ديار المصرية تكتب حلقات علاقة اردوغان مع داعش (1)
أردوغان الراعى والممول الرئيسى ل«#داعش# ».. وعملياته إمتدت إلى قلب أوروبا بهذا العنوان كتب الاعلامي المصري محمد هاني عبدالوهاب الحلقة الاولى من سلسلة حلقات عن علاقة الدولة التركية بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام و دعمها لها في ارهابها ضد الشعب السوري و المنطقة في صحيفة ديار المصرية واسعة الانتشار . و نحن في موقع حزب الاتحاد الديمقراطي سنحاول متابعة جميع الحلقات و نشرها تباعا.
الحلقة الاولى
أردوغان الراعى والممول الرئيسى ل«داعش».. وعملياته إمتدت إلى قلب أوروبا
محمد هانى عبد الوهاب
حزمة من الضوء على العلاقة الوثيقة بين أنقرة وتنظيم «داعش» والجماعات الإرهابية حيث لم تأت الإتهامات التى وجّهت إلى تركيا، وتحديدا لحكومة رجب طيب أردوغان، عندما كان رئيسا للحكومة وعندما أصبح رئيسا للدولة من فراغ، ولم يكن خفيّا، أن أنقرة فتحت منذ احتدام الصراع فى سوريا، أبوابها لمختلف المجموعات المعارضة المعتدلة والمتشدّدة.
ومع ظهور بوادر ضعف جماعة الإخوان المسلمين، كقوة معارضة، وفشلها فى تغيير مجرى الأحداث على غرار ما حدث فى مصر وتونس قبل حوالى أربع سنوات، قرّر رجب طيب أردوغان، الذى كان وقتها رئيسا للحكومة التركية ومأخوذا بحلم بسط النفوذ الإخوانى فى منطقة الشرق الأوسط، التوجّه إلى الجناح الدموى المتطرّف، الذى سيساعده على الثأر من العراقيين إلى جانب تحويل وجهة الصراع فى سوريا من ثورة سلمية لإسقاط النظام إلى حرب مسلّحة.
وهكذا، شرّعت أنقرة الحدود التركية السورية للمقاتلين الأجانب للتدفق إلى سوريا، ومنها إلى العراق لاحقا. سلّحت وموّلت وسهّلت تنقل الجهاديين عبر مناطقها الجنوبية المفتوحة على الشمال السورى ولم يعدّ هناك شكّ من أنه لولا تلك المساعدة، لما تمتّع تنظيم «داعش» بالقوة التى مكّنته من الاستيلاء على تلك المساحة الشاسعة بين سوريا والعراق.
وذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن الولايات المتحدة وحكومات أوروبية، حثّت تركيا على ضرورة إيقاف المقاتلين الذين يعبرون إلى سوريا، غير أن أنقرة لم تبد رغبة جدية في مواجهة الجهاديين، وظلّ مسؤولون فيها مصرّين على أنه “يصعب التفريق بين الحجّاج الآتين إلى تركيا وبين الجهاديين”.
حيث أكد أعضاء من البرلمان التركى أن الحكومة تدعم الجهاديين بتسهيل سفرهم عبر المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا.
الجدير بالذكر أن هذه الهيئة المعروفة اختصارا، ب(HHI)، هى منظمة خيرية إسلامية لها باع فى دعم الجماعات المتطرفة.
وقد تأسست هذه الجمعية الخيرية، التى تنشط فى 120 دولة، عام 1992 بغرض مساعدة المسلمين فى البوسنة، وقامت بأعمال إغاثة فى أماكن مختلفة من العالم.
هذه المنظمة قريبة من حزب رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان الذى ما يزال يمتنع عن تسمية داعش جماعة إرهابية، الأمر الذى يدفع إلى ترسيخ الظن بأن تكون هذه المنظمة هى صلة الوصل بين أردوغان والتنظيمات الإرهابية فى العراق وسوريا ومنها داعش.
ووفق تحقيق “فيليبس”، تربط بلال رجب طيب أردوغان علاقات متينة بالهيئة الإدارية للمنظّمة الخيرية، وهو كما يزعم يستخدم شبكة علاقات والده السياسية من أجل تأمين الدعم المالى للمنظمة.
وتقول بعض المراجع إن بلال عمل ضمن الهيئة الإدارية للمنظمة، لكن موقعها الحالى لا يدرج اسمه ضمن أعضاء مجلس الإدارة.
ووفقا وفقا لتقرير المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، فإن الميزانية السنوية لمؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية تبلغ 100 مليون دولار تصرف على عمليات ميدانية فى أكثر من 100 بلد بالتعاون مع شركات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين فى جميع أنحاء العالم.
أما تمويلات المؤسسة فتأتى من المساهمين الرئيسيين فى تمويل حزب العدالة والتنمية، الحاكم فى تركيا، الذين يضطرون لدعم المؤسسة الخيرية وإلا فإن أسماءهم ستحذف من قائمة المفضلين لدى الحزب وبالتالى يفقدون العقود الحكومية.
كما يصل التمويل من رعاة دوليين، وعلى صلة بتنظيم القاعدة وله علاقات وثيقة مع أردوغان، وفق ما جاء فى تقرير “ديفيد ل.فيليبس”، الذى يذكر أيضا يوسف القرضاوى وعبد المجيد الزندانى كأبرز داعمى المؤسسة التركية الخيرية التى حظرتها إسرائيل عام 2008 بسبب تورّطها في عمليات غسيل أموال من أجل تمويل حركة حماس.
وحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو تنويع التحالفات التركية فى الشرق الأوسط بالاعتماد على أجنحة الإخوان المسلمين فى جميع أنحاء المنطقة وعملائها مثل مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية ووصل الأمر إلى حد دعم التنظيمات الجهادية، على غرار ما يحصل مع تنظيم داعش، فى خطوة وصفها “فيليبس” بأنها نوع من التفكير الساذج، فتركيا تعتقدت أنه يمكنها السيطرة على داعش، ولكن كان أردوغان مخطئا.
ويؤكد خبراء أن غرور أردوغان و”حقده” جعلاه يعمل على دعم الجماعات الإرهابية، انتقاما من الولايات المتحدة وحلفائها ومن أوروبا التى رفضت انضمام تركيا إلى اتحادها، وانتقاما مزدوجا من دول المنطقة العربية، التى رفضت شعوبها تطبيق نموذج العدالة والتنمية عليها، وثارت ضدّ تنظيمات الإخوان المدعومة من الحزب الحاكم في تركيا، ناهيك عن الطموح التاريخي لأردوغان وأنصاره من “العثمانيين” الذين أرادوا غزو الشرق الأوسط من جديد ولكن على حصان الإخوان هذه المرّة، إلا أن اللجام انقطع بهم فتحوّلوا إلى تمويل الإرهاب.
ونشرت الجارديان مقالاً للبروفيسور والباحث الأمريكى “ديفيد جريبر” يرصد فيه ردود أفعال قادة الغرب، بعد مذبحة باريس، ويعلق على قرارات هؤلاء القادة بعد قمة مجموعة العشرين بتركيا.
ويطرح “جريبر” تساؤلاً حول مدى جدية قادة الغرب فى تصفية تنظيم داعش المسلح، ويشكك فى مصداقية تلك الجدية المزعومة وفقًا لرأيه، لما يراه من تقارب لهؤلاء القادة مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى يعتبره “جريبر”، وفقًا لدراساته السبب الأول لاستمرار تواجد تنظيم داعش المسلح.
ويقول “جريبر” إنه بمتابعة الأحداث الجارية بمنطقة الشرق الأوسط، وتركيا خلال الأعوام الأخيرة التى شهدت بزوغ نجم داعش، سيرى أن تركيا قدمت لداعش ما يبقيها متواجدة بالساحة، بل أيضًا ما يجعل أعمال ذلك التنظيم المتوحش تنتقل إلى أوروبا، وأحدث نتائجها كانت مذبحة باريس على سبيل المثال و التى أودت بحياة 129 مواطنًا فرنسيًا.
ويقول “جريبر” إن هزيمة داعش تقتضى مساعدة القوة العسكرية الوحيدة التى أحرزت انتصارات حاسمة ضد داعش، القوى الوحيدة التى تمثل تهديدًا حقيقيًا ضد داعش، وهو يعنى بذلك ميليشيات حماية الشعب الكردى بسوريا، وأشقائهم بمنظمة حزب العمل الكردستانى بتركيا.
تركيا هاجمت الأكراد وتجاهلت ضرب داعش
وأشار “جريبر” إلى أن تحركات تركيا عند إعلانها الحرب ضد داعش، لم تسبب أى ضرر للتنظيم المسلح، فقد ضربة تكاد تكون رمزية، لتصب جام غضبها على الأكراد، مانعة إياهم من تلقى الإمداد عبر حدوده، بل إن جل غارات طائراتها استهدفت مواقع كردية فقط، دون توجيه أى ضربة حقيقة لمقار تنظيم داعش بسوريا.
ويبدى “جريبر” عن تعجبه من مقابلة قادة الغرب مع رجب طيب أردوغان وتجاذب أطراف الحديث الودى معه، فى حين أن سياساته هى من سهلت وصول داعش إلى أوروبا.
و تطرق “جريبر” إلى الحيلة السياسية التى أجراها “أردوغان” لإعادة الانتخابات البرلمانية، بعد فوز حزب الشعوب الديمقراطى الموالى للأكراد بمقاعد لم تسمح لحزب أردوغان “العدالة والتنمية”، باكتساح يتيح للرئيس التركى تمرير تعديلات دستورية توفر له سلطات على نطاق أوسع كرئيس للجمهورية التركية.
ويقول “جريبر” إن الأكراد حولوا سياساتهم التى أدرجتهم فى فترة التسعينات على قوائم التنظيمات الإرهابية، فهم يبدون استعدادًا كبيرًا لتبنى رؤية ديمقراطية بتركيا، بل ابتعدوا عن خطاب الانفصال، وتعتبر أيديولوجيتهم التى من ضمن بنودها احترام حقوق المرأة، على النقيض من رؤية داعش الرجعية، رغم ذلك فقد قرر أردوغان استهداف الأكراد بدلاً من مطاردة التنظيم الذى يمزق منطقة الشرق الأوسط.
أدلة تثبت تورط تركيا فى دعم داعش
كما أشار “جريبر” فى مقاله إلى قائمة أدلة جمعها معهد دراسات حقوق الإنسان بجامعة “كولمبيا” بالولايات المتحدة تثبت مساعدة تركيا لكل من تنظيمى داعش وجبهة النصرة.
ويستمر “جريبر” فى عرض أرائه التى ترى فى استهداف أردوغان للأكراد، الذين أعلنوا تمردهم مرة أخرى بعد ملاحظة تعرض ناشطيهم لعمليات تفجيرية إرهابية، أكبر خدمة لتنظيم داعش المسلح، وخطوة لحزبه تمكنه من تحقيق الأغلبية بالبرلمان التركى.
فى نهاية المقال أكد “جريبر” أنه إذا طبقت تركيا نفس السياسات التى تستخدمها مع الأكراد، من غلق للحدود، وشنًا للغارات الجوية، ضد تنظيم داعش، سنشهد نهاية التنظيم خلال فترة قصيرة.
معتبرًا. قطر احتضنت الجيش الإلكترونى لداعش كما كشف تقرير لدويتش فيله الألمانى أن قطر أكبر حاضنة لحسابات تغرد لصالح “داعش” فى العالم العربى والإسلامى، وأظهر تحليل حسابات التويتر باللغة العربية أن كل ثانية تغريدة كانت تحمل خبرًا داعمًا ومؤيدًا لتنظيم “الدولة الإسلامية”.[1]