تفجير قامشلو وتوحد المصلحة ما بين النظام و داعش. دلالات و عبر
منير شيخي
المتابع للشأن السوري عامة و للتطورات السياسية و الميدانية التي يحققها قوات سوريا الديمقراطية و التي عمودها الفقري ال YPG و ال YPJ على وجه الخصوص يدرك أن حملة تحرير منبج و التي تعتبر الأكثر إستراتيجية بين كل المواجهات العسكرية التي حصلت في روجأفا و شمال سوريا بعد معركة كوباني يدرك أنها المعركة الفصل لمشروع سوريا الغد.
كونها تقطع شريان الحياة لداعش من جهة مما يمهد لتحجيمها و تخلق أرضية مناسبة و قابلة للحياة للمشروع الذي طرحه الكرد للحل في سوريا الغد ألا و هي الفيدرالية.
الملاحظ أن العملية الإرهابية التي إستهدفت قامشلو كان الهدف منها التأثير على حملة تحرير منبج بالدرجة الأولى و لإعطاء إيحاء بأن مدن روجأفا ليست بمنأى عن هذه العمليات الكبيرة.
عظم الإنفجار يجعلنا نرجح فرضية أن يكون تفجير قامشلو قد تم بمشاركة أكثر من جهة.
أي أنه تم بمعرفة و مشاركة النظام السوري من حيث التخطيط و التحضير و التهيئة و رسم المسار العام للعملية و نفذ بأيدي داعش أو حتى بأيدي النظام نفسه وما تبني داعش لاحقا” للعملية إلا بالتنسيق مع النظام أو كتحصيل حاصل.
ﻷن الهدف و المنفعة مشتركة بين هاتين الجهتين.
النظام ليمنع تمدد الكرد ليشمل كل الحدود السورية التركية مما سيخلق واقعا” جديدا” يمكن أن يشكل أرضية عملية لمشروع الفديرالية خصوصا” بعد معلومات دقيقة من أكثر من جهة مؤثرة في الملف السوري بأن سوريا لا يمكن أن تبقى دولة موحدة.
و #داعش# لتحافظ على شريان الحياة لها مع تركيا.
هذا الكم الهائل من المتفجرات و الذي يفوق 10 طن لا يمكن أن يجتاز كل الحواجز التي تحصن قامشلو دفعة واحدة ما يرجح فرضية أن تكون السيارة قد جهزت بداخل مدينة قامشلو إما في مرأب أو في مكان ما خارج سيطرة القوات الكردية.
أي بلغة أكثر وضوحا” في نقاط تمركز النظام و أعوانه و إنها باشرت بالتحرك يوم العملية من داخل المدينة و ليس من الخارج.
و عليه يتوجب إعادة أرشيف التسجيل للكاميرات عدة أيام للخلف حتى تتمكن الجهات المسؤولة من رؤية ما إذا دخلت الشاحنة قامشلو من المحيط أو أن المنفذين إستخدموا شاحنة متواجدة أساسا” داخل قامشلو.
و كل المؤشرات توكد أنها حضرت داخل المدينة لهول الإنفجار و لعظم الكمية المستخدمة فيه ما يقلل لحد الصفر إحتمال أن تكون تجاوزت كل الحواجز دون رقابة.
أصابع الإتهام تتوجه بشدة للنظام و الهدف الأساسي هو محاولة فتح جبهة أخرى مع الكرد لتخفيف الضغط عن منبج لمنع (سقوطها) بمفهوم النظام و داعش و لمنع تحريرها بمفهوم الكرد و حلفائهم من أهل المنطقة..
أعتقد أن عدم معرفة ملابسات تفجير قامشلو بدقة سيجعل إحتمال تكراره بنفس الإسلوب في مدينة أخرى أو حتى في قامشلو مرة أخرى أمرا” واردا”[1]