إقليم كردستان تحت رحمة العصابات
مافيا الفساد تنهب #إقليم كردستان# وأمواله ومقدراته
سعيد هسام
عندما كان الحكم الدكتاتوري في العراق قائماً على كاهل الشعب من الطبيعي كان يطبق عليه مختلف قوانينه الاستبدادية من أجل نهب خيراته وقهر إرادته واخضاعه وازلاله. ولهذا كان نضال الشعب العراقي بعربه وكرده في سبيل الحرية مرتبطاً ارتباطاً جزرياً في سبيل الديمقراطية التي تفتح مجالاً لنشر الوعي السياسي والثقافي والاجتماعي, وتنظيم الجماهير الشعبية في المعركة التي خاضها هذا الشعب ضد الدكتاتورية واعوانه من السماسرة والمفسدين. وبعد الخلاص من الحكم الدكتاتوري واعوانه بدأ ينتشر في إقليم كردستان ثقافة جديدة وبمضمونه القديم, ومناخٌ جديدٌ وهو المناخ الذي يظهر فيها الذهنية الاقطاعية المهينة للإنسان, وتحطيم القيم الإنسانية والعدالة الاجتماعية وانتشار النهب والسلب في الإقليم, وظهرَ في الساحة ما يسمي بالعصابات البيروقراطية والاوليغارشية, وأخذ ينهب الشعب من خلال نفوذهم في السلطة ومؤسساتهم المحلية والدولية وشركاتهم الضخمة التي تستخدم أجهزة السلطة المحلية عن طريق الرشوة والفساد الإداري, لتحقيق سياسة النهب المشتركة والمتعاونة مع الجهات الخارجية التي تتعارض مع قيم المجتمع. في إقليم كردستان أصبح الفساد والنهب ظاهرة سياسية بامتياز, وارتبطت على مر السنين بالمنصب الإداري الحكومي والحزبي والعشائري على مختلف المستويات, وحتى أصبح الفساد والنهب ظاهرة طبيعية ولها شرعية بامتياز, وإن هذه الطبقة من الطفيليين والبيروقراطيين يعيشون على حساب الخزينة العامة للدولة وثرواتها الوطنية, والبعض منهم بنى امبراطوريته التجارية من خلال استغلال العلاقات والقرابة مع المسؤولين في الدولة, وتوظيف هذه العلاقات من أجل الحصول على الصفقات التجارية والقطاعات الخدمية والاتصلات والبنوك والإعلام والنفط ومشاريع البنى التحتية, وأيضاً توظيف تلك العلاقات (القرابة) لفتح المجال أمام الاستثمار الاجنبي معفي من الضريبة. وللموضوع بقية.[1]