الكرد و تحالفات العصر
وحيد يوسف
ان حزب الاتحاد الديمقراطي يخوض معاركا على مختلف الجبهات في روجافا على الصعيدين العسكري و السياسي منذ بداية ما يسمى الثورة السورية, حيث قام الحزب بتشكيل نواة وحدات حماية الشعب YPG و وحدات حماية المرأة YPJ و التي باتت بعد ذلك قوة وطنية شاملة تابعة للادارة الذاتية الديمقراطية التي تضم العديد من الشرائح من مكونات الشعب السوري هذه القوات قامت و تقوم بحماية غرب كردستان و شعبها من التدمير المستهدف من قبل العصابات المسلحة من جبهة النصرة و أشكالها من احرار الشام و جيش الاسلام و من جهة . و عصابات النظام البعثي الدكتاتوري من جهة اخرى . لقد نجح الحزب في حماية المناطق و سكانها من الدمار الذي انتشر في مختلف المناطق السورية و خاصة بعد التدخل المباشر لقوى اقليمية في الثورة السورية و فرض أجنداتها كالسعودية وقطر و ايران و تركيا الذين دفعوا بالمرتزقة من كل انحاء العالم الى القتال في سوريا تحت راية الجهاد ظاهريا, لكن الحقيقة كانت تكمن في سببين:
أولا: تخلص هذه الدول من العناصر الارهابية على اراضيها .
ثانياً: القضاء على سورية وطنا و تدمير الشعب السوري بكل مكوناته و تقسيمها الى دويلات للتحكم بها و نهب اقتصادها و فرض اجنداتها السياسية .
لكنهم اصطدموا بوجود القوات الكردية المتمثلة بوحدات حماية الشعب و المرأة التي تشكلت من كل اطياف التي تسكن المناطق الكردية من سريان و آشوريين و أرمن و عرب و شيشان و حتى التركمان و هنا دفع اللاعبين الإقليميين بداعش إلى احتلال مدينة كوباني حيث دافعت قوات حماية الشعب و المرأة عن مدينتهم التي أبت ان تسقط بيد داعش المدعومة تركيا و سعوديا و بشكل مباشر حيث كان الدعم ماديا و عسكريا واحيانا كان الجيش التركي يتدخل بشكل مباشر مع داعش و يقصف مواقع وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة بل و احيانا كان الدواعش يقصفون مواقع و نقاط وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة من خلف الحدود التركيةا السورية امام اعين الجيش التركي الذي نشر دباباته على الحدود موجهة مدافعها نحو مدينة كوباني وتدخلت طائرات التحالف الدولي بقيادة امريكا واصبحت تقصف المدينة بشكل عشوائي و مستهدف و كان احد اهداف القصف ليس القضاء على قوات داعش بل كان السبب الرئيسي هو تدمير المدينة بشكل ممنهج و اكبر دليل على ذلك ان الطائرات الأمريكية كانت تلقي بالأسلحة من الجو لداعش و تم تدمير المدينة 90& من مبانيها .
و بعد تمكن قوات حماية الشعب والمرأة من تحرير مدينة كوباني من الدواعش و أسياده حيث استبسل المقاتلين و المقاتلات الكرد و دافعو عن مدينتهم لأنهم يؤمنون بقضيتهم العادلة . اصبح الكرد بعد تحرير كوباني كقوة صاعدة و حاسمة في المعادلات الأقليمية حتى بات من غير الممكن القفز عليهم, ويحاول الكرد ترسيخ مواقعهم الجديدة وصولا الى تثبيت وتحقيق الحقوق المشروعة وفق القوانين و المواثيق الدولية و انطلاقا من كل هذا بدأت محادثات جنيف الثانية بين الحكومة السورية ووفود المعارضات ولقد تم ابعاد الكرد من هذه المحادثات بضغوط سعودية و تركية حيث حضرت الوفود كلها مصطحبة ضعاف النفوس من الكرد متمثلة بالمجلس الوطني الكردي المنضوي في غطار الائتلاف المعادي للشعب الكردي .
إن هذه الفئات التي تحاول اجهاض مكتسبات الشعب في روجافا فما كان من قيادات الحزب الا من اعلان الفيدرالية في روجافا في اطار دولة سورية ديمقراطية الموحدة اللتي يسعا اليها الشعب الكردي وان اعلان الفيدرالية لا يعني الانفصال فكان هذا بمثابة سكين في قلب النظام البعثي الدكتاتوري الفاشي و عصابات المعارضة بكل اشكالها و اسيادهم الاتراك و ال سعود ولكن النظام الفيدرالي في روجافا يمشي على قدم و ساق بالرغم من كل محاولاتهم لاجهاضها . فبدأت معارك بين قوات النظام و قوات الشرطة الكردية في القامشلي ثم في #الحسكة# بسبب استفزازات عناصر النظام القمعي ضد عناصر الشرطة الكردية (الأسايش) في ال#قامشلي# و استمرت المعارك عدة ايام ولم تتوقف الا بعد تدخل القوى العظمى و من جهة اخرى لم ينتهي القصف العشوائي من قبل العصابات التكفيرية على حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه القوات الكردية ، هذا القصف الذي أودى حتى الان الى استشهاد المئات و جرح الالاف من المدنيين .
كل هذا تحت انظار و صمت العالم بأجمعه حيال الابادة التي يتعرض لها الشعب الكردي في حي الشيخ مقصود من قبل التنظيمات الارهابية في احياء حلب الشرقية . و هنا قرر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بدعم الكرد ضد داعش وأخواتها لأن قوات حماية الشعب و قوات حماية المرأة هي القوات الوحيدة على الأرض السورية القادرة على دحر الارهاب و تشكلت قوات سوريا الديمقراطية و بدأت معركة الشدادي والهول وتم تحريرهما و بعد ذلك توجهت القوات لتحرير الرقة بضغط من القوات الأمريكية ولكن قوات سوريا الديمقراطية رفضت تحرير الرقة و بدأت معركة تحرير منبج لايصال كانتون عفرين بكانتوني الجزيرة و #كوباني# . الا أن هذا لم يعجب النظام القمعي في دمشق و انقرة و طهران و كان اللجوء الا الجزائر للوصاطة بين دمشق و انقرة للوقوف ضد الطموح الكردي في روجافا و فعلا حدث اجتماع في الجزائر بين النظام السوري القمعي و نظام اردوغان الفاشي و تم التنسيق بينهم لضرب الطموحات الفيدرالية للشعب الكردي .[1]