مقاتلي حزب العمال الكردستاني في منبج
حملة تحرير الريف الشمالي لرقة ..أهداف و عوائق !
فوبيا الكورد التي أصابت حكام تركيا و انتقل منها إلى المجموعات المعارضة السورية المرتبطة مع مشاريع انقرة و دول الخليج ،لم يعدوا يرون سوى مقاتلي حزب العمال الكردستاني في كل مناطق التي يتواجد فيها قوات كوردية . فجميع فصائل قوات سوريا الديمقراطية QDS و المجلس العسكري لمنبج المؤلفة من العشرات الفصائل العربية و السريانية و التركمانية و الكوردية ،كلها بنظر حكام أنقرة و ما يسمى بمجموعات المعارضة الاسلامية و الإخوانية و السلفية هي فصائل تابعة لحزب العمال الكردستاني، بل ان جميع الإدارات الذاتية و المنظمات الحزبية و المدنية في روجافا هي بنظرهم تابعة لحزب العمال الكردستاني. و أكثر من ذلك فالحديث عندهم أصبح( الكورد يعني حزب العمال الكردستاني و بالعكس حزب العمال الكردستاني يعني الكورد )،مثلما اعتبر العرب ان إسرائيل و الصهيونية و اليهود هي نفس الشيء .
اصلا العديد من النخب السياسية و الحزبية و الإعلامية التركية و العربية أصبحوا يقولوها علانية أن الكورد يسعون إلى إقامة إسرائيل ثانية في شمال سوريا. فالكورد بنظرهم كاليهود لهم أطماع و يسعون إلى تقسيم الدول و متحالفين مع الغرب و الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا و إيران بل و حتى مع تنظيم داعش ضمن مشروع هدفه تفكيك المنطقة و تقسيمها خدمة لإسرائيل .
لا أحد ينكر تأثير حزب العمال الكردستاني على الكورد عامة ،ولكن الكورد و في جميع اجزاء كوردستان و العالم يمتلكون المئات من التنظيمات و المؤسسات السياسية و الثقافية و الاجتماعية و المدنية . و هذه التنظيمات و المؤسسات تتعامل مع القوى الإقليمية و الدول و لها نشاطات واسعة في مختلف أنحاء العالم ،و تملك الاستقلالية في قرارتها . و كمثال فإن الولايات المتحدة و العديد من الدول الغربية تتعامل مع الإدارات الذاتية و وحدات حماية الشعب و لا تعتبرها جزء او فرعا من حزب العمال الكردستاني رغم انها تدرك نوعية العلاقة التي تربط تلك التنظيمات و المؤسسات بحزب العمال الكردستاني.
لدى العديد من الشعوب و الطوائف و الأديان و القوميات مرجعيات سياسية و دينية و فكرية و لها تأثير على مجمل نواحي حياتهم ،و هذه لا تعتبر جريمة . فلا يمكن اتهام كافة الاحزاب المسيحية بالتبعية للكنيسة و لا يمكن اتهام كافة الاحزاب الشيعية بالتبعية لمراجعها الدينية و كذلك الاحزاب السنية ليست كلها تابعة رغم ارتباطها الفكري و العقائدي مع بعض المراجع الدينية .
والكورد او الجزء الأكبر من الكورد يعتبرون أفكار و فلسفة عبد اوجلان كمرجع ،و لكن هذه الأفكار و الفلسفة هي نفسها من دعت إلى استقلالية الاحزاب الكوردية في كل الاجزاء من أجزاء كوردستان و كذلك دعت إلى استقلالية القرار لدى كل المكونات و الفئات و التنظيمات السياسية و الدينية و الثقافية و المدنية .و حينما تظهر بعض الممارسات الخاطئة و تبعية في بعض الأمور فهذا ليس ذنب تلك الفلسفة بل هي ناتجة عن التأثيرات و الأفكار و الممارسات القديمة ،او ناتجة من قلة الوعي و عدم الإدراك لماهية تلك الفلسفة.
باختصار الكورد أيضا من حقهم أن يمتلكوا المرجعيات و هذا لا يعني التبعية او أن الحزب الكوردي الفلاني فرع او تابع لحزب أخر . و كذلك وحدات حماية الشعب هي وحدات مستقلة و غير تابعة لاحد لا حزب العمال الكردستاني و لا قوات سوريا الديمقراطية التي هي احدى مكوناتها العديدة بل هي تشكل عامودها الفقري حسب رؤية معظم القوى و الدول ، و لكنها تملك الاستقلالية مثلها مثل كل الفصائل الاخرى المنضوية تحت سقف قوات سوريا الديمقراطية. و كذلك قوات المجلس العسكري لمنبج هي فصائل تملك الاستقلالية و القرار و تجمعها مع كافة القوى الاخرى المنضوية تحت سقف قوات سوريا الديمقراطية بما فيها وحدات حماية الشعب أهداف مشتركة تسعى لتحقيقها .
و أعضاء المجلس العسكري هم شباب و شابات مدينة منبج و مناطق الشهباء عامة من العرب و الكورد و التركمان و الشركس يسعون إلى تحرير مناطقهم من عناصر تنظيم داعش و بناء إدارات ديمقراطية بمشاركة كافة أبنائها .و رغم ادعاءات انقرة و ما يسمى بمجموعات المعارضة السورية بحق هذه الفصائل المقاتلة و اتهامها بالتبعية لحزب العمال الكردستاني احيانا و بارتكاب المجازر في بعض الأحيان و التهجير القسري لسكان العرب و التركمان و ممارسة التطهير العرقي و غيرها من التهم ،ألا أن هذه الفصائل المقاتلة من قوات سوريا الديمقراطية و المجلس العسكري لمنبج و وحدات حماية الشعب أثبتت عمليا و على أرض الواقع انها أكثر الفصائل السورية اعتدالا و ديمقراطية ،و هي التي تحافظ على وحدة الأراضي السورية عبر مشاركة كل المكونات بعيدا عن روح الانتقام ،و حقد العنصرية الأعمى .
مقاتلي منبج و الشهباء هم خيرات شباب و شاب هذه المنطقة و هم ليسوا كعصابات داعش و النصرة و مجموعات إسلامية تركستانية و مرتزقة من كل أصقاع العالم . بل هم أبناءها و أتوا من أجل تحريرها من تنظيم همجي قتل بوحشية الالاف من شبابها.[1]