ج2 من معركة مرج دابق في كركميش
دانا جلال
بعد فشل مسرحية الانقلاب العسكري، ونجاح الانقلاب المضاد للسلطان اردوغان، بدأت مسرحية الدكتاتور الكوميدية في كركميش (جرابلس)، والتي شهدت معركة مرج دابق (#24-08-1516# ) بين العثمانيين والمماليك. المعركة انتهت باحتلال عثماني لدمشق والتي تشترك مع بغداد بان سقوطها يعني سقوط واحتلال بقية الدول العربية.
اختار اردوغان في مسرحيته الجديدة التاريخ ذاته (#24-08-2016# ) ليحتل #جرابلس# ب 10 دبابات و10 ساعات، وبدون اطلاق رصاصة واحدة.
جوار جرابلس المحكومة بموقعها الجغرافي وقدرها مع العثمانيين القدامى والجدد، تقع قرية تل العمارنه التي دخلت التاريخ، بعد ان حولت كوميديا وهزل اردوغان الى تراجيديا لجيشه المحتل إثر تلقيه ضربات موجعة على يد قوات مجلس منبج وجرابلس العسكريين وقوات سورية الديمقراطية.
الموافقة والضوء الخضر الاقليمي والدولي لعملية احتلال جرابلس كانت حاضرة، حيث اكد وزير الدفاع التركي فكري إيشيق 25 أغسطس في حديث لقناة “NTV” التركية “إن أنقرة أبلغت موسكو وواشنطن بخطة العملية التي يجريها “الجيش السوري الحر” بدعم من الجيش التركي، ثم أبلغت كذلك إيران، دون إجراء اتصالات مباشرة مع دمشق بهذا الخصوص”.
حديث وزير الدفاع التركي لا يؤكد موافقة اميركا وروسيا وايران للعملية التركية فحسب، بل ويتضمن اعترافاً صريحا بحوار تركي مع النظام السوري الذي لم يلغي بدوره اتفاقية اضنة (10-1998) والموجهة ضد كورد سوريا وحزب العمال الكوردستاني ويسمح بموجبه اجتياح انقرة للأراضي السورية لتعقيب المقاتلين الكورد.
نشهد توافقاً بين انقرة وطهران ودمشق باعتبار تنظيم داعش الارهابي، وخاصة بعد تلقيها ضربات موجعة عدو تكتيكي، وان الكورد وعلى وجه الخصوص حركتهم الثورية في شمال و#غرب كوردستان# يمثلون الخطر الاستراتيجي.
حوار اردوغان وتفاهماته مع الاسد يجري بوساطة ايرانية وروسية وهدفه بقاء نظام الاسد مقابل السماح لتركيا باحتلال الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا، واجهاض مشروع الادارة الذاتية الديمقراطية في شمال سوريا وغرب كوردستان.
تفاهمات تركيا مع محور (روسيا- ايران- سوريا) تَمَثَّل بإيعاز تركيا لداعشها بالانسحاب من جرابلس وتسليمها للعصابات المتطرفة في الجيش الحر مقابل ترك الجيش الحر لداريا وتسليمها لجيش النظام.
(بشار مقابل الكورد) هو عنوان التفاهم بين تركيا وسوريا وايران . تركيا تضمن راس بشار ونظامه من خلال انهاء الدور المناط بداعش ولاحقا بما يعرف بالجيش الحر، على ان تقوم ايران وسوريا وبموافقة روسية بتسليم راس الثورة الكوردية لأنقرة من خلال صمت روسي وتعاون دمشق وانقرة للقضاء على الادارة الذاتية الديمقراطية في غرب كوردستان والفيدرالية الديمقراطية في شمال سوريا وغرب كوردستان.
اميركا التي طالما اكدت بان وحدات حماية الشعب الكوردية هي الاكثر فعالية في محاربة وهزيمة داعش، وانها حليفة استراتيجية في الحرب ضد الارهاب، التزمت الصمت بعد الاحتلال التركي لشمال سوريا وذلك لإدخال اردوغان في حقل الالغام الكوردية ومعاقبته من خلال الكورد بعد دخوله الحلف (الروسي السوري التركي) واتهامه لواشنطن بدعمها للانقلاب العسكري.
انقرة وهي تحارب الان الشعب الكردي في شمال وغرب كردستان وعلى جبهة مفتوحة كالبركان، لا تدرك نتائج حماقة الاجتياح الاردوغاني وهذا ما سيتوضح لها عن قريب.[1]