أزمة الثقة الكردية العربية زرعها النظام وتُنميها المعارضة
ابراهيم ابراهيم
سقطت الامبراطورية العثمانية الاولى في سواد التاريخ تحت أقدام أطفال شعوب الشرق و ركنتْ نائمة تحت صخب أسرة سلاطينها و حريمهم , و يتجدد اليوم الحلم لدى الساقطين في التاريخ من ابناء الحريم العثماني بإعادة السلطنة الساقطة.
رجب طيب أردوغان ذاك الطفل الذي جاء وسط الخبايا السوداء للخلافة المنتظرة … يخوض الخليفة الصغير ابن حريم السلطنة معاركه على كافة جبهات العالم عبر البوابة الكردية المنفردة غير مدرك أن عصمت اينونو النائب الكردي في معاهدة لوزان 1921 قد سقط معه نائما أبديا تحت أقدام عبدالله اوجلان سبحانه مغير الاحوال , غير مدرك أن جواره الكردي من الرجال الناقصة رحلوا من الذاكرة الكردية أيضا و غابوا منذ أن لبسوا عباءة العشيرة , الحاضرة فقط في قصر سلطنته .
إن حلم أردوغان في معركته الخاسرة و الخبيثة و الغبية بإقامة منطقة عازلة محظورة الطيران في شمال سوريا بخدعة حماية اللاجئين السوريين و حدوده الجنوبية علنا و احتلال سورية على الاقل الجزء الشمالي منها و محاولة ايقاظ روحه من الكابوس الكردي القادم و الذي يضجع أسرّة حريمه في قصره لن يستطيع “الحلم” تحقيقه و كل ما يقوم به من مناورات و رسائل عبر جيشه الانكشاري السوري الاسلامي العروبي و البعض التركماني هو دليل عجزه فهو يريد التصعيد و إفتعال الازمات و تعميق الفتنة بين مكونات الشعب السوري عامة و مكونات روج آفا – شمال سوريا خاصىة كما و يبدو من خلال تخبطه الواضح أنه أدرك أن لا منطقة آمنة في شمال سورية و خاصة بعد تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست:
يوم أمس الجمعة #26-08-2016# حين قال في مؤتمره الصحفي الاسبوعي أن “الإدارة الأمريكية لا تدرس مسألة إقامة منطقة حظر طيران في سوريا” حيث جاء ذلك ردا على إعلان الدولة التركية عن نيتها إنشاء مناطق آمنة خاصة بإيواء النازحين في محيط مدينة جرابلس السورية هذا من جانب و من الجانب الآخر يبدو أن الاحساس بانتهاء معركة حلب لصالح النظام البعثي السوري كما يبدو. أما الجانب الآخر و الاهم هو الامتداد الافقي لمشروع الادارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا – شمال سورية و النظام الفيدرالي الاتحادي الذي سيعلن عنه قريبا بعد توافق جميع مكونات روج آفا.
إن الخطابات المخادعة للسلطان العثماني الوليد اردوغان و الذي جاء مشوه الفكر و الخَلق نتيجة العملية القيصرية لولادته و حزبه كانت تركزعلى اقامة منطقة آمنة شمال سوريا لتوطين اللاجئين الهاربين من بطش كتائبه الارهابية ، و محاربة إرهاب الدولة الاسلامية “داعش” لكن الحقائق التي تراها العالم أن الوليد العثماني الجديد يريد أن يتمدد أكثر في محيط سلطنته و يضع كل شعوب المنطقة تحت عبائته التركية العثمانية و كبح أية توجهات و قيم العدالة و الحرية .
إن أردوغان هو الخائن الاول للثورة السورية التي دفع فيها الشعب السوري أكثر من 400000 الف شهيد و دمار سورية الشبه كامل ثمنا لها, فكان هو السبب للنزوح الاول للشعب السوري و التي كانت بدايتها من جسر الشغور في يوم #12-06-2012# في مؤامرة غبية كانت غايته الضغط على النظام السوري عبر الراي العام العالمي لكنه فشل و توعد و وعد بمحاسبة بشار الاسد و وصفه باقذر الصفات و أن يومه قريب و سيرحل لا محالة و أكثر من ذلك كان يحدد مواعيد رحيله سقوطه و محاكمته …. و اليوم يمضي خمس سنوات على كلام أردوغان و بشار الاسد باق و بقوة أكثر من الذي كان عليها قبل سنوات. بل و بلغت بأردوغان وعنصريته و حقده الكبير على الشعب الكردي و تجربته الديمقراطية في #غرب كردستان# روج آفا إلى قبول بشار الاسد رئيسا لمرحلة انتقالية بعد أن كان يرفضه و أصبحت حكومته و مخابراته تلتقي سراً و علنا مع نظام بشار الاسد , و ركع أمام القيصر الروسي ركعة العبودية و صرف مئات الملايين من الدولارات على مجموعات إرهابية كل ذلك من أجل القضاء على التجربة الكردية في روج آفا التي يشارك فيها جميع مكونات غربي كردستان – شمال سورية في أجواء تسودها العدالة و الامن و السلم .
إن غباء السلطان و السلطنة يكمن في أنه لازال يحكم بعقليته العثمانية و اللوزانية على الشعب الكردي و حركته التحررية الكردية في غربي كردستان بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD, الغباء هو أنه لم يقرأ و لا يستطيع قراءة المعادلات الجديدة التي أظهرتها وحدات حماية الشعب و المرأة YPG و YPJ و بعدها قوات سورية الديمقراطية بمقاومتها لثاني أكبر قوة عسكرية في حلف الناتو”تركية” عبر ما كانت تدفع لمحاربتها من كتائب إرهابية تتمثل في تنظيم الدولة الاسلامية و فتح الشام “جبهة النصرة” و كتائب أخرى مما تسمى بالمعتدلة من الجيش السوري الاسلا مي الجهادي الحر, لم يدرك أردوغان أن مكونات سورية تحررت من الدائرة المغلقة التي رسمها النظام السوري له و بدأ يظهر في جميع ساحات العالم ليوصل صوت الحقيقة الحرة للعالم..!!! نسي أردوغان أن قرار التخلي أو تمسك مراكز القرار الدولي بالشعب الكردي و مساعدته خرج من أقبية تلك المراكز و باتت شعوب تلك الدول هي الاقرب إلى الشعب الكردي و أن بإمكان هذه الشعوب أن تحدد و تقرر سياسات دولها تجاه الشعب الكردي و أتجاه أردوغان نفسه كما يحصل اليوم حيث باتت أمريكا و جميع دول العالم تفقد ثقتها بالدولة التركية و تدعم بالمقابل الادارة الذاتية الديمقراطية, مما خلق حالة جنون مضافاً إلى غبائه ليخاطر بتدخله مع مرتزقة و كتائب تابعة للائتلاف الوطني السوري إلى مدينة جرابلس متحدين بذلك جميع القوانين الدولية الخاصة بسيادة الدول و شعوبها, ليتلقى اليوم أول فشل له مع جيش الثوار و مجلس جرابلس العسكري و كتائب شمس الشمال عندما تحدته و دمرت له دبابتين مع مقتل جميع من فيهما من عناصره.
تضاف هذه الخسائر التركية و الاهانات للسلطان العثماني إلى تلك التي مرت سابقا انتهاءً بكوباني و مرورا بمقاومة الشعب الكردي في عفرين البطلة للحصار الذي فرضه أردوغان مع أعوانه عليها منذ خمس سنوات و دعس ضباطه و عناصر جيشه في شوارع المدن التركية بعد مسرحية الانقلاب .. و هنا لا بد أن التاريخ و منطقه سيحددان و يطبقان قانونهما بأن السلطنة التي سقطت تحت أقدام الشعوب ستسقط مرة أخرى تحت أقدام مكونات روج آفا.[1]