لماذا يتحمل الشعب مغامرات القادة ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 5006 - #06-12-2015# - 00:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
ليس هناك شعب لم يتحمل مغامرات قواده او سلطته كيفما كان في مرحلة ما من تاريخ بلادهم، في الشرق كان او الغرب، و لكن هناك يمكن ان نحاسب لكل بلد ما مر و ماهو عليه بشكل نسبي لما تاذت من قبل قيادته و ليس من ظروف بلده بحيث لا يمكن مقارنته باخر ، نرى قيادات لم تفعل الا ما غصت بلدهم في امور لم يكن من الضروري الدخول فيها . لذلك نجد شعبا له امجاد و حضارة اكثر من غيره سواء في الشرق كان ام الغرب و احتفظ بايجابياته بينما الاخر فقد ما كان من الواجب ان يتمسك بها من اجل التقدم بما هو فيه .
اكثر الشعوب المتورطة بمغامرات قياداته هم في بلاد متخلفة او نامية او ليس لديها ما يمكن ان يدير بها امورها الخاصة، اما اكثر فقرا من جهة او مبتلون بثروات وقعت في ايدي خاطئة غامروا بها من اجل اهداف خاصة بهم على حساب الشعب من جهة اخرى . ليس هناك عدالة اجتماعية بشكل مطلق في اي بلد و لكن الدول الغربية المتقدمة، لا يمكن انكار ذلك من الجانب السياسي، او بالاحرى لا يمكن مقارنتها من حيث الدفاع عن مصالح و توفير ضرورات شعوبها مع ما لدى الدول الشرقية التي لم تلق الا الويل و الثبور من افعال المتسلطين عليهم .
الغرب مر بتجارب عصيبة و حصلت فيه من الاحتدامات الدموية او الحروب و لكنه انتقل الى مرحلة اخرى واستفاد من تجاربه و ما مر به، و لكن هناك في الشرق من الدول التي مرت بالتجارب التي مر بها الغرب من كافة النواحي ان احتسبنا للحضارات من التاثيرالمباشر الا انه لم ينتقل الى المرحلة التي وصلتها الغرب من اية ناحية كانت . بعدما فرضت الدول الغربية المؤسساتية و حكم القانوون في ادارة انفسهم، و اوصلوا الى حال لا يمكن في البلدان المتقدمة ان يتحملوا الحكم غير الرشيد، او سيطرة اصحاب النظرات الفردية الضيقة المهتمة بالمصالح الخاصة، و انما الشرق و هو يأ،ن تحت ثقل و افرزات افعال قادته بشكل خاص فاننا نجد ان شعوبه تتحمل ما يجري في بلدهم . فهل ينقصهم المعرفة والوعي و الشجاعة و الثقافة الا انه يتحاشى المغامرة التي تفرض تمردهم على الاجحاف و الاجحاد و الظلم، ام ان الشرق ابتلى كثيرا و يريد ان يغير ولو قليلا ما عليه الا انه لا يحرك ساكنا حتى في احلك الاوقات التي يمر فيها .
المصالح المتداخلة و الاساليب المخابراتية الجاسوسية و الترهيب و الترغيب من جهة، و ما فرضته التقاليد و العاادت التي من الصعوبة الخروج منها من جهة اخرى، فرضت الطاعة للظالم على حساب الذات في اكثر الاماكن ظلما و شراسة في الغدر بشعوبهم . للدين الاسلامي دور بارز في تحمل الظلم من خلال طاعة الولي و انتقل هذا حتى الى الدول العلمانية و ما تستعمله من الاساليب التي لا يمكن ان نفرقها مع الدول الاسلامية الملتزمة بشريعة الدين اكثر من غيرهم .
الظروف الذاتية للشعوب من ما يتسمون به من التربية العائلية المؤثرة عليهم من فرض الكبت وتحمل الصعاب و عدم الاعتراض و تقبل المشقات من اجل عدم الخوض في المشاكل التي يمكن ان تاتي من وراء اية خطوة تؤثر عليهم و على البلد و ان كانت نتيجته ايجابية، من الاسباب الرئيسية للانعزال و الانكفاء للجميع في ما يتطلبه الشعب الحيوي من عدم تقبل المسار الخاطي او التسلط الغادر . و عليه كلما تقدم الشعب كلما كان اوعى و اصبحت حيويته و نشاطاته العامة اكثر من الاخر الذي ينتشر فيه الجهل والامية من خلال كسله و سباته، و ان فرضت عليه المفاهيم العلمانية التقدمية فوقيا.[1]