الحالة الكردية السورية صراع الإعلام والأعلام
مصطفى عبدو
مع تصاعد وتيرة الأزمة واستمرار المقاومة البطولية من قبل قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة، وعلى مختلف جبهات القتال على الأرض السورية، وتصديها لكافة أشكال الإرهاب. في ظل هذه المستجدات والتطورات يظهر مشروع الفيدرالية كبارقة أمل أكثر إلحاحاً وضرورة والذي لابد أن يجري العمل عليه أكثر فأكثر، كونه يعمل على تحقيق إرادة الشعب ويعمل على إحباط كل المخططات والرد على التحديات التي تجابه المنطقة عامة. في مشروع الفيدرالية تلتقي إرادة مكونات الشعب السوري ويتعزز الإيمان بأن النصر لابد أنه آت، محمولاً برايات الشهداء والمقاومين المدافعين عن حياض الوطن وأهله.
سنحاول اليوم مجددا التمهيد لهذا المشروع الذي نسجت خيوطه بالدم والتضحيات بين المثلث النضالي المقاوم جيش سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية الشعب، ووحدات حماية المرأة، وأن التقاء هذه القوى تجسد العلاقة الوطنية على الأرض بمصداقية وروح ثورية ومعنويات عالية وصولاً إلى صنع مستقبل لسوريا الموحدةيضمن الكرامة والإنسانية والعيش المشترك لكافة مكوناتها.
ولكن هناك الحاقدون والمتآمرون ممن لا تعجبهم انتصارات قوات الحماية الشعبية وقوات سوريا الديموقراطية وهي تتصدى للارهاب العالمي المقيت، فانبرى العملاء منهم بالوكالة للوقوف بوجه تطلعات الشعب السوري ومكوناته، وخير شاهد على ذلك ما قاموا به مؤخرا حيث فجروا الأوضاع في الحسكة الصامدة بعد تحرير منبج مباشرة، في عملية مفضوحة تثبت أنهم لا يفرطون بصنيعتهم من الدواعش، وانكشف امرهم والمتحالفين معهم متمثلين في الحلف الثلاثي غير المقدس، تركيا الاردوغانية، وإيران الملالي، والنظام السوري الذين لم تستهويهم اندحارات صنيعتهم من الدواعش وغيرهم. فبادروا وبحالة جنونية إلى قصف مراكزا الأسايش والمدنيين الآمنين بعنف وضراوة، انتقاماً لما مني بها صنيعتهم الدواعش، لكن هيهات أن يفلح مجرم في الوقوف في وجه الإنسانية والعدالة، وسيندحر حلف الإرهاب مهما استعملوا من طائرات ودبابات وأسلحة فتاكة، لأن المستقبل للشعوب ولا مكان للمجرمين في الشرق الأوسط بعد اليوم.
إلى جانب هذا وذاك، فقد وصل الأمر ببعضهم إلى حد الوقاحة فعلاً، ولم يبق أمامهم إلا(بق البحصة) ويعلنوا عن علاقاتهم المشبوهة مع العدو الأول للكرد وهو(أردوغان)، بعد أن غضوا الطرف عن كل الإهانات التي وجهها هذا العضو أو ذاك من الائتلاف السوري المعارض إلى الشعب الكردي، ووصل بهم الأمر أحياناً إلى حد الاستهزاء بالكرد، وكان أملنا كبيراً بأن يستقيم هذا الاعوجاج في سلوكهم وأن يعودوا إلى رشدهم وإلى الوفاء لدماء الشهداء، فماذا كانت النتيجة؟ كانت مزيداً من الألم والمرارة وخيبة الأمل، فهؤلاء ازدادوا تعنتاً وعنجهية حتى وصل بهم الأمر إلى تخوين كل من يحارب الإرهاب والاستهزاء بدماء الشهداء، فهم بذلك يلغمون كل الطرق والمعابر المؤدية إلى الحوار. لقد وصلوا إلى حالة من التمزق وعدم القدرة على الفعل وفقدان الإرادة السياسية، وهذا ما جعلهم عاجزين عن فعل أي شيء إلا التمادي في الكلام والجعجعة.
أما بالنسبة للمواطن الكردي فإنه يجد نفسه في حيرة ويأس رغم إيمانه العميق بقواه العسكرية وبمشاريعه وبمستقبله، فهو يقف اليوم حائراً متسائلاً ماالذي يمنع الأخوة من الإمساك بزمام المبادرة أو التعبير عن آمال وأحلام المواطن الكردي بنهج موحد؟ ماالذي يمنع الأحزاب السياسية الكردية أن تكون تجسيداً لإرادة مواطنيها وليست تجسيداً لإرادة مصالحها؟. ماالذي يجعل بعض الأحزاب والتيارات تسير في الاتجاه المعاكس لآمال وتطلعات المواطنين؟.
إن المواطن الكردي لم يعد يعجبه الحال ولا ترضيه الأحوال، وهو يسأل بمرارة: هل تمتلك بعض الأحزاب السياسية الكردية الإرادة السياسية والقدرة على اتخاذ القرار أم أن تلك وذاك مرهونان لدى الغير؟.[1]