الضربة القاضية الأخيرة لمحمد علي كلاي
د. عمار عرب
لم يطب للسلطان العثماني الجديد رجب طيب أردوغان أن يمنعه منظموا الحفل التأبيني للملاكم الأمريكي الراحل محمد علي كلاي من ممارسة طقس جديد من طقوسه الأستعراضية المعتادة عندما أراد وضع قطعة من كسوة الكعبة على ضريح الملاكم الراحل الذي اعتنق الإسلام في ستينيات القرن الماضي فعاد أدراجه مغاضبا إلى أنقرة
و قد ظهر السبب أخيرا برأيي وبطل العجب عندما سرد حاخام يهودي معاد لإسرائيل وصية محمد علي بقوله: قولوا للأتراك أن يتوقفوا عن قتل الأكراد .. مسددا الضربة القاضية الأخيرة في وجه طموحات أردوغان الإستعراضية في أميركا و الذي كان يريد أن يظهر نفسه كممثل وخليفة جديد لكل المسلمين في العالم مما له من طبيعة عنصرية مذهبية فجة ومتخلفة في طريقة الطرح فكان من محمد علي أن رد عليه في قبره عبر عدة رسائل تعلم السلطان أردوغان سلطان ال ” show up ” السياسي كيف يفكر المسلم الحقيقي والتي كان أولها أن يتلو وصيته حاخام يهودي و ثانيها أن يتبرأ من قتل الحكومة التركية وقمعها للأكراد و ثالثها أن يضعه في بوتقة إجرام واحدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو دون أن يشفع له كونهما يتبعان دينا مشتركا مع الفارق الكبير في طريقة فهم هذا الدين بينهما فأردوغان فهم الإسلام بأنه دين قبلي عنصري وبالتالي هو يعتقد نفسه بل ويسوق نفسه كممثل لكل مسلم في العالم ولا علاقة له بباقي الأديان فلو كان محمد علي مسيحيا لما ذهب لجنازته فكان فهمه لدينه عنصري تماما بينما فهم محمد علي الاسلام بشكله العالمي المسالم غير العنصري الذي جاء به والذي لافرق به بين مسلم وغير مسلم وبين تركي و أمريكي إلا بالتقوى ولذلك كان صديقه المخلص الحاخام اليهودي هو من تلا الوصية و لذات السبب أيضا طلب أن يحمل قبره صديقه الممثل المسيحي ويل سميث و أن يكتب على شاهدة قبره كلمات الراحل المسيحي مارتن لوثر كينغ بطل النضال ضد العنصرية والتي قال فيها ( حاولت أن أحب أحداً، أن أحب الإنسانية وأخدمها، حاولت فعلاً أن أطعم الجياع وأكسو العراة )
أراد محمد علي من قبره أن يوجه رسالة للسلطان أردوغان وغيره ممن فهم الاسلام بشكل عنصري سطحي قبلي وبأنه قطعة قماش وتعويذات وتمائم جاهلية توضع على القبور فتحميها بأن الإسلام هو السعي للسلام العالمي و العدالة و إطعام الجائعين أولا والإرتقاء بطريقة التفكير ثانيا والإنفتاح على كل أمم الأرض ثالثا و بأن شخصا تربى في الغرب الكافر كما يسميه بعض الكهنة كان أقدر على فهم الإسلام من سلطان مسلمي المشرق نفسه .. فهل فهم السلطان الرسالة ؟
عودته غاضبا وغير متوازن بعد الهزيمة بالضربة القاضية إلى أنقرة دون أن يكمل مراسم التأبين تدل على أنه لم ولن يفهم .[1]