ديار المصرية تكتب حلقات علاقة اردوغان مع داعش (2)
أردوغان الراعى والممول الرئيسى ل«داعش».. وعملياته إمتدت إلى قلب أوروبا بهذا العنوان كتب الاعلامي المصري محمد هاني عبدالوهاب الحلقة الاولى من سلسلة حلقات عن علاقة الدولة التركية بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام و دعمها لها في ارهابها ضد الشعب السوري و المنطقة في صحيفة ديار المصرية واسعة الانتشار . و نحن في موقع حزب الاتحاد الديمقراطي سنحاول متابعة جميع الحلقات و نشرها تباعا.
أردوغان يخطط للسيطرة على العالم من بوابة داعش
نظام بشار والأكراد كابوس يهدد الحلم التركي
محمد هاني عبد الوهاب
ترك موقف تركيا من «غزو داعش» للعراق، ومن قبل نشاطها في سوريا، أسئلة كثيرة حول أسباب دعم أنقرة لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، ومعه «جبهة النصرة»، وكل التنظيمات المتطرفة التي ظهرت مؤخراً على مسرح الأحداث في سوريا، ومن ثم في العراق.
وقبل أيام، قدّم رئيس بلدية ماردين النائب الكردي أحمد تورك إلى سفير الاتحاد الأوروبي في تركيا ومجموعة من الصحافيين، في جلسة عقدت في ماردين، تقريراً مفصلاً وموثقاً ومدعوماً بالأدلة الدامغة عن تورط النظام التركي بقيادة أردوغان، مع تنظيم داعش، لتحقيق مكاسب خاصة بأحلامه في إقامة الخلافة العثمانية بالمنطقة، ومن ثم السيطرة على العالم.
فبعد تحول مسار الثورة السورية من سلمية إلى عسكرية و إلى حرب طائفية قادتها تيارات إسلامية راديكالية سلفية من جانب والنظام من جانب آخر و كان لابد في هذه الحالة أن يقوم الشعب الكردي مع الأقليات القومية و الدينية بحماية مناطقهم و شعبهم من هذه الحرب الدموية بعد أن حرروا مناطقهم من النظام السوري وبدوا ببناء مؤسساتهم الخدمية والتعليمية والاقتصادية وبناء وحدات حماية من فتيات و شباب من أكراد و مسحيين وعرب اتخذت مهمة الحماية و الدفاع عن جميع شعوب و أقليات التي تعيش في المناطق الكردية أمام الهجمات الإرهابية التي تكررت و ما زالت من قبل طرفي الصراع سواء من جانب النظام أو الجماعات الإرهابية, حتى ساد نوعاً من الأمن السلم مناطق سيطرة الأكراد وسط حرب مدمرة.
غير أن تركيبة الدولة التركية العدائية لحقوق الشعب الكردي تاريخياً و لتكوينها الديني الذي يتفق مع العديد من التنظيمات الإسلامية الإرهابية لم تقبل و لن تقبل أن يدير الشعب الكردي و بقية الأقليات الدينية وخاصة المسيحية نفسها بنفسها في ظل الفوضى التي سادت سورية اتهمت الإدارة الذاتية الديمقراطية التي أسستها مكونات المناطق الكردية من عرب وأشور وسريان وتركمان باتهامات كاذبة، لذلك عمدت وبشكل واضح على دعم بعض المجموعات العنصرية العربية و السلفية الإرهابية كجبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” و في شتى المجالات وتقديم السلاح لهذه الجماعات و معالجة جرحى الجماعات الإرهابية في مشافيها وتسهيل حركة مرورهم من و إلى تركية.
يأتي ذلك في الوقت الذي حدد فيه الخبراء العسكريون الأميركيون فى أربيل، مصدر ذخائر عسكرية عثر عليها بعد قتال بين تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وقوات البشمركة الكردية شمال العراق، وأكد الخبراء أن الأسلحة من تركيا، وتحمل تلك الذخائر علامة تصنيع “شركة الصناعات الكيماوية والميكانيكية التركية” (MKE).
وبحسب تقرير، نشرته شبكة “سكاى نيوز عربية”، الجمعة، على موقعها، أشارت وسائل الإعلام التركية إلى أن الخبراء العسكريين الأميركيين دهشوا من وجود ذخيرة تركية بأيدي مقاتلى تنظيم الدولة المتطرف، وكيف أن ذلك سبب حرجا دوليا لتركيا.
وذكرت صحيفة “زمان ديلى” بالإنجليزية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اللقاء على هامش قمة الناتو فى نيوبورت ببريطانيا من أنه يريد أن يرى تركيا “على نفس الخط مع الناتو والولايات المتحدة”.
وتشير الصحيفة إلى أن المسئولين الأتراك حاولوا تبرير موقفهم للأمريكيين بأنهم يخشون على “الأمن القومى” التركى، إذا دخلوا فى مواجهة مع مقاتلى داعش، خاصة وأنهم يحتجزون العشرات من الدبلوماسيين الأتراك من قنصليتهم فى الموصل ويمكن أن يقتلوهم، بينما يحاول الأتراك إقناع الأمريكيين بأن تلك الذخائر ربما سرقت، أو غنمها مقاتلو داعش من مناطق سيطروا عليها فى سوريا.
وكان عدد من القادة الأمنيين الأتراك حذروا أردوغان، رئيس الوزراء وقتها، من خطر دعم تركيا للمتشددين والمتطرفين فى سوريا بالسلاح وبالسماح بمرور المتطوعين عبر أراضيها، لكن أردوغان تجاهل ذلك، وأقال أغلب تلك القيادات بعد ذلك.
فيما أشارت صحيفة زمان، إلى أن القيادة التركية التى كانت تعول على سقوط النظام السورى بسرعة، فتوسعت فى دعم أطياف المعارضة السورية، وهى قلقة الآن من استمرار نظام بشار الأسد.
كما نقلت قناة تلفزيونية تركية مشاهد يظهر فيها قطار محمل بالعتاد العسكري، من بينها الدبابات، والأسلحة التي قيل إنها مرسلة إلى تنظيم الدولة الإسلامية، تنفيذاً لتعهد الحكومة التركية في إطلاق سراح 49 دبلوماسياً كان التنظيم أطلق سراحهم منذ بضعة أيام، وبحسب الفيديو، الذي نقله موقع “24” الإماراتي، فإن القطار المحمل بالعتاد العسكري متجه إلى منطقة التل الأبيض، حيث يخوض التنظيم معارك طاحنة ضد الأكراد في شمال سوريا.
كان تنظيم الدولة الإسلامية خطف 49 دبلوماسياً تركياً من الموصل في يونيو الماضي، في حين أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عملية التحرير تمت لقاء صفقة دبلوماسية سياسية، مؤكداً أنه لم يدفع أي مبلغ مالي مقابل الإفراج عنهم.
كما أظهرت لقطات تم عرضها على الإنترنت قيام عناصر تابعة لتنظيم الدولة اللا-إسلامية بالدخول إلى الأراضي التركية بحماية الشرطة المتواجدة على الحدود على بعد بعض الامتار عنهم.
ومن خلال التمعن بمقاطع الفيديو المنشورة التي تم تصويرها من مسافة بعيدة نسبياً عن الحدود، يظهر في بادئ الأمر 4 عناصر لتنظيم داعش وهم يدخلون إلى الأراضي التركية عبر المعابر غير الرسمية، تلك المخصصة بالغالب للحيوانات على طول سكة الحديد الممتدة على الحدود السورية – التركية، ويوضح ناشر مقاطع الفيديو أن تلك المشاهد تم تصويرها عند نقطة سوروك التركية وكوباني (عين العرب) السورية ظهر اليوم، مؤكداً أنها ليست المرة الأولى التي يعبر فيها عناصر من التنظيم الحدود، وحاول عناصر التنظيم، كما بدا في الفيديو، الوصول إلى تلة زوراوا التركية تحت أنظار القوات المسلحة التركية.
وفي الوقت الذي تندد فيه تركيا بعمليات داعش الإرهابية في سوريا والعراق، تعمل من الباطن لصالح التنظيم، وكشفت معلومات جديدة نشرتها إحدي الصحف التركية، أن أنقرة هي أول من مول زعيم داعش أبو بكر البغدادي، واستضافته لديها قبيل بدء انطلاق جماعته.
وكشف كاتب رأي تركي “رأفت بالي”، عن معلومات حصل عليها من مصادر إيرانية تؤكد استضافة تركيا لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام “داعش” أبو بكر البغدادي، والتبرع له بمبالغ كبيرة من المال عام 2008 قبل تأسيس التنظيم.
وأوضحت صحيفة إدينلك ديلي التركية، أن بالي متخصص في الصحافة الاستقصائية، وأنه استطاع التوصل لهذه المعلومات خلال زيارته لإيران في السادس والعشرين من يونيو الماضي، وأكدت له مصادر غير رسمية بإيران أن تركيا استضافت البغدادي عام 2008 لفترة، وأن أحد رجال الأعمال الأتراك تبرع له بمبلغ 150 ألف دولار.
وقالت المصادر الإيرانية: “إن البغدادي دخل تركيا بصورة قانونية، متنكرًا في شخصية صحفي، ولكن السلطات التركية كانت تعلم بدخوله”.
وأكدت أن الشخص الذي تبرع للبغدادي بالأموال رجل مشهور جدا، كما أنه رئيس لإحدى المنظمات الخيرية هناك، ولكن بالي رفض ذكر الاسم لعدم قدرته على التأكد من المعلومة.
وكشفت الصحيفة عن استمرار عمل وحدات حزب العدالة والتنمية التركي السرية بسوريا، لمساعدة داعش، حتى بعد التطورات الأخيرة في الوضع العراقي.
وأكدت الصحيفة أن حزب أردوغان لم يبذل أي خطوات لمنع أو تقييد حرية تحركات التنظيم الإرهابي من خلال الحدود السورية التركية، كما أنها حصلت على معلومات مفادها إعطاء حزب العدالة والتنمية أوامر للضباط المحللين بتوفير كل وسائل الراحة لأتباع داعش حتى بعد اختطافهم لمجموعة من الأتراك أثناء سيطرتهم على الموصل.
وقالت المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة: “إن داعش تعبر بكل سهولة بين المحافظات التركية الحدودية مع سوريا”، فيما أوضحت المصادر الأمنية التي تحدثت لديلي، أن داعش تجري الكثير من عملياتها بالمحافظات التركية الحدودية مع سوريا، بينما تكون قوات الأمن التركية على علم بهذه العمليات دون أن تحرك ساكنًا.
وأضافت الصحيفة، أن: مطارات إسطنبول وغازي عنتاب وهاتاي، جميعها تعتبر نقط عبور مهمة للإرهابيين القادمين من الخارج، وأن الدولة كان يمكنها القبض على هؤلاء الإرهابيين إذا أرادت، من خلال الاطلاع على كاميرات الأمن بهذه المطارات.
وتأكيدًا لما توارد بالصحف التركية ذاتها من أنباء عن دعم تركيا لداعش، استطاعت الصحيفة التركية التحدث لأحد قادة داعش وبعض المسلحين بالتنظيم، بعد وصولهم للعاصمة أنقرة لتلقي العلاج بمستشفيات الحكومة هناك.
وأوضحت الصحيفة أن الشعب التركي أصيب بالصدمة بعد تصريح مسلحي «داعش» الذين وجهوا الشكر لحزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا، لتوفيرهم العلاج لهم في مستشفيات العاصمة أنقرة الحكومية، بعد إصابتهم باشتباكات مع الجيش العراقي بالموصل.
وكشفت الصحيفة عن تلقى زعيم إحدى خلايا «داعش» بسوريا، العلاج من مرض مزمن بالكلي بمستشفيات أنقرة الحكومية، والذي أكد بدوره للصحيفة أنه وزملاءه من مسلحي داعش تلقوا كثيرا من الدعم من حكومة حزب العدالة والتنمية التركي منذ بدء الأزمة السورية.
وكشف مقاتلو «داعش» الموجودون بأنقرة، للصحيفة عن عدد كبير من الصور التي اتخذوها خلال الاشتباكات بسوريا، مع بعض الصور لمدينة الموصل عقب سيطرتهم عليها، فيما أوضحت الصحيفة أن تواجد هؤلاء المسلحين القادمين من الموصل بتركيا الآن يثير قلق الكثيرين.
من جانبه، أدلى قائد داعش خلال لقائه بالصحيفة ببعض التصريحات، مفادها نية التنظيم إنشاء إمارة إسلامية من نهر دجلة العراقي إلى الأردن، بالإضافة لفلسطين ولبنان، كما أن الشريعة الإسلامية ستكون القانون الأساسي لهذه الدولة.[1]