ميشيل كيلو و الكرد بين لغة التهديد و ذهنية العبيد
لم يعد خافيا” على أي متابع للتحولات الدراماتيكية التي مر بها الكائن الزئبقي ميشيل كيلو من (ديمقراطي) عروبي ليبرالي إلى (رائد) إصلاح للفكر البعثي الموروث من حافظ الأسد في بداية عهد وريثه بشار الأسد في ما سمي بربيع دمشق التي أزهرت مقالات و رؤى و سجالات فكرية على صفحات كل الصحف الرسمية السورية من تشرين و البعث و الثورة ، إلى منجسم و مقتنع بالخط الذي شقه رياض شقفة للإخوان المسلمين في بداية الحرب الأهلية في سوريا و التي حصدت حتى الآن أرواح مئات الألاف من السوريين و هجرت الملايين.
وصولا” لتحوله الملحوظ لعبد ذليل في جوقة حظيرة السلطان التركي في أنقرة مرددا” كل إفتراءات أردوغان ضد الكرد في كل أماكن تواجد الكرد سواء شمالي كردستان أو في روجأفا .
المراقب لللغة التي يستخدمها كيلو في الشريط المرفق من خلال رفضه ﻷي وجود تاريخي أصيل للشعب الكردي في#روجأفا كردستان# – و ما يسميها هو بذهنيته الشوفينية بأراضي الدولة السورية، يدرك هول المستنقع النتن الذي يتمرغ فيه دعاة سوريا الغد و تعاملهم مع قضايا سوريا الشائكة التي إذا لم تناقش و تحل برؤية ثاقبة و بروية فأنها كفيلة لتكون وقودا” لتسعير الخلاف و الشقاق في الداخل السوري مما يعقد اي إمكانية ﻹيجاد حلول مستدامة للمعضلة السورية و يهدد بشكل مباشر و قاسي أي أمكانية للعيش المشترك و الأمن بين أبناء الوطن السوري بشكله الحالي.
اللغة الهجومية التي يستخدمها كيلو ضد الكرد هذه المرة تستند على تبني واضح لموقف الجماعات الإرهابية المسلحة و التي تعيث فسادا” بالداخل السوري منذ خمس سنوات و الدولة التركية الداعمة لهم.
و ما الإنتصارات المتسارعة و النوعية التي تحققها قوات سوريا الديمقراطية و مجلس منبج العسكري إلا السبب الجوهري و الرئيس الذي يثير داعمي الإرهاب و يفقدهم صوابهم حتى يقدموا على هذه المواقف البائسة كتهديد الكرد أو التنكر الساذج لحقوقهم التاريخية في روجأفا كردستان او ما يحلو للبعض بتسميتها بكردستان سوريا.
الكرد يملكون وثائق تاريخية و سياسية و حتى واقعا” ديموغرافيا” متأصلا” لم تستطع كل الحكومات العنصرية من تغيريها بكون الارض التي يعيشون عليها هي جزء من كردستان الكبرى.
يبدو أن كثرت صراخ كيلو و جوقته المتمثلة بالإئتلاف و رواد الحظيرة الأردوغانية هو من شدة الألم الذي أحدثه و يحدثه أنتصارات الكرد في روجأفا و شمالي سوريا و ربما لاحقا” في عموم الجغرافيا السورية.
إذا كان ميشيل كيلو و من يسانده قادرين على قصم ظهر الكرد فعليهم أن لا يدخروا أي جهد في ذلك- و هم لا يدخرون ذلك أصلا”- فالكرد يدركون صوابية و أهمية المرحلة التي تعصف بالمنطقة و لن تقف قوة مهما عظم شأنها من أن تكون تشكل عائقا” أمام بلوغهم لهدفهم و لرسالتهم و هو دحر كل أشكال الإرهاب المتمثل بداعش من جهة و بالقوى المساندة له من جهة أخرى.
لكن ما يجعلنا نحزن و نشعر بالدهشة هو عدم صدور أي موقف من أكراد الإئتلاف تجاه كل إفتراءات أعضاءه و حلفائهم العنصريين على حق الشعب الكردي و تواجده التاريخي على أرضه التاريخية روجأفاي كردستان و كأنه لم يعد يعنيهم و يثير غيرتهم و لو بإصدار بيان تنديد إلكتروني للحفاظ على ماء أوجههم.
منير شيخي [1]