ال PYD من روح التجدد والأفكار الصائبة الى ملامسة ضمائر الشعوب
تقرير :دوست ميرخان
حزب الاتحاد الديمقراطي كحزب مجتمعي يسعى ومنذ تأسيسه عام 2003 إلى خلق واقع يليق بتاريخ وبكينونة الشعب الكردي والشعوب المتعايشة معه على أرض روج آفا وسوريا مؤمناً بوحدة الإنسانية وقيم ومبادئ ديمقراطية عادلة.
حزب الاتحاد الديمقراطي ومنذ بدء الحراك الثوري في روج آفا وسوريا، يعمل و يؤسس لنظام سياسي اجتماعي متكامل قائم على أسس التعدد والتنوع الثقافي لواقع وحقيقة سوريا وروج آفا، وبمشاركة كافة القوى والأحزاب والتيارات الديمقراطية، وتشمل البنى الفكرية للحزب مختلف نواحي الحياة، مواكباً للتغيرات الحاصلة في تاريخ الشرق الأوسط المتعدد الشعوب والثقافات والأديان والمذاهب، ومواكبته لكفاح ومقاومة الشعوب وترسيخ التفاصيل والركائزالأساسية لبنية الحياة الاجتماعية، وتتمثل هذه الركائز في المرأة والشبيبة وهما يشكلان نواة أساسية لمبدأ وفكر المقاومة والثورة والتحول الديمقراطي على مستوى روج آفا وسوريا والشرق الأوسط .
استطاع الحزب ضم الفئات الشابة إلى صفوفه وجعلها نواة التفاعل والديناميكية عبر دورات وندوات تدريبية تنظيمة، فكرية، ثقافية، وسياسية، وفتح المجال أمام كافة الإمكانات المتاحة لتُنَمّي من قدراتها وتزيد من مهاراتها وأبداعاتها التفاعلية مع مجتمعها وواقعها، محافظاَ بذلك عليها من الضياع والتشرذم في واقع ٍ غَلبَ عليه طابع الفوضى والتطرف، والتهجيروكبح العقول وتحجيمها، والضياع في مؤثرات الجوانب السيئة من الحداثة الرأسمالية، وهيمنة الأفكارالتسلطية الفردية الأنانية، والمنافية لقيم الشعوب وثقافتها، وخاصة مع تعدد جوانب السلب للحداثة أي بتعدد وسائل الأعلام والاتصال الممنهج والمرتزق للأنظمة الديكتاتورية والتيارات القومية العفنة، كما عمل الحزب على النهوض بدورالمرأة ومشاركتها إلى جانب الرجل جنباً إلى جنب في كل مناحي الحياة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والعسكرية، بوصفها الركيزة والنواة لبناء مجتمع ثوري ديمقراطي حر ومتقدم، يتمثل فيه أهداف وقيم الإنسان كمخلوق عاقل ومفكر وحر، كما تمثل الحرية كشعارللحزب وهدف للحياة وجوهرلها، حيث لا حياة للإنسان بدونها، وتمثل الديمقراطية فكراً ومفهوماً ومنهجاً أساسياً للاتحاد الديمقراطي بوصفه حزب سياسي ومجتمعي يعبر عن تطلعات وآمال الشعب الكردي خاصة والشعوب المتعايشة معه عامة.
اتصفت إيديولوجية الحزب بالعلمية والثورية المجتمعية بتحليله الواقع الراهن والبناء على القيم النبيلة والمتأصلة للشعب الكردي وللشعوب المنطقة قاطبة، ورفض الانهزامية والاستسلامية والنظريات الجاهزة والقوالب الكلاسيكية الصدئة، والتي لازالت في طورالتحزب العائلي ومنظومة الربوبية الأسرية والعشائرية، وتقاسم المناصب وتوزيع الأدوارالتمثيلية. وينتهج الحزب التحليل الدقيق والعمل وفق منهجٍ حقيقي مثبت تاريخياً، والاستفادة من تجارب الأحزاب والشعوب المتحررة الأخرى، وتوفير أجندات كاملة وجذرية تساهم في تطور المجتمع في النواحي الثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية التي ميَّزت الحزب عن باقي الأحزاب والتيارات الموجودة على الساحة في روج آفا وسوريا .
مع ارتفاع وتيرة الأزمة في سوريا بدأت الهجمات الإرهابية الشرسة بكل أنواعها وأشكالها تتكالب وتتهافت على روج آفا، وعلى كل بقعة تتمازج وتندمج فيها الثقافات والقيم الإنسانية في سوريا، ومارست القتل على الهوية والدين والاختلاف الفكري إلى جانب السلب والنهب والتهجيروالتدمير، وإيديولوجية فكرية وسياسية تبناها العديد من التيارات والأحزاب المدعية للوطنية والتعارض مع النظام القمعي، هذه الأحزاب والتيارات ومنذ اللحظة الأولى للحراك الثوري في سوريا وجدت نفسها بين ليلة وضحاها في أحضان قوى وأنظمة إقليمية تساند الإرهاب ضمناً وعلانيةً، ولا تقل خبثاً ونفاقاً واستبداداً عن النظام الذي يدعون معارضته ويرغبون في إسقاطه عبر ارتزاقهم وتسولهم على موائد حاضنيهم وعرابيهم، بمعنى آخرمن يصبح أداة بيد الأخرين ويمثل أجندات ونظريات الأخرين ويحمل فكراً ينسجم مع فكرالسلطويين ويتناغم مع منهج الإرهابيين لن يستطيع أن يكون ثورياً ووطنياً حراً،أما من وضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل اعتبار، وتابع نضاله على مختلف الجبهات الثقافية والفكرية والاجتماعية والعسكرية، وقدم الشهداء في سبيل حل الأزمة والخلاص والوصول بسوريا إلى برِّالأمن والأمان، هو من يمكن التعويل عليه والوثوق به للتحرر والخلاص .
هذه القوى المتآمرة المرتزقة، وعلى مدى أكثرمن أربعة أعوام لم تتمكن من النيل من إرادة الحزب والشعب، رغم حملات التشويه والتضليل ومحاولات بث الفتن عبرآلاف الأبواق والسماسرة وتجارالأزمات من الأنظمة والتيارات والأحزاب ووسائل اعلامية وتواصلية تخدم منهج وفكر الإرتزاق هذا، هؤلاءأخفقوا في رهانهم وحتى في تجارتهم البخسة بعد مرور أكثر من أربع سنوات على الأزمة، هذا المنهج والفكر زاد من صلابة وإصرارا الاتحاد الديمقراطي والتيارات والأحزاب التي تشاركه المنهج والفكرالديمقراطي الثوري والذي ازداد فاعليةً عن ذي قبل.
ويؤكد حزب الاتحاد الديمقراطي اليوم التزامه بخيارات الشعب، وترسيخ مفاهيم الديمقراطية والتعايش الأخوي والسلمي بين جميع المكونات، والكفاح المستمر، والمضي بجدارة إلى تحقيق الذات الفاعلة الخيرة النيرة، وانجاز تطلعاتها الحضارية الديمقراطية والعادلة في بناء المجتمع والوقوف في مواجهة محاولات التفتيت، والتشويه بغية إضعاف الحزب والإرادة الحرة وجعل روج آفا وسوريا مرتعاً ومستقراً لتجارالحروب والأزمات، ولسيوف جماعات الجهل والظلام باعتبار الاتحاد الديمقراطي والقوى الديمقراطية في روج آفا الحاضن الاساسي للمقاومة الثورية الشعبية الحقيقة، والممثل الأقوى والأكثر تنظيماً وإرادة وتصميماً لمشروع الحل الديمقراطي لسوريا.
عززالحزب ثقافة محاربة كل قوى التطرف والإرهاب، ومنهجهم التكفيري الإقصائي والصمود في وجه التحديات والصعوبات التي تواجهها مناطق روج آفا خاصة وسوريا عامة والتمسك بالحقوق وعدم التنازل عنها أو المساومة عليها والعمل على اكسابها كما قال الشيخ المرحوم معشوق الخزنوي .
يعمل الحزب على اتباع دورات تدريبية، تنظيمية، ثقافية، وسياسية، والاجتماعية، لكل فئات الحزب، ولكافة السويات التنظيمية وعلى المستوى الجماهيري، لم تركن هذه السويات ساكنة على مدى أكثر من خمسة أعوام وفي كل مدن وقرى روج آفا وفي كل بقعة أرض يتواجد فيه الاتحاد الديمقراطي .
حزب الاتحاد الديمقراطي يؤيد ويساهم ويشاركُ في أي مسعى لحل الأزمة في سوريا عبر حوار وطني سوري بامتياز ويحمل أجندات سورية، ووطنية ديمقراطية لا إقصائية لأي مُكوّن أو ثقافة، مع كل قوى المعارضة التي تسعى حقيقة لحل الأزمة في سوريا وفق نظام ديمقراطي فيدرالي يؤمن ويضمن حقوق كافة المكونات بكل شرائحها المجتمعية، الشعب في روج آفا أثبت قدرة بالغة على مواجهة قوى التطرف والفكرالتكفيري الظلامي بتآخيه مع المكونات الأخرى وعمق ثقافته وامتلاكه القدرة على التصدي للفتن ورفضها بكل أشكالها.
إن القوى والأنظمة الإقليمية المعادية للديمقراطية والمعادية للشعب الكردي، والتيارات المرتزقة التي تدعي الوطنية والتي أصبحت أداة بيد تلك الأنظمة، وتستهدف الحزب منذ انطلاقة الثورة في سوريا وإلى اليوم، وهذا يدُلّ على مَا أثبته الحزب من إرادة قادرة على الكفاح المستمر والمضي بجدارة إلى تحقيق وإنجاز تطلعاته الديمقراطية والقومية العادلة تجاه كافة المكونات، وقد أثبت الحزب أنه قادرعلى ترسيخ مفاهيم الديمقراطية والتعايش من خلال مشاركته القوى والتيارت الديمقراطية والمجتمعية تحت سقف واحد، وهو سقف الإدارة الذاتية الديمقراطية.
كما واكب الاتحاد الديمقراطي ثورت شعب روج آفا منذ انطلاقتها وأن يعزز في هذه المرحلة التزامه الكامل بمسؤولياته باعتباره فصيلاً واسع الانتشار والتأثير بين جماهير الشعب وأنه جزء من هذه الثورة، كما أنه على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأكد منذ انطلاقة الثورة على تمسكه ب”الخط الثالث” نهج الحل والتحول الديمقراطي السلمي، وذلك عبر استقلاله بقراره ومشاركته القوى والتيارات الديمقراطية التي تؤمن بالتعددية والمساواة بعيداً عن الازدواجية والدوغمائية والارتزاق، وعلى عكس العديد من التيارات والشخصيات المحسوبة على الديمقراطية والوطنية والسورية والكردايتية ,حيث غاصت أغلبيتها حتى عنقها في وحل الارتزاق والارتهان للقوى الخارجية المساندة والداعمة للإرهاب ونهج القتل والسلب.
الاتحاد الديمقراطي ومنذ تأسيسه لم يستكن ولم يرضخ ولم يركع لنظام القمع والتسلط والإنكار. وجميع شهدائه سطروا بدمائهم الزكية نهجه الثوري وإلى اليوم حيث لايستطيع أحد المزاودة عليه في ذلك وإنكاره. إن تأسيس الاتحاد الديمقراطي لثقافة المقاومة والثورة، كان في الوقت الذي اتخذ فيه البعض الاستسلام عقيدة، ومن الاستجداء والذل سياسة، ومن الطاعة العمياء لقوى الأنكار والتسلط والعداء موقفا يتمسكون به ويدافعون عنه.
نحن اليوم لسنا أمام استعراض لما حققه الحزب في مسيرته النضالية عبرعمله الدؤوب والمتواصل، بل إن نظرة سريعة لتاريخ الحزب وما يقدمه وما أحاق به من مؤامرات ومحاولات لإنهائه وتحجيم دوره الوطني والكردي منذ التأسيس وإلى اليوم تدلِّ على أنه استطاع بجذوره وايديولوجيته الديمقراطية، ورؤاه الحقيقية أن يجتاز كل المحن مستنداً بذلك على شعبه ودرب شهدائه، حيث يثبت في كل لحظة أنه هو الأكثر صلابة على مستوى روج آفا وسوريا والأكثر قدرة على صون قضاياها والنضال في سبيل تحقيق أهدافها.
وحزب الاتحادالديمقراطي الذي اجتازأكثرالظروف صعوبة، يثبت اليوم أنه بمبادئه وتنظيمه السياسي والمجتمعي قد كسب الرهان، وهذا التحدي الوجودي الذي واجهه زاد من قدرته على دحرِّالمؤامرات وتفكيكها، وأثبت أنه الحزب الذي حمل الأمانة وطموح الجماهيروصانها، وهو من خلال مسيرته النضالية لم يكن كما هو اليوم لقد ظهر جليا أن الفكر الأصيل المتواشج مع الروح الانسانية والمتطلع نحو القيم الإنسانية هي جوهر أهداف فكر الحزب هذا الفكر والأهداف هي صميم آمال وأهداف الشعوب.
العاقل يعرف جيداً ما يحاول البعض أن يحيكه وما يرغب في أن يكون عليه روج آفا وسوريا ويعرف أن التحرر والمسيرة الثورية مستمرة بحشد القوى والالتفاف حول القوى الديمقراطية والتي تدفع الأذى عن كل أبناء روج آفا، ومن يقف اليوم على تخوم الحقل وينظر إلى ما تحقق سيَجدُ أن الحصاد وفير والبناء متين، وأن ما ينتظر من البناء والعمل على أسسٍ راسخة تبني الحجر والبشر، وهي أهداف لن تغيب ولا تراجع عنها مهما اشتدت المحن والبوصلة لنَّ تنحرف عن اتجاهها، وسوريا فيدرالية ديمقراطية لكل مكوناتها هي الغاية والهدف .[1]