ال PYD من روح التجدد والأفكار الصائبة الى ملامسة ضمائر الشعوب
لبرين فارس
منذ بداية الصراع في سوريا فُتِحت الأبواب أمام الألاف من المخلوقات الغريبة والعجيبة والتي تهافتت وتكالبت من كل أصقاع الأرض على منبع الحضارة، وكأننا أمام فلمٍ سينمائي من الخيال العلمي الجاهلي وحروب الفضاء التكفيري الهوليودي، ما حدث ويحدث يمثل حقيقة أمراً ما وليس خيالًاً علمياً, أشكال قد برع الخالق في أظهارها بهذا القبح تقتات على الدم و تتصف بكل ما هو مُنافٍ للأخلاق الإنسانية, هذا ليس في قصص الأولين, هنا تل حاصل،كوباني ،شنكال شيخ مقصود،الرقة, حرب كونية تشهدها سوريا كما سماها أحد المغامرين في هذا الفضاء.
هنا حلب مركز للعديد من الحضارات في داخلها وما حولها يتواجد أكثر من 200 فصيل وتحت مسميات لاحصر لها ” أبابيل – خراسان-أجناد-الفاتح-القعقاع –السياف –المجلجل – الشيشاني-العبسي الانغوشي-الأوستي-……. –أنصارالدين –انصارالصحابة انصارالخلافة………..-أحباب الرسول –أحباب غوانتاناموا وكابل وقندهار – أشباح الفلوجة-جيوش المجاهدين والأنصاروالمهاجرين والسابقون واللاحقون – فجرالاسلام-أستقم كما أُمرت- جند الحرمين-لواء أمجاد الاسلام- لواء بدر – لواء عبس وحفص-لواء السلاطين العثمانيين والأوغوزيين والزنكي …….. –درع الأمة – درع الإسلام- درع الاتجاهات الأربع-درع.ال…. –أحفاد الفاتحين –أحفادعمر-احفاد السلاجقة أحفاد.ال……….. الخ ” هذا يعود بالإنسانية إلى عصور الغزوات والغنائم والسبايا وما ملكت أيمانكم، واقطع رأسه وعلقه من ذكوريته، اجلِدها ثمانين جلدة، إليك بها، بِكَم هذه الجارية، أو السبية، وهذا الغلام العبد و…….. صورٌلاتحصى لواقعٍ درامي تراجيدي وكوميدي, في عصر انتهى فيه أرسال الأنبياء وبلغ فيه الإنسان الفضاء والجزيئات اللامرئية، لكن من الغباء أن نتصور ونسوق لهذا النموذج الراهن كما يروج ،ويحاول قنوات اعلامية وجهات معينة، على أنه صنيع قوى عالمية أوانه نتاج سياسات معينة كالبطالة والقوانين الأوربية بحق المهاجرين من الشرق الإسلامي، أو سياسات الأنظمة في الشرق الأوسط والعالم العربي وعدم قدرتها على وضع سياسات ورؤى تحقق طموحات شعبها وخاصة الفئة العمرية الشابة.
أن ربط نمو الجماعات والتيارات الإرهابية بهذه الأمور فقط ليس دليلاً كافياً وسبباً وجيهاً ,فما عانه الكرد على مر تاريخهم من ظلم واضطهاد وتهميش وإبادة لم يوَلد لديهم روح التطرف ونزعة التكفير, وقطع رؤوس الآخرين وسبي نسائهم وأموالهم ,إيديولوجية وثقافة الغزو والسلب والنهب والقتل ليست وليدة اللحظة بالعودة الى تاريخ مناهج التكفيريين نجد ان الفكر التكفيري ناجم عن صراعٍ ديني ومذهبي المراد منه كان سياسياُ , فخاخ التكفيريين كانت تنصب لبعض الفقراء الجاهلين واللصوص والمجرمين وأصحاب النفوس الضعيفة التي لا تمتلك ثقافة مجتمعية غائرة في التاريخ، أشخاصٌ ليس لديهم أهداف وطموحات إنسانية لا يمتلكون الإرادة تائهون منبوذون في مجتمعاتهم، يسعون للانتقام من القيم الإنسانية، ينظرون إلى أنفسهم بأنهم كائنات منزلة لهم خصوصية ربانية، لكن السؤال من يستغل هذا الفكر ومن يستخدمه؟ تدعيش المجتمع سياسة خُطِط لها ويراد بها خنق العقل ورشف دماء كل حر يحمل قيم ومبادئ إنسانية. الفكرالتطرفي أيديولوجية يميل للعنف ويحمل في داخله نزعات وأعراض نفسية لا تمت بصلة للإنسان العاقل الذي اكتشف واخترع وطور وجوده على هذا الكون عبر ألاف السنين .
بالمختصر داعش تكثيف للفكرالاقصائي والعنفي، أستغل من قبل بعض الأطراف الداعمة له واستثماره كورقة ضغط وممارسة سياسة معينة ولاتختلف عقيدة التنظيمات الإرهابية عن عقيدة العديد من الأنظمة التي تحكم من خلال سياسات ” من ليس معنا فهو ضدنا “.هذه الأيديولوجية الغوغائية العابرة للقارات والتي نمت بنمو الفكر الأخواني والتي يديرها النظام التركي والقطري حالياً واللذان يحاولان تقديم هذا التنظيم كحالة دينية وسياسية، ويشرعنان لوجوده وقد وضعا كل الإمكانات في سبيل ذلك ،تركيا التي جعلت من أراضيها حاضنة اقتصادية وفكرية وتعبويه لهذا الفكر السلفي الإرهابي منذ عهد العثمانيين وإلى اليوم. حيث يحاول فيها النظام الحاكم تثبيت دعائم ديكتاتوريته عبر تشكيل جماعات داعشية الفكر والمنبع تسيطر على كافة نواحي الحياة فيها، وما الانقلاب الفاشل الذي حدث إلا ذريعة وفرصة سانحة لأردوغان ونظامه ومن يدور في فلكه لتنفيذ مشروعه على غرار مشروع صاحبه غولن ولكن بشكل علني .
لم يعد خافياً على أحد دعم قطر وتركيا وأنظمة أخرى للأرهاب مادياً ومعنوياً حتى أنهما شاركتا عسكرياً لمساندة الإرهاب، ثورات الربيع العربي انقلبت بين ليلة وضحاها إلى ربيع التنظيمات الإرهابية وعكست دماراً وخراب على شعوبها، ما ورثته هذه الشعوب من أنظمتها كانت الصراعات والتناقضات لذا كان من السهل على أصحاب دابق وفكر الأعماق التغلغل بسلاسة إلى عمق هذه الشعوب.
وانطلاقاً من هذه التشاركية في العقيدة بين الإرهاب وتلك الأنظمة، في كل يوم ترتكب هذه التنظيمات الإرهابية والانظمة الحاكمة الكثير من الجرائم بحق الإنسانية في كل أنحاء الأرض.
جميع التنظيمات المنضوية تحت هذه الأيديولوجية تضمها بوتقة واحدة وتحمل ذات الثقافة، لذا هل سيكون بمقدور العقول العربية والغير عربية المتمدنة أن تتخلص من هذا الفكر عبر طرحها لمفاهيم التمدن والليبرالية والدمقرطة؟ وأن تلعب دورها في هذا الصراع أم أن ما ورثُته مازال جاثماً في أعماقهم.
نواقيس بداية النهاية لاستئصال هذا الفكر الإرهابي قد بدأ من شمال سوريا، وستنتهي بتحرير دابق وستسقط أحلام طواغيتها أمام أقدام الثوار وحاملي لواء التحرير.[1]