هيهات للعطار أن يصلح ما أفسده الدهر
مقولة ستبدو صائبة إن تم إعتمادها لفهم ما جرى ويبدو أن البعض قد تفاجأ بما يحصل اليوم من تطور أدخل حسابات البعض ، حابلها بنابلها لنرى أن الجميع قد أخذ الحركة التي قام بها بن علي وهو هورباكي أصيل تركي من أصول كردية ، تماماً كما الآخر أوسي الذي لم يكن يحلم برتبة سايس في إسطبل شاليش ، ومزرعة خوال الأسد من آل مخلوف الكرام .
فإبن علي وبعد أن أنهى مهمته مع الأطراف الدولية والأقليمية ، سيقوم بإنعطافة على الأقليم الكردي ، وتوابعه من بقايا الجحوش في باكور وروز أفا لإيجاد البديل عن أوجلان وحزب الشعوب الديمقراطي ، وهذه سنجدها قريباً ودعوة بقايا المجلس الكردي ، لم تكن قفزة جاءت من فراغ .
أما الحاوي أوسي نخاس البازار فسيكون صلة الوصل بين النظام والأقليم وتلك البقايا الذاهبين إلى موسكو ، والهدف ، إيجاد بديل مرضي عنه من النظام وتركيا قد يؤثر على المطاليب الكردية ، ومشروع الفدرالية .
ولكن هل سيطابق حساب البيت حسابات البيدر ،
إن عدناإلى كلام بوتين حين أسقطت الطائرة ، وقتل التركي النصراوي الداعشي الطيارالروسي في صور حية كانت تبث بشكل مباشر ، ومقولة بوتين بأن أردوغان قام بطعنه في الظهر ،
كلام لا يقال عن عدو في هذه الحالة ، فالطعنة بالظهر تكون من جهة يؤتمن منها ولا تقال في عدو .
ما الذي كان يتأمله بوتين من أردوغان في تدخله بسوريا من مواقف ، أوصلت بوتين إلى تلك الخيبة .
هل كان بوتين قد توصل مع أردوغان إلى إتفاق لتمرير الغاز الروسي عبر تركيا إلى أوروبا وقطع الطريق أمام قطر مقابل دور لأردوغان في سوريا بإقامة المنطقة الأمنة التي كانت تلاقي رفضاً أمريكياً مستمراً ،
التفاهم الروسي الإسرائيلي وزيارات نتنياهو المتواصلة إلى موسكو وتوسط الجزائر بين أردوغان والنظام والتنازل التركي للطرفين في ظل جفاء تركي أوروبي أمريكي ، وفقدان أردوغان لأي أمل في إعادة العلاقات الأمريكية الأوربية إلى ما قبل هزيمة داعش في كوباني ، مع تراجع النظام عن محاولة التقدم صوب الطبقة في الرقة بفعل التراجع الروسي عن دعم أي خطوة للنظام في هذا السياق ، كلها أمور تقودنا إلى التفكير في منطقة الشهباء والرقة وحلب والتي يبدو أنها ستكون بمثابة المحصلة التي ستنتهي إليها كل السياسات للدول الأقليمية ، والدول الكبرى ، وحولها ستنتهي التوافقات .
فتركيا باعت كل ما لديها وقدمت كل ما تملكه من أوراق وتنازلت عن كل ما كانت تدعيه ، سابقاً لإنجاح مشروعها في الهيمنةعلى المنطقة العربية ، التي أفسدتها الأتفاقيات بين أمريكا وروسيا ، في إلجام المعارضة الإسلاموية والنظام معاً من خلال غض الطرف أمريكياً عن التدخل الروسي لوقف الإندفاعة التركية السعودية القطرية التي كانت تريد تكرار تجربةعاصفة الشمال اليمنية سورياً .
الآن وبعد أن حصلت هذه التفاهمات التي ستقود جميعها إلى جلب أطراف الصراع إلى مؤتمر ، سيكون الهدف منه ، تشكيل الحكومة المشتركة وبتمثيل كامل للنظام ، مع إسقاط كل لاءات المعارضة الإستنبولية .
ا أمور كلها تشير إلى خسارة أردوغان والمعارضة لكل شيء لصالح إسرائيل والنظام وروسيا عملياً وبالتالي بداية النهاية لوفد الرياض الذي يبدو أنه خسر داعميه في الرياض ، المنهمكين منذ أشهر في مباحثات ماراتونية للخلاص من المستنقع اليمني الذي يحناج إلى مساعدة روسية الحصول عليها كان هذا السكون في المواقف الذي إنتهى إلى القبول بما تفرزه الساحة الدولية .
كل هذه التطورات لا تجري بمعزل عن الإدارة الأمريكية ، وقد تكون من ضمن المادة العاشرة في إتفاقية فيينا ، والتي ترك أمر الأتفاق عليها بين الرئيس الروسي والأمريكي كما صرح حينها وزيرا خارجية البلدين .وما يجري هو تطبيق لتلك الأتفاقية لا أكثر ، وهو إيقاف الحرب حيث تسيطر كل قوة على الأرض ،وستكون الرقة وحلب حلبتا الرهان على الحل السياسي . بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام ، ومن تبقى من معارضة إستانبول والرياض التي لا صلة لها بأي قوة على الأرض
يوسف خالدي [1]