أزمة الثقة الكردية العربية زرعها النظام وتُنميها المعارضة
ابراهيم ابراهيم
لقد أفرزت الاحداث المتلاحقة و المتغييرات في سورية و روج آفا كردستان – شمال سورية و منذ الخمسة سنوات الماضية حقيقة واحدة و هي ظهور منظومتين فكريتين او خطابين سياسيين مع التحفظ على المقارنة و هي :
إما أن تكون كرديا و صاحب إرادة مستقلة ترسم مستقبلك في إطار الوطن السوري ضمن معايير وطنية ديمقراطية تحافظ فيها على كرامتك القومية و الوطنية , و قد مثل هذا التوجه كل الاحزاب المشاركة في الادارة الذاتية الديمقراطية إلى جانب التحالف الوطني الكردي المؤلف من احزاب الوحدة الديمقراطي و البارتي و آخرين.
و المنظومة الاخرى هي أن تكون و بداعي الشفافية و الوطنية تابعا ذليلا فاقدا لشخصيتك القومية و الوطنية و الديمقراطية , لا تملك الارادة في اختيار قراراتك السياسية , و فاقدا الثقة بنفسك و شعبك , نظري في حياته و مسيرته السياسية لا يملك سوى التنظير و الفلسفات الانشائية الفارغة و الحذلقات المعرفية التي تعلمها في المقاهي, ينتظر الآخرين لحل مشاكله, لا مشاريع سياسية أو وطنية له, و يمثل هذه المنظومة المجلس الكردي و كل من يؤيده في سياساته.
و هنا تظهر المواجهة الحقيقية التي يجب أن نكون فيها فعلا واضحين في تبني منظومة من المنظومتين , أي إما أن تكون تابعا للائتلاف السوري و من يدعمه و هم يصنفون تاريخيا من أقذر أعداء الشعب الكردي أو أن تكون ابن شعبك و صاحي إرادتك الديمقراطية و الكردية, و مع اشتداد هذه المواجهة يبقى كل ما يقوم به المنظومتان ضد بعضهم شرعيا .
المجلس الكردي السوري و هو صاحب منظومة التبعية و الدونية لم يترك لحظة واحدة و مسلك دنيء واحد إلى و سلكه ليسقط التجربة الكردية الاولى في التاريخ دون اي رادع أخلاقي أو قومي أو انساني, لقد عمل هذا المجلس و بدعم من مسعود البرزاني و الذي بدوره يخضع بكل تفاصيله للكونترول التركي و السعوي الاسلامي و يعمل على وقود تلك الدولتين فقط في اتجاه واحد و هو تدمير كل من يخرج من عباءته حتى لوكانت كردستان شعبا أو وطنا, لقد عمد المجلس الكردي و على مدى سنوات دوليا على ادراج شعبنا أو جزء منه على قائمة الارهاب و حارب إلى جانب كتائب الارهاب التابعة لما يسمى بالجيش الحر سابقا و فتح الشام و داعش حاليا قواتنا في عفرين و الشيخ مقصود و سري كانية, و حضن الاهابيين في بيوت أنصاره و دعى أحقر قوة ارهابية في العالم للهجوم على مناطق روج آفا و اعتبر ذلك واجبا وطنيا مقدسا , و أما هذه الحالة الخيانية أو المرضية و الدونية حيث لا فرق يظهر من يدعي الثقافة و الفكر ليقف إلى جانب هذه المنظومة التي فقدت جميع المعايير الاخلاقية و القومية متذرعاً بمصطلحات حقوقية و قانونية هو نفسه لا يتقنها في ممارساته مع نفسه و محيطه و تبقى الغاية هي الغاية إفشال و اسقاط الآخر و ظهوره هو بالشكل الذي تريده القوى الداعمة له في السفر و الظهور على الشاشات الملونة و المطاعم الفاخرة و عربات حديثة.
في المقابل هناك الادارة الذاتية الديمقراطية صاحبة نظرية في الاختلاف وحدة ,منظومة المقاومة و الديمقراطية و و الارادة الكردية و القرار المستقل الكردي بعيدا عن أية إملاءات خارجية , تعمل في الواقع كما يتطلب بعيدا عن التنظير و الفلسفات الانشائية تحمل السلاح و تمنح دمائها و روحها ليبقى روح الآخرين حرا في سماء وطن و شعب يعيش وسط كتلة نار جهنمية و الانكى أنها “المنظومة” تحمي أهالي و أخوة و أخوات منظومة التبعية و التي يحاربونها ليل نهار..!! تبني المؤسسات الخدمية و التربوية و الاجتمعاية و العلمية و الامنية من أجل المواطنين و تحرر المدن و القرى من أقوى تنظيم ارهابي لم تستطع حتى الدول الكبرى مواجهتها , و في ظل هذه الحقيقة يظهر الصراع بين المنظومتين المنظومة الاولى تحارب عن أعداء الحرية و الديمقراطية “الانكسه” و الثانية تحارب أعداء الحرية و الديمقراطية, وهنا يبقى و دون نقاش أنه من حق منظومة الحق و المنطق و المقاومة أن تدافع عن نفسها و عن شعبها أمام من يريد أن يدمر, أمام من يريد ادخال قوى الارهاب إلى مناطقنا بحجة الانتماء الوطني و هو الذي أصلا لا يملك الانتماء البشري.
القضية واضحة فعلا أمام التاريخ و البشر و الجغرافية و هي إما أن تكون ائتلافيا اخوانيا تركيا تسلم كل ما للكردي من ثقافة و وحضارة لاعداء شعبك, و تدعو كتائب نورالدين الزنكي إلى #عفرين# و بالتالي أن تكون ممسوخا أو أن تكون كرديا و صاحب إرادة لا يمكن لأحد أن يتجاوزك. و أخيرا أن تضحك على الشعب بأنك تريد الفيدرالية و في السر متفق على رفضها , أو مقاوما للارهاب و مالكا لنظرية أخلاقية و أنسانية..!!
إن البعض الفاقد الثقة بنفسه و قناعاته هو الاكثر سلبا على مسيرة ثورتنا, إن من أخطر الظواهر التي تعرض لها البشرية عامة و شعبنا خاصة هي ظاهرة التوفيقية التي تحرم الشخص من اتخاذ موقف حقيقي من الاحداث و الصراعات المصيرية بسبب بقائه اسيرا لمصالحه الشخصية و عدم قدرته على القراءة الصحيحة للاحداث , و يبقى حياديا بين الخير و الشر أو يصبح مكونا من جزأء من شر و جزءه الآخر من خير, إن هذه اللحظات التاريخية لا تستوجب أبدا هذا الحياد و و الحياد ليس مرونة و شفافية, فالامر واضح كما اسلفنا هناك الائتلاف و المجلس الوطني الكردي و معهم فتح الشام و داعش تركية أو الادارة الذاتية الديمقراطية و بالنتيجة سيكون الخيار لمنطق التاريخ و العقل.[1]