تشعر به تركيا فقط وتفرض ذلك على هؤلاء. فكانوا يقولون على القنوات الكردية بأن من يحارب الإرهاب ليس له علاقة بالقضية الكردية ومن ناحية أخرى لا دخل لنا بتحرير الرقة؟؟ وعلى القنوات التي تصور مشهد التحرير في جميع المناطق بأنه ممارسة التطهير العرقي وما شابهها من مزاعم أثبتت الوقائع بطلانها، وأن من تحارب التنظيمات الإرهابية ممثلة بقوات سوريا الديمقراطية ومن ضمنها وحدات حماية الشعب والمرأة يريدون تقسيماً؟؟
تصوير مشهد التحرير منذ أكثر من أربع سنوات؛ وليس الآن فقط وفيما بعد تصوير المشاريع الثورية مثل الإدارات الذاتية الديمقراطية على أنها -مرة- احتراب بين المكونات ومرة على أنه حرب بين الكرد أنفسهم وغيرها من مرّات التشويش والتضليل باتت كلها سابقاً واليوم في معرض النفاق والدجل والعهر السياسي وباتت مصادر التلفيق معلومة للجميع. ويبدو أن حزب الديمقراطي الكردستاني- العراق ومن معهم من (مستشارين) قد حزموا أمرهم بوضوح أكثر ويقفون اليوم مع هؤلاء المضللين أكثر وإلى جانب أعداء جميع مكونات روج آفا- شمال سوريا بشكل أكثر وأكثر.
ماذا يعني أن يغلق المعبر الوحيد المتبقي من جانب هذا الحزب منذ 16-03 العام الحالي يوم إعلان خطوة النظام الفيدرالي الديمقراطي لروج آفا- شمال سوريا؛ وهو يعلم كما الجميع بأن أكثر من مليوني من جميع المكونات (الكرد؛ العرب؛ السريان الآشور؛ التركمان؛ الأرمن وغيرهم من آلاف من السوريين النازحين من مناطق العنف) من كانتون الجزيرة وحتى كانتون #كوباني# تتسهل أمورهم المعيشية من خلاله كما تتسهل أمور من هم في الطرف الآخر أيضاً. وبعد هذه المدة يأتي ليريده مرة أخرى مغلقاً وأقل من ربعه مفتوح ووفق شروطه. متحكماً بمن يريد أن يأتي ومانعاً لمن لا يريده أن يدخل إلى إقليم كردستان العراق. وبالتالي كي يُمَهِّد لنفسه التدخل في شؤون روج آفا- شمال سوريا؛ ولن نستبعد أنه يتحين الفرصة المناسبة ليعلن نفسه شريكاً في النصر المؤكد للمناطق التي يتم تحريرها اليوم مثل منبج وغيرها من المناطق التي من المؤكد وجوب تحريرها. وحينها لن يهمه حجم مشاركته السابقة في التحريض وخلق الأجواء المستقرة المتقدمة في روج آفا عن بقية المناطق السورية.
ليس كلاماً رومانسياً؛ وليس من باب المزاودة: من يريد أن يكون في وطن ديمقراطي وبأقصى الحقوق وبأتَّمِ الواجبات يجب أن يتحمل الجوع والعطش والمرض، وحرية الأوطان وما شابهها من الأمور لا تأتي على طبق من فضة وإنما من خلال الدماء والعطش والجوع ويلزمه صبر كبير. مع العلم بأنه في أقصى حالاته يعتبر الهجوم والحصار وما يرتبط بهما أدلّة واضحة وقصيّة أن من يؤمن بهذه الثورة ويود أن يكون له شأن يجب أن يكابر من أجل لحظة الحرية الكاملة. وهذه تجربة جميع الدول القوية التي تقبض اليوم على أعناق الخاملين المستجدين المتسولين الشحاذين الذين وإن عطسوا يأذنون من يقبض أعناقهم أن يعطسوا. فأية عبودية تتسرب من عقولهم حتى أحشائهم؟ وعن أية حرية تتحدثون؟
كل الأشياء لا قيمة لها بدون الحب؛ والحب في هذه اللحظات التاريخية أي شيء يفضي إلى الوطن.
الثائرون وحدهم محكومون بالنصر؛ وحدهم يستحقون الوطن.
[1]