تحرير منبج هو الطريق لبناء سوريا فيدرالية
إن ما نلاحظه من بعض الإخوة الذين يعارضون سياسة حزب الاتحاد الديمقراطي “PYD” إنهم وبالمطلق _عل العمياني، كما يقال_ ضد الحزب ومشاريعه وخطواته السياسية والعسكرية وكمثال عن ذلك فإننا سوف نورد قضية تحرير منبج من أعنف جماعة إرهابية ونقصد “داعش” حيث وعندما توجهت قوات سوريا الديمقراطية مع قوات مجلس مبنيج العسكري لتحرير المدينة، رأينا أصوات هؤلاء تتعالى وهم يقولون؛ “إنكم تضحون بأبناء الشعب الكوردي في سبيل مناطق غير كوردية”، بل قال البعض بأنهم؛ أي حزب الاتحاد الديمقراطي، إنهم “يؤججون لصراع كوردي عربي” .. واليوم وعندما أعلنت الإدارة الذاتية بأن؛ قريباً سيتم إنتخاب هيئة مدنية _مجلس الإدارة الذاتية للمدينة_ عادت تلك الأصوات لتقول؛ “وهل ضحيتم بأبنائنا من أجل تسليم المدينة للآخرين ويقصدون العرب”.
بكل تأكيد إن الخطاب السابق وإن دل على شيء فهو يدل على خطاب حاقد مأزوم بإتجاه طرف سياسي آخر، كون لا يعقل أن تطالب بالشيء ونقيضه في الوقت ذاته حيث نعلم جميعاً، بأن الإخوة في الإدارة الذاتية وحركة المجتمع الديمقراطي، لهم مشروعهم السياسي في سوريا فيدرالية ديمقراطية والتي تؤسس لقضية أخوة الشعوب في المنطقة بحسب أيديولجيتهم الفكرية، كما أن لهم إلتزاماتهم العسكرية مع قوى التحالف الدولي في تحرير تلك المناطق من “داعش” والتي تصب أخيراً لصالح كل القوى الوطنية والديمقراطية، بل وفي مقدمتهم لصالح المشروع الكوردي أيضاً وبأن تصبح المناطق الشمالية والشمالية الغربية إقليماً فيدرالياً ضمن سوريا فيدرالية ديمقراطية وبالتالي لا بد من تحرير تلك المناطق وربط كل من كانتوني عفرين وكوباني لتشكيل جغرافية الإقليم الفيدرالي.
وهكذا فإن قضية تحرير منبج وباقي المناطق الواقعة بين عفرين وكوباني لا بد منه لإنجاز المشروع الفيدرالي ل”روج آفاي” كوردستان، ولكون خصوصية هذه المناطق والتداخل الإثني الأقوامي حيث العرب والكورد والتركمان والجراكس، فإن أي إقصاء لمكون ما سوف يعتبر إحتلالاً من قبل ذاك الطرف ولذلك لا بد من مشاركة الجميع وتسليم تلك البلدات والمدن لإدارة مدنية منتخبة، لكن أن تقول بأن لك مشروع ديقمراطي لسوريا وتطالب بالفيدرالية لإقليم كوردستاني ملحق بالدولة السورية وبنفس الوقت ترفض تحرير تلك المناطق، فبقناعتي إن مقولاتك فيها الكثير من ال”إنّ”، بل وتأتي وبعد تحرير المدينة لتتهم حزب الاتحاد الديمقراطي والقوات الكوردية؛ بأنها قوات تحت الطلب، كونها ستشكل مجلس لإدارة المدينة وأنت تعتبر نفسك وحزبك ومجلسك جزء من إئتلاف وطني سوري، فأعتقد إنك تمارس خطاباً حاقداً وليس تحليلاً سياسياً عقلانياً.
حيث لا يعقل أن تقول؛ إنك صاحب مشروع فيدرالي لإقليم كوردستان (سوريا) وترفض أن تكون هناك جغرافية لتلك الفيدرالية التي تطالب بها والتي لن تكتمل بدون تحرير تلك المناطق، كما لا يمكن أن تكون جزءً من الثورة والمشروع الوطني وأن ترفض مشاركة الآخرين في إدارة المناطق التي تشكل خليطاً أقوامياً إثنياً بحيث يشكك بمصداقية وجودك كطرف سياسي داخل قوى وإئتلافات وطنية تعمل وتطالب _نظرياً على الأقل_ بوطن مشترك حر ديمقراطي لكل السوريين.. وأخيراً نأمل من كل القيادات السياسية والنخب الثقافية؛ أن لا تندفع إلى خطاب شعبوي حيث شوارعنا لا تحتاج للمزيد من الإحتقانات والأزمات الداخلية.[1]