هل يمكن انقاذ اقليم كوردستان من محنته ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 5052 - #22-01-2016# - 11:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
الاخطاء التي كررتها السلطة الكوردستانية باحزابها المتنفذة و بالاخص الحزبين الديموقراطي الكوردستاني و الاتحاد الوطني، اوصلت الحال الى ما هي عليه من انغماسها في اعمق ازمة دون ان تتمكن من ايجاد منفذ في المدى البعيد ايضا، و هي نتيجة طبيعية لما اقدموا عليه دون دراسة و استدلال و استنتاج ما يحصل، و عدم الاعتبار لاي احتمال او اسوئه في طريقهم و هو المطلوب في حكومة رسيدة تخطو بعملية . لذلك نشروا في الارض فسادا من اجل مصالح شخصية حزبية لم يتضرر منه الا الشعب و خصوصا الطبقة الكادحة .
اما بعد ان اوقعوا الذات و الاخر في محنة العصر للاقليم، اليوم يعترفون بانهم وحيدون لا صديق و لا قريب لهم، علما انهم وضعوا كل بيضاتهم في سلة طرف واحد، و لم يتعضوا مما فعلته ايديهذا المحب! عند المحنة التي واجهها اقليم كوردستان عند مجيء داعش من جهة اخيرا و ما فعله مرارا من تدخله بشكل فاضح في شؤون الاقليم و اصر على الشقاق و التشتت فيه من جهة اخرى، و استمر الطرف المتنفذ للخنوع و الارتماء في حضنه دون خجل . اليوم ينادي الطرف الفاشل و ليس هناك من مجيب و يرى نفسه محصورا بين الازمات التي فرضه على نفسه و على الشعب، و المصيبة انه لا يعترف بانه هو السبب و يلح على خطواته الماسآوية من اجل الحفاظ على ماء وجهه المسكوب منذ مدة و هو لا يعلم، و ما حرق مقراته يوميا من قبل الشعب الا مدى غضب الناس منه و تقززهم لسياساته المشينة المعتمدة على افكار و توجهات سياسية اجتماعية ثقافية و اقتصادية ضيقة جداو يعتمد على التبعية لهذا و ذاك في مسار سياساته، و كانه يدير عشيرة لا اقليم و لا دولة التي يدعون بانهم على خطى بنائها او انبثاقها و هي غير اتية في القريب حتما نتيجة افعالهم .
السؤال هو هل هناك منفَذ او منقذ او خطة يمكن اتباعها لايجاد الحل المناسب لما نحن فيه ؟ للجواب عليه يجب ان نقول اننا ربما يمكن ان ندخل في خيال و نكون بعيدين عن الحقيقة اذا توقعنا بان حزب السلطة سوف يتغير بين ليلة و ضحاها كي يتبع ما يمكن ان يغير الحال . اي الاحتمال ضعيف لما يمكن ان يخرجنا من عنق الزجاجة، و هذا ليس لاستحالة حل المشكلة بقدر استحالة ارتكان حزب السلطة للحل دون ان يكون لصالحه قبل الشعب، و هذا هو اكبر معيق لما يمكن ان يجد احدنا الحل لما نحن فيه، و كل البحوث والدراسات لا تفيد ان كانت السلطة بهذه العقلية و المتنفذين بهذا التوجه و الاسلوب وهم يسيرون على ما ساروا عليه خلال العقدين و النيف، و ما ادخلوا الشعب في جحر الحية السامة دون ان يقلقوا على حياته او يتحضروا لما يحتمل ان يحدث و دون ان يكشفوا الجحر باية طريقة كانت .
اي نحن بحاجة ماسة الى ثورة العصر و بشكل يمكن ان يضر الشعب باقل نسبة، و هذا ايضا محال في حال وجود مثل هذه الاحزاب في السلطة . اي الهدف يجب ان يكون هذه الاحزاب اولا، و العمل على مسار يمكن ان نصل الى موقف يضمن لنا امكان ابعادهم من الموقع الذي احتلوه، و هذا ايضا بعيد لانهم يمتلكون القوة العسكرية و يستعملونها ببرودة الاعصاب داخليا دون ان يهز لهم جفن و كما نعلم من ما اقترفت ايايديهم من الاغتيالات للاصوات الخيرة في كوردستان . و في هذا الحال يفرض وجود خلايا عسكرية نفسه للدفاع عن النفس و لعدم الخضوع مع توعية القوة العسكرية الموجودة لاتباع الخيرين منهم و ابعادهم عن هذه الاحزاب الفاسدة، وفي هذا ايضا هناك يمكن ان يكون خلل نتيجة وجود موانع و اعاقة خارجية، و هو ما تعمل عليه امريكا و المصلحيين من دعمهم لهذه القوة التي تسيطر على الحكم في اقليم كوردستان نتيجة ضمان مصالحهم، و بما يستعملونها و يستغلون بها هذا الشعب و بهذه القوى الخارجية، من اجل استخدامهم كاجير في حروبهم في المنطقة لمصالحهم الاستراتيجية الخاصة . اي العملية تقع على عاتق الشعب بشكل مطلق و بوجود قوى خيرة و بهمة و عزيمة و ارادة قوية التي يفترض ان لا تلين امام هذه القوى الغاشمة الفاسدة .
اي الهدف هو ابعاد هؤلاء بابسط و اسهل وسيلة دون الاطالة التي تكون مضرة لعموم الشعب، و الاستناد على قوة الشعب في التغيير، و دراسة عدم استغلال ما يحصل من قبل المتربصين، و ان لا ندخل في متاهات، و يكون ذلك كله بدراسات دقيقة و علمية تضمن عدم الدخول في ازمات جديدة او عدم الغرق في المستنقع الموجود حاليا بشكل اكبر . و السؤال هو؛ هل وصلت الحال الى مستوى يمكن انبثاق مثل هذه القوة التي تتحمل التغيير بجميع الطرق ؟ سوف نرى الجواب خلال المدة القليلة المقبلة.[1]