سلطان القرن 21 وابادة الارمن والكورد
سيف دين عرفات
لا خوف من أردوغان في ألمانيا والتي يعيش فيها أكثر من مليونين من الاتراك والكثير منهم من أنصار أردوغان بسبب اعتراف البرلمان الالماني يوم الخميس الماضي باعتبار مذابح الامبراطورية العثمانية التي حدثت قبل 101 سنة من الآن ( أبادة جماعية ضد الشعب الارمني )، لا خوف من تهديداته الجوفاء فالسلطان الحالي يشتد عليه المرض كما كانوا يطلقون على آخر سلطان عثماني الرجل المريض، هو يهدد ويتوعد ألمانيا وقام بسحب سفيره من برلين للتشاور ولكن لا أحد يخاف من ذلك فكل تحركاته وتهديداته وخطوطه الحمراء باتت لا معنى لها وبمثابة النفخ في قربة مثقوبة. لقد وصل الحد بأردوغان حسبما وردت في مواقع التواصل الاجتماعي بتهديد ألمانيا بالتراجع عن قرارها بشأن ابادة الارمن والا فسيدعو مواطنيه الى ترك ألمانيا وبهذا التصريح اصبح مثار سخرية واستهزاء، كما تستهزء به الصحافة الالمانية منذ عدة سنين.
قامت المستشارة الالمانية ميركل والتي هي بمثابة رئيسة وزراء جمهورية ألمانيا الفيدرالية، قامت في يوم الاثنين الماضي بالتكلم هاتفيا مع بن علي يلدرم لتهنئته بمنصبه الجديد كرئيس لوزراء بما تُسمى دولة تركيا ولكي يتم التعارف بينهما ولكن الاخير استغل الفرصة وأبدى سلفا غضبه لميركل عمّا سيقوم به البرلمان الالماني بشأن مجازر الارمن ومن دون أن يعرف نوع القرار الصادر أبدى غضبه سلفا بما معناه ( بأن القرار لا اساس له من الصحة وهو قرار غير عادل )، وفي اليوم التالي اي الثلاثاء اتصل أردوغان هاتفيا مع المستشارة قائلا بما معناه أن صدور القرار سيؤدي الى الاضرار بالعلاقات التركية الالمانية.
رغم تلك الضغوطات والتهديدات التركية وخاصة الابتزاز والتهديد بالتراجع عن الاتفاقية التي جرت بين تركيا والاتحاد الاوربي قبل عدة أشهر بشأن اللاجئين، الا أن البرلمان الالماني اعترف بالاجماع ما عدا صوت واحد بأن ما حدث في عام 1915 م من مذابح ومجازر ضد الشعب الارمني هي بمثابة ( أبادة جماعية )، وفي هذا الصدد يُذكر بأن الكثير من المؤرخين ي يؤكدون على ابادة أكثر من مليون ونصف أرمني بمَن فيهم النساء والاطفال والشيوخ ابادة تامة بحيث أنه لم يعد مذّاك وجود للارمن هناك.
وحينها تعاونت ألمانيا القيصرية مع الامبراطورية العثمانية والمانيا لا تزال تشعر بالذنب نتيجة تعاون قيصرهم مع سلطانهم آنذاك، والاعتراف الصادر هو اعتراف رمزي فأعضاء البرلمان لم يقوموا بسن أية قانون ولم يصدروا أحكاما قضائية لمحاكمة أحد ولكن اعترافهم يأتي بمثابة الاعتراف بذنبهم أيضا وبمثابة عدم نسيان الماضي وما تعرض له الارمن من آلام ومصائب حينها.
كم كنت اتمنى ان يشير البرلمان الالماني ايضا الى ابادة اكثر من مليون كوردي بالتزامن مع مجازر الارمن وكان معظمهم من الكورد الازديين ومعظم المهاجرين الكورد الى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة هم كانوا من الفارين من مذابح الامبراطورية العثمانية آنذاك ولا أحد يطالب تركيا بارجاع حقوقهم اليهم، ولكن الذنب الاكبر في عدم الاشارة الى ابادة الكورد في البرلمان الالماني يقع على عاتق الكورد وخاصة قادتهم لانهم لم يقوموا بأية نشاط يُذكر حتى الآن بهذا الصدد.
أنا أدعو هنا الكورد والارمن الى تشكيل لوبي مشترك والامر يحتاج الى صبر وعمل دبلوماسي دؤوب لتشكيل ذلك اللوبي وعندما يتشكل ذلك عليهم التفكير بمقاضاة تركيا عن طريق هيئة الامم المتحدة التي لا تجد فيها فيتوات وأنا واثق بأن معظم دول العالم ستصوت بالايجاب على ما يطلبه الكورد والارمن بصدد ما تعرضوا له من الابادات الجماعية التي حدثت قبل قرن من الزمان والابادة تحدث حاليا أيضا بشكل يومي في معظم مدن كوردستان الشمالية وسط صمت وسكوت تام من المجتمع الدولي.[1]