المثقف العربي عندما يصبح سوطا بيد الجلادين….ميشيل كيلو نموذجا
بعد حروب طاحنة للسيطرة وفرض النفوذ على الجيوسياسية السورية بين كل من الحثيين وفراعنة مصر,بهدف مواجهة خطورة صعود نجم قوة اخرى يسمى الميتانيين اسلاف الكورد في منطقة واشوكاني اي منطقة سري كانية,وقع في عام 1284ق.م الملك رعمسيس الاول مع ملك الحثيين بالقرب من منطقة قادش القريبة من حمص اول معاهدة سلام دولية في التاريخ وقاموا بإنهاء الحرب بينهم لمواجهة اسلاف الكورد الحاليين وحسب مصادر عديدة ان نص هذه الاتفاقية التاريخية موجودة في ارشيف الامم المتحدة ونسخة منها متواجدة في متحف اسطنبول,واشو كاني اي راس العين التي زارها السيد ميشيل كيلو وشخصيات سياسية معارضة اخرى ليفاوضوا القوات الكوردية نيابة عن جبهة النصرة والجماعات المتطرفة التكفيرية قبل ثلاث سنوات كانت عاصمة الميتانيين,بالاضافة الى وجود اثار وحقائق تاريخية وديموغرافية وحضارات متعددة واسماء القرى والمناطق والعشائر ولغة شعبها التي سكنت مناطق ميزوبوتاميا تؤكد وتعلن افلاس الذهنية الشوفينية العنصرية التي يتحلى بها السيد كيلو واصدقائه في المعارضة العربية السورية المروضة من قبل اعداء الشعوب السورية
كوردستان قسمت لاول مرة بين العثمانيين والصفويين السنية والشيعية بعد حروب طاحنة خاصة بعد معركة جالديران 1514 واتفاق الطرفين في قصر شيرين وتنفيذها في عام 1639 وعقب تجدد المواجهات في كل مرة كانت حروبهم تجري في بلاد الكورد القاطنين بين الطرفين وعقدوا اتفاقيات متعددة لترسيخ تقسيم واحتلال كوردستان كاماسيا و زهاو و ارزروم واحد واثنان دون ان يراعوا خصوصية الشعب الكوردي بعين الاعتبار من الناحية القومية والعشائرية والقبلية والدينية والطائفية واللغوية الذين ينتمون الى نفس المناطق,وبعد الحرب العالمية الاولى وانهيار صروح امجاد امبراطورياتهم على راسها العثمانية وتفتيتها نتيجة سياسات فرق تسد للقوى الاستعمارية الكبرى فرنسا وبريطانيا تفتت المجتمعات العريقة المتواجدة في المنطقة وكان التقسيم افقيا وعاموديا اي دينيا وطائفيا وقوميا وفق مخطط مرسوم في عام 1916 سمي باتفاقية سايكس بيكو والتي قسمت بلاد الكورد كوردستان الى اربعة اجزاء ملحقا جزءا منها بالعراق والجزء الاخر بسوريا والجزء الجغرافي لكوردستان المحلق بسوريا هي امتداد واضح لاراضي المتاخمة لها من الناحية الشمالية لكوردستان وفرض سياسات الابادة على شعوب عدة كالارمنيين والسريان واليزيديين الى جانب الشعب الكوردي وتم ابعاد اغلبهم من مسرح التاريخ بعد ارتكاب مجازر وحشية بحقهم وانكار وجودهم البشري
رسخت الانظمة التي احتلت كودستان اعمدتها الاحتلالية الاستعمارية مستندا على ايديولوجية الكذب والتضليل وخداع الرأي العام وتزوير الحقائق التاريخية للشعب الكوردي وتغيير اسماء قراهم ومدنهم ومناطقهم وممارسة سياسة الصهر القومي التتريك والتفريس والتعريب والنفي الاجباري والحرمان من ابسط حقوقهم الانسانية في سبيل القضاء على اي معالم يثبت وجود حقيقة هوية شعب مستقل بخصوصياته الاجتماعية وحرمانه من تشكيل كيان خاص به يمارس ضمنها لغته وطقوسه ويدير شؤونه بنفسه,هذه العقلية العنصرية الدموية تسببت بالحاق الكوارث التراجيدية وصلت الى حد الجينوسايد بحق الشعب الكوردي
رغم بداهة هذه المعلومات المتوفرة لدى اي شخص عادي او من لديه بعض المطالعة والبحوثات التاريخية وفي ظل ثورة تكنولوجيا المعلوماتية يستطيع اي فرد الوصول الى الحقيقة لكن مع الاسف الشديد لا زال المثقف العربي امثال كيلو يستمرون في قرن الواحد والعشرين بإنكار ذلك محولا نفسه الى سوط بيد الجلادين المتسلطين لضرب وابادة الكورد
من لديه معرفة بسوسيولوجية المجتمع الكوردي وتاريخه يعلم انه لا يعادي اي من الشعوب ولم يسجل التاريخ بأسم الشعب الكوردي انه احتل اوطان الاخرين واستعمرهم وحول شعوبهم الى عبيد وهم ليسوا اعداء لليهود لكنهم الى جانب حقوق الشعب الفلسطيني وهذا ما اثبته في نضالهم التحرري واقرب مثال سجل باسطع صوره مقاومة حزب العمال الكوردستاني في لبنان عام 1982 اثناء اجتياح الجيش الاسرائيلي واستشهد حوالي 12-13من خيرة مناضليه في قلعة شقيف ومنطقة صيدا وغيرها في تلك المقاومة
ففي سوريا التي ابتلت شعوبها بنظام شوفيني عنصري طائفي شمولي لا تعير ادنى قيمة للقيم الديمقراطية والحرية مع الاسف الشديد ابتلت ايضا بمجموعات معارضة اسوء بكثير وهي تزاود على النظام بالعنصرية والشمولية بالارتزاق والسمسرة على قيم شعوبها الحضارية خدمة لاجندات من يمولهم,خاصة بالنسبة للشعب الكوردي الذي يعاني من النظام والمجموعات العنصرية المعارضة المستخدمة من قبل النظام التركي بقيادة رجب طيب اردوغان وحلفاءه من شيوخ النفط الخليجيين,فيسمع بشكل يومي تصريحات معادية مهددة وجوده من قبل قياديي المعارضة السياسية والعسكرية العربية والاسلاموية التكفيرية,كانت اخرها تسريب تصريح كيلو المعارض اليساري المدافع عن العدالة وحرية التعبير والحقوق نظريا بينما يعاديها عمليا,لم يبقى احد من قيادات الائتلاف الوطني السوري وقبلها المجلس السوري بكافة مشاربهم واختلافاتهم الايديولوجية والفكرية والعقائدية و إلا اعلن عدائه للشعب الكوردي وحقوقه
على الرغم لو اراد اي شخص البحث عن طريق الميكروسكوبات عن مشروع اقامة الدولة الكوردية المستقلة الانفصالية عن سوريا من قبل اي تنظيم وفصيل كوردي في سوريا لن يجده,لكن تصريحات كيلو واشباهه يزعمون ويؤكدون دائما بإنهم يقراؤون الفنجان والنيات الباطنة أن لحزب الاتحاد الديمقراطي ب ي د مشروع انفصالي رغم ان الحزب يتهم من قبل الاحزاب الكوردية الاخرى من جميع اجزاء الكوردستانية الذين لا يتحركون في فلك المنظومة الابوجية بانه حزب لا يمثل تطلعات الشعب الكوردي ولا يطمح لتحقيق اهداف قومية كوردية وبإنه يحمل افكار اممية طوباوية يعادي اقامة الدولة الكوردية ومن ضمن من يتهمون هذا الحزب حلفاء ميشيل كيلو نفسه وهنا اقصد بقايا المجلس الوطني الكوردي
ان اي مثقف او مفكر باحث سياسي يقوم بتزوير الحقائق عبر وسائل الاعلام المتنوعة فهو يخون الجمهور والحقيقة معا ولا يقوم بمهمته,في حين يدعي انه يكافح لاجل حرية الرأي والتعبير والعدالة والحقوق فهو يغدر بكل هذه المفردات المذكورة,هؤلاء المثقفين والمفكرين والباحثين امثال كيلو الراكضين وراء الشهرة والمال و حصد التأييد لا يتورعون في نقاشاتهم وتصريحاتهم في استخدام الاساليب الكاذبة والمخادعة يوصلون الى درجة اللا متناهية من انعدام الضمير خاصة عندما يتعلق الامر بحقيقة احترام هوية شعب وحقوقه وتاريخه ومقومات وجوده و الاعتداء عليها والسعي لاقناع اوسع شريحة ممكنة ليواجه هذا الشعب,طبعا هنا نحن لا نناقش زلة لسان احد رموز المعارضة او خطأ علمي اقترفه بسبب افتقاره الى المعلومات والبحوث الصادقة عن تاريخ الشعب الكوردي وجغرافيته وحقوقه في الحياة بكافة مستلزماتها,انما نحن نقيم هنا ذهنية عنصرية ممنهجة يتحلى بها الاغلبية القصوى من قادة المعارضة العربية السورية المروضة المقلدة لعقلية النظام
هؤلاء المزيفون الانتهازيون يمارسون مهنتهم بغير امان عندما يصنعون ثقافة مشوهة مزورة مضرة لنوعية الحالة التنويرية بين مجتمعهم بالدرجة الاولى والهدف من كل ذلك هو اشباع غرائزهم الغير متطورة,فالمنتمي لهذه الشريحة الانتهازية لا يؤمن بشئ سوى بمصالحه الانا المتورمة القابلة للانفجار بكل شحوماتهم المتعفنة ولا ينتمي الى قضايا مجتمعاته الاساسية كالتقدم والتطور الحضاري الديمقراطي والفكري ويترك مجتمعه العربي في سباته الفكري العميق وهي اهم خدمة يقدمه لاعدائه
فهل امثال كيلو يعلمون بخطورة تحملهم المسؤولية التاريخية والاخلاقية وحتى القانونية عندما ينطقون بالكذب والافتراء وتزوير الحقائق,لذا لابد من مواجهة هؤلاء الذين يتلاعبون بالراي العام بمعايير النزاهة الفكرية,لان المثقفون الحقيقييون مطالبون بوضع طاقاتهم المعرفية في خدمة القضايا العامة للمجتمعات ويلتزمون بالنضال ضد المظالم والطغاة بوقفتهم الى جانب المظلومين والمحرومين والشعوب المحتلة اوطانهم لا ان يصبحوا سيوف على رقاب طلاب الحقوق ويسعون لاجهاض نضالهم التحرري
لكن هناك اشياء كثيرة مهمة للغاية يتجاهله هؤلاء المثقفين الشوفينيين المروضين ان افكارهم المتعفنة فقدت صلاحيتها منذ زمن ليس بقصير مع تطور تكنولوجيا المعلوماتية والانترنيت جعل باستطاعة اي شخص الوصول الى المعلومة والوثائق التاريخية الحقيقية وفضح اكاذيب و زيف هؤلاء المثقفين.وحان تحقيق لحظة الانبلاج والتخلص من السماسرة المحتكرين لمصير الشعوب بشقيه المعارض والمتسلط من قبل شخصيات وطنية ديمقراطية ومناضلين نبلاء,فأمثال كيلو وضع مهمته الاخلاقية لايصال الحقيقة الى الجمهور والنضال لتحقيق العدالة والحرية والمساواة وحقوق الانسان والشعوب جانبا منذ عقود واصبح هدفه التأثير على الشعوب لصالح اجندات بعض الجهات الراعية الممولة لكلامه
ان كيلو بكلامه يجني على الحقيقة بلغة صدامية اردوغانية دموية يسعى الى اثارة الفتن العرقية بين الشعوب ومحاولة لايجاد صيغة نظرية لشرعنة الجهاد وشن هجمات ابادة على الشعب الكوردي ومد يد العون للمجموعات الارهابية المتطرفة
كافة تصريحات المعارضة الاسطنبولية الرياضية المتشنجة الانفعالية ضد الشعب الكوردي ناجمة عن هزائم مخططاتهم التأمرية الدموية المتلاحقة ضد الشعب الكوردي منذ خمس سنوات ويسعون جاهدين لاخفاء حقيقة دحر قواتهم الداعشية النصراوية التكفيرية في كافة الجبهات امام القوة الضاربة الكوردية وتم تقسيم وتحطيم ظهورهم,فأمثال الذين تأمروا بشكل مباشر مع الاتراك وشيوخ الخليج خاضوا كفاحا تحت شعار اسقاط سلطة البعث لكنهم بممارساتهم الداعشية النصراوية ارتكبوا فجائع ومجازر متوحشة ضد الشعب واصبحوا عملاء مرتزقة لتمرير مخططات تركيا حليفة اسرائيل الاستراتيجية,لماذا لا يطالب كيلو وامثاله باعادة لواء اسكندرون وجولان واقامة الدولة الفلسطينية
رموز العنصرية في المنطقة في حالة التحضر ويتشهقون انفاسهم القذرة الاخيرة وهناك بشائر قدوم ربيع نهوض الشعب العربي وباقي الشعوب المتعايشة ضمن نفس الجغرافية
زكي شيخو[1]