وعي مكونات الحسكة أفشلت المؤامرة
وعي مكونات الحسكة أفشلت المؤامرة
ياسر خلف
إن ما شهدته مدينة #الحسكة# ولمدة ستة أيام من حرب ضروس لم تكن من قبيل المصادفة أو أنها كانت مجرد اشتباكات كما المرات التي سبقتها، لكنها كانت نتيجة لسياسات وتوافقات على مستوى إقليمي ودولي كان يراد بها ضرب ثورة روج آفا والنيل من مكتسباتها، فقد سعت الدول المحتلة لكردستان دائما إلى اللجوء إلى الاتفاق فيما بينها عندما كانت تستشعر بدنو الخطر من عروشها، ففوبيا القضية الكردية كانت ولا تزال القاسم المشترك لهذه الدول الاستبدادية القوموية رغم اختلافها في المواقف من الإحداث الجارية في المنطقة، لكنها كانت متفقة على محاربة الشعب الكردي وحركاته التحررية، فما شهدتها مدينة الحسكة كانت رغبة من نظام البعث وملالي إيران في مغازلة الطورانية التركية وتوجيه رسالة عرفان وجميل لتغير الأخيرة مواقفها واستدارتها 180 درجة تجاه بقاء الأسد ونظامه في سدة الحكم لمرحلة انتقالية مفتوحة الأمد، وطمأنتها بأن اتفاقية أضنة لا تزال سارية المفعول وما حدث في الحسكة ولاحقاً في جرابلس يأتي في إطار هذه الاتفاقية القديمة الجديدة. إن ما حصل داخل مدينة الحسكة وما سيحصل مستقبلاً من مقاومة ضد المؤامرات التي تحاك في الأقبية الاستخباراتية هي نتيجة حتمية لما ستخوضها شعوب المنطقة، وإن انتصار الحسكة ضد هذه المؤامرة هو نتيجة وعي هذه المكونات لما يحاك ضدها من مؤامرات وفهمها لواقع المتغيرات والمستجدات على الساحة الإقليمية والدولية، ورغبتها في إكمال ما بنته بدماء أبنائها في روج آفا والشمال السوري، وتبنيها لإرادتها الحرة التي تكللت في الإدارة الذاتية ولاحقا الفيدرالية الديمقراطية، فالانتصار في الحسكة لم يكن انتصار أو تحرير عسكري فحسب بل كان انتصاراً ثقافياً حضارياً أنسانياً مبنياً على أسس فلسفية راسخة أجبرت النظام على الرضوخ والاستسلام لإرادتها في الحرية والعيش بكرامة وطرد مرتزقته الذين طالما راهن عليهم النظم البعثي لإطالة أمد سلطته تماما، كما يفعل اردوغان وأدواته من المرتزقة ,فانتصار الحسكة عكست الوجه الحضاري في نشر الثقافة الديمقراطية للأمة الديمقراطية التي تبنتها الإدارة الذاتية في روج آفا والتي تقوم على بناء الإنسان الواعي بقضايا مجتمعه، و بناء وصيانة البنى التحتية، والمحافظة على ممتلكات الشعب ومؤسساته المدنية بكافة دوائرها وتفعيلها لتكون هيكلية بنيوية ليس لسوريا فحسب بل لكامل الشرق الأوسط[1]