الحرب وطفولة آلان الكوردي وعمران الحلبي
طفولة بائسة على طرق الهروب من الحروب
مناظر أطفال روژآﭪا وسوريا الذين يتعرضون لجميع انواع القصف وهدم البيوت فوق رؤوسهم بل ويتعرضون الى الحرب الكيمائية وقنابل النابالم وغيرها من الاسلحة المحرمة دوليا يتقطع لها القلوب وتترك آثارا نفسية سيئة جدا على كل الضمير العالمي وتؤدي الى اضطرابات نفسية لاهالي الاطفال بحيث ستنتج امراضا نفسية مزمنة لا يمكن التخلص منها طوال العمر.
البارحة اي بتاريخ #02-09-2016# م مرت سنة كاملة على فاجعة الطفل آلان الكوردي ال#كوباني# ذو الثلاث سنوات وبالكنزة الحمراء وهوغريق بسواحل جزر اليونان وكأنه ينام نوما أبديا ويسقط القناع عن الدول التي تدعي الديموقراطية وتقف متفرجا حيال ما يتعرض لها الاطفال في الحرب القاسية القذرة في سوريا، كان ذلك في بداية شهر ايلول من العام الماضي والآن وقبل عدة أيام وفي نهاية شهر آب بثت المحطات الفضائية ومعظم الجرائد والمجلات العالمية وفي كل القارات وبكل اللغات، بثت ونشرت صورة الطفل عمران الحلبي ذو الخمس سنوات عندما نجا من هجوم بالقنابل وأُنقذ من تحت الانقاض حيث تبين بأنه طفل قصير القامة ملوث بغبار الحرب والانقاض وينزف الدم منه دون أن يكون له اية ردة فعل طبيعية كالبكاء والالم والصراخ وكأنه يقول للعالم مذهولا انظروا الى حالتي وانني أقوى من قنابلكم.
عندما فتح عمران عينيه وولد في زمن عصيب لم ترى عينيه وباقي حواسه الاربعة سوى القتل وهدم البيوت والخراب واصوات القنابل وكل شيء يتعلق بالحرب في سوريا، والقنابل هدّمت دار والديه وقتلت أخوه وحرّقت أشقائه، عمران كان يقعد في عربة الاسعاف وأرجله قصيرة لا تصل الى الارض وكل جسمه مغبر تماما وهو يخال في نفسه بأنه استفاق من حلم مزعج وسط احتراق وجهه الذي تحول الى اللون الاسود ووسط تورم عينه اليسرى ووسط هذه الفاجعة التي تعرض لها لم يقم أحدا بأخذ عمران في الاحضان او العطف عليه او حتى التكلم معه لينسى فاجعته قليلا، مَن كان يعرف عمران سابقا لم يكن باستطاعته التعرف عليه بعد ما تعرض له، هكذا هي الحرب القاسية التي تؤدي الى عدم التعرف على الاطفال المعروفين سابقا.
الطقل الكوباني الغريق بسواحل جزر اليونان جعلت ميركل المستشارة الالمانية تركب التاريخ أو تكتب التاريخ بحيث انها فتحت باب اللجوء على مصراعيها للاجئين اعتبارا من #05-09-2015# م.
آلان وعمران تحولا الى ايقونتَين حول العالم وتدلان على الفشل العالمي الذريع لايجاد حل لمشكلة سوريا وتدلان على اللامستقبل لاطفال سوريا، وبات واضحا بأن القنابل المقذوفة واستخدام كل انواع الاسلحة وكل عويل وصراخ العالم لم تجلب شيئا للاطفال هناك.
العالم يرى بأم عينه الرصاص والقتل والقتل المضاد ووو … التي يتعرض لها الاطفال سواء أكان من الاسد اومن روسيا وغيرها من الدول كايران وأنصار الاسد من الدول المجاورة وغير المجاورة ومن القوى الظلامية وعلى رأسهم دولة الشر الالهية الداعشية، لقد دفع هذا الزخم العالمي لبث صورة عمران الى اعلان وزير الدفاع الروسي تبرئته من القصف هناك وأفاد بأن اتهام روسيا ما هي الا ( بربوغاندة اودعاية ضد روسيا)، وسط تجاهل العالم أصوات الحرب وآهات وتعذيب السجناء التي تصل الى اوروبا.
قامت الصحافة العالمية بكثير من الابداع الفني بنشر صورة الطفلين بأشكال مختلفة مثلا قامو بوضع صورة كبيرة لعمران وهو جالس بين بوتين وأوباما، وهناك ظهرت صورتي الطفلين معا وكُتب بالانكليزية تعليقا اسفل صورة آلان ( عندما تغادر ) اي سيحدث لك هكذا وستغرق، وكُتب تحت صورة عمران ( عندما تبقى ) اي هكذا ستكون حالتك.
هكذا احتفل العالم بخلود الطفلين وسط الحزن العميق والفاجعة الكبرى فشكرا لآلان وعمران الذين سلطا ضوءا قويا في الظلام الداكن ليرى العالم والمجتمع الدولي حقيقة ما يجري في سوريا، فكم آلانا وعمرانا نحتاج لهم لكي يتم وقف الحرب هناك وينعم الاطفال قبل الكبار بنعمة السلام؟!!
ولا أدري مَن هو أو من هي الضحية القادمة الذي او التي ستكون موضوعا لمقالتي القادمة وهذا ما لايتمناه احد!!
سيف دين عرفات – ألمانيا[1]