ثورة حتى النصر
المثقف الكردي دوره في توعية مجتمعه، والدفاع عن قضايا أمته.
خالص مسور
ثورة 19-07 إحدى أنصع المعارك الخالدة في التاريخ الكردي الحديث، بل وفي تاريخ العالم أيضاً، والتي انطلفت شرارتها الأولى في مثل هذا اليوم من عام 2012 في مدينة #كوبانى# الصمود والتي كانت بمثابة اللبنة الأولى في بناء صرح الإدارة الذاتية الديموقراطية في روج آفا، وفيها استبسل الشعب وقوات الحماية الكردية في ثورة تاريخية قل نظيرها في العالم، وكأن الشعب الكردي هناك وفي كل مكان من ثرى أرضه ووطنه يقول للحاقدين والشوفينيين، ها نحن لسنا أذلاء متخاذلين، بل نحن قوم نرفض الذل والعبودية رغم المآسي التي تناهبتنا في عقر دارنا، ديدننا الشجاعة إلى جانب الرأفة والرحمة ونبل القيم الإنسانية.
ولا يستهينن أحد بتاريخنا وثوابتنا، فنحن الذين أعطينا البشرية الحضارة وصغنا المجتمعات الأولى بطبيعتها الإنسانية، والذي لم تستطع قوى القهر والظلام أن تنال منها وأن تبددها مهما أوتيت من قوة وقهر واستلاب، لأن الشعب الكردي وعلى مر تاريخه كان المثال والقدوة في محبته للإنسانية وأخوة الشعوب وعدم الرضوخ للذل والهوان، في الوقت الذي استبد فيه حكام مجاورون اتصفوا بالهمجية والإنكار فاستحلوا حقوق الكرد، ترابهم، ماءهم، وسماءهم.
فجاءت ثورة 19 تموز بمقاومة بطولية رائعة في وجه هؤلاء من أعداء البشرية والذين درجوا على استغلال الدين الإسلامي الحنيف الذي هو في حقيقته عدل ورحمة، ليلبسوه قنبازاً يسترون به شوفينيتهم وحقدهم الأسود الدفين على الكرد بل على البشرية كلها، جاؤا ينادون باسم الإسلام كما هو تنظيم داعش وريث البعث الشوفيني القوموي والذين ركبوا تيار الجهادوية لينتقموا لمثلهم الأعلى صدام المقبور، وليعيدوا أمجاد اللصوصية ومغامرات الذبح، والسبي والسلب والنهب بلباس إسلامي جرى تفصيله بليل، بعيداً عن تراث الصحابة الأوائل الذين يدعون انتسابهم إليهم هم وتوائمهم من أقطاب ممن يسمون أنفسهم بالمعارضة السورية الذين لم يوفروا كلمة نابية إلا ونعتوا بها الكرد، كل ذلك لأن الشوفينية أعمت بصرهم وبصيرتهم، فهم لايرون إلا أنفسهم وما يعمهون. لهذا الأمركانت ثورة 19 تموز هي الجواب العملي والصحيح لكل موبقاتهم وتخرصاتهم، وهي التي ستعيد لمكونات روج ِفا كرامتها وانسانيتها وهي التي قالت لمستغلي الدين وخفافيش الليل كفاكم نفاقاً ودموية في خلق الله، فالشعوب التي خلقتها أمهاتها أحراراً دماؤها ليست مهدورة تحت ظلال سيوفكم القذرة والجبانة، جات الثورة لتقول، ارفعوا أياديكم الملطخة بالدماء وأسيافكم التي تقطر دماً من على رؤوس الشعب السوري الآمن، اتركوه ليعيش بدون عنصرية وبدون حقد أو كراهية، ومهما حاولتم فلن تنتصروا لأنكم تنافقون في دين الله ويمباديء الإنسانية وقيمها، والله غير ناصركم لأنكم أدخلتم البدع وما لم ينزل الله بها من سلطان إلى دينه الذي تدعون، وما تدعون إلا إثماً وبهتاناً والله أعلم بما في الصدور، ولهذا فهو يناصر غيركم يناصر مكونات روج آفا، والدليل هو هزائمكم المتكررة أمام صولات جنود الحق والإنسانية، وفي النهاية فالأخوة العرب يقولون في قولهم المأثور(لا يصح إلا الصحيح) والصحيح هو ما جاء به وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديموقراطية والشعب السوري الآمن، وسيعلم الحاقدون والدواعش أنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا، وأن إرادة الشعوب سوف تنتصر.[1]