من هم عملاء إيران و بقية محتلي كردستان ؟
عبدالسلام مصطفى
قال مستشار رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني محمد صالح جمعة في حديث له وبشكل حرفي: “حزب ب ك ك وفرعه في كوردستان سوريا عملاء ل طهران ودمشق”؟
ولمناقشة هذا الاتهام الذي صدر عن جمعة لا بد من الخوض في بعض الأمور.
لقد كانت نتاج العلاقة بين شاه إيران والحزب الديمقراطي الكردستاني قمع كل حراك للكرد في شرق كردستان، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل وصل إلى اغتيال سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني سليمان معيني، الذي كان في المناطق المحررة تحت إدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق، لكن الشاه لم يكفيه أو يرضيه عملية الاغتيال الجبانة، بل وطالب بجثمان الشهيد حيث عرضه في مهاباد، وكتب يافطة على الجثمان الطاهر تقول بالحرف: “هذا مصير الخونة”. ولكل من يريد التأكيد من هذه الحادثة فيمكنه البحث، حيث سيجد أحاديث لزوجة الشهيد عن تلك اللحظات التراجيدية، وسيجد الصورة التي كتبت عليها تلك الكلمات. فمن هو عميل إيران أيها المستشار الجاهل الأفاق؟. والغريب، وبعد انهيار الثورة 1975 م، ورغم القول بأن الشاه خان الثورة، وكأنه كان صديقا لها، ولم يكن والده قد اقدم على إعدام القاضي محمد، توجه البارزاني الأب وكل أفراد أسرته والمقربين منه إلى طهران منطقة “كرج”، ليكونوا في استضافة من خانهم، واقصد الشاه بهلوي. وكان المستشار ضمن صفوف الحزب وقتها، فهلا قدمت لنا تفسيرك أيها المستشار لهذا السلوك، وقلت لنا كيف لمن خانك أن يستقبلك، وتكون ضيفا عليه؟.ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد توطدت العلاقة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وإيران حتى بعد سقوط الشاه، ووصول نظام الخميني للحكم، حيث عقد المؤتمر التاسع للحزب المذكور في إيران بتاريخ #14-11-1979# ، وشهد هذا المؤتمر شبه انشقاق حيث انسحب معظم أعضاء القيادة المؤقتة للحزب، في مقدمتهم سامي عبد الرحمن سكرتير القيادة المؤقتة، والتي كانت قد شكلت بتاريخ #10-12-1975# بعد اتفاقية الجزائر بين النظامين البعثي العراقي والشاهنشاهي الإيراني في #06-03-1975# . وتم انتخاب مسعود بارزاني رئيساً للحزب خلفاً لوالده الراحل مصطفى البارزاني الذي توفي في #01-03-1979# حدث كل ذلك تحت رايات “آيات الله”، فهل لسيادة المستشار أن يفسر لنا كيف حدث ذلك، وكيف اقتنع نظام الملالي في إيران بصداقة الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد الصداقة الطويلة التي جمعته مع الشاه ونظامه؟. إن لم يكن لدى المستشار جواب، فأنا سأقول له ماذا قدم حزب الحزب الديمقراطي الكردستاني عربون الصداقة الجديدة لنظام لخميني كي يقبل بكل ذلك، ويسمح بعقد المؤتمر وإنتخاب رئيس الحزب في إيران برعاية وإشراف نظام الخميني. لقد كان العربون كما كتب سامي عبد الرحمن في كتابه (البديل الثوري في الحركة التحررية الكردية) هو: قتال البارزاني وحزبه للحزب الديمقراطي الكردستاني – ايران. لقد كتب عبد الرحمن حرفيا أن الحزب وكبار قادته أشرفوا على قصف بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني إيران، ويقول في الكتاب نفسه: إن أحد الذين استشهدوا وجد في جيب قميصه صورة لمصطفى البارزاني، فهل تستطيع أن تنكر كل ذلك أيها المستشار، وكل ذلك بدعوى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة الشهيد الدكتور عبد الرحمن قاسملو حاول نبش وإخراج رفاة البازراني، وهي كذبة حقيرة ثبت انه لا أساس لها من الصحة. لقد وجه الديمقراطي الكردستاني العراق طعنة غادرة لقاسملو ورفاقه، بعد أن أعلن الخميني الحرب على الشعب الكردي وحركته التحررية في شرق كردستان. في ذلك الحين وصفت صحيفة (التآخي) الناطقة باسم الحزب فعاليات المؤتمر الثامن الذي انعقد في ظل اتفاقية الحادي عشر من آذار بين قيادة الثورة الكردية وحكومة حزب “البعث” في العراق، بالقول: “كان المؤتمر الثامن للحزب الديمقراطي الكردستاني من المؤتمرات المهمة، حيث وصول نجلي مصطفى البارزاني إدريس ومسعود إلى قيادة الحزب، وبذلك تم إعادة انتخاب مصطفى البارزاني”! . أليست فضيحة أن يٌقال إن وصول نجلي رئيس الحزب لقيادة الحزب يجعل من المؤتمر “هاما”، بل من المؤتمرات الهامة، لكن حقيقة الأمر إن ما ورد في الموقع يمثل تعبيرا عن ذهنية من يحكمون الحزب، ومن يسخرون أنفسهم كالعبيد لقيادة الحزب أمثال المستشار الكردي السوري، وهو ما جعل الحزب يتخذ موقفا عدائيا من حزب العمال الكردستاني، لأنه انطلق دون وصايته أو أوامره، ورفض أن يكون أداة بيد هذا الحزب يستخدمه لمصالحه الحزبية الضيقة. ذلك العداء الذي توج بركوب الديمقراطي الكردستاني الدبابات التركية سنة 1992 م ومهاجمة المقاتلين الكريلا، كيف لا وحزب المستشار كان قد اقدم على قتل الدكتور شفان، وقتل سعيد آلجي، تحت حجج ودعاوي كاذبة، لهذا لم ولن يقبل بخروج أي حراك إلا تحت عباءة العائلة، وفي 08-1996 كتب مسعود البارزاني متوسلا الطاغية صدام حسين: ” السيد الرئيس نطلب تدخل الجيش الوطني العراقي للقتال ضد الاتحاد الوطني الكردستاني”. وكانت عملية الهجوم على هولير والمذابح التي جرت بعد ذلك في “الاقتتال الأخوي” المشين ذاك. تأسس الحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق في 08-1946، وهو الحزب الأول الذي شرّع العلاقات مع محتلي كردستان، حيث بدأت العلاقة مع الشاه محمد رضا بهلوي بعيد انطلاق ثورة أيلول سنة 1961، والتي انتهت بشكل تراجيدي نتيجة تلك العلاقة بعد اتفاقية الجزائر سنة 1975. من هم العملاء أيها المستشار المنتهي الصلاحيات؟. لماذا لم تردوا على قاسم سليماني عندما قال لو لم تكن إيران لسقطت أربيل في يد “داعش”؟. لماذا استقبلتم وزير الخارجية الإيرانية الذي جاء لنجدتكم محملا بالأسلحة والذخائر، وقلتم: ” شكرا للجمهورية الإسلامية التي كانت أول من تساعدنا وترسل لنا الأسلحة”، وهل تنجد إيران أحدا ما لم يكن حليفا أو عميلا لها؟. ثم لمصلحة من الحديث بأنكم أصبحتم في الحلف ” السعودي التركي”، وما هذا الجهل في وصف “داعش” بإنه يمثل الإسلام الحقيقي؟، وبإنه ليس عدوا، طالما لا يهاجمكم، أوليس هذا المنطق الكارثي كان وراء هجوم “داعش” على شنكال وقتل وسبي الآلاف من نساء وشباب وأطفال الكرد الإيزيديين؟. أم إنكم لا تعتبرون شنكال جزء من كردستان والإيزيديين جزءا من شعب كردستان؟. مستشار الرئيس إنتهى مفعول “الإستشارة” لديه، مثلما إنتهى مدة صلاحية رئيسه. والآن التخبط في السياسة بالاعتماد على نظام الملالي والإرتماء في حضن الدولة التركية والرجل المكروه عالميا رجب طيب أردوغان، هذا ناهيك عن حصار روج آفا وشنكال، ودعم المجموعات الكردية العميلة، ومعاداة حركة التحرر وتجربة روج آفا في الخارج والداخل. لقد تحول المستشار وحزبه، إلى مخلب قط مؤذي في وجه الثورة الكردية، وإن كان هذا المخلب قد تم تحجميه مؤخرا، ولم يعد قادرا على قتل قادة الأحزاب الكردية وتسليمهم للأعداء، لكي يمثلوا بهم، أو جلب دبابات العدو لإحتلال مدن كردية وقتل المخالفين لنهجه السياسي. حزب المستشار المنتهي الصلاحية أصبح لا يحكم سوى ولايتين أثنتين، وأهل هاتين الولايتين كرد قوميون أصلاء، لا يقبلون و لا يتقبلون رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية، ويحترمون وحدات حماية الشعب…!![1]