لماذا هذا الموقف من اليساريين العروبيين تجاه كوردستان ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4997 - #26-11-2015#- 15:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ان كنت يساريا حقيقيا فلابد من انك توصلت الى عقلية انسانية يسارية طبقية لا تفرق بين العرق و الاخر و لا تهتم الا بمصلحة الطبقة العاملة الكادحة، و لا تسير بناءا على تربيتك العائلية او المناطقية او المدينية او الدينية او المذهبية على العكس من اليسار و كل ما يمت بصلة به، انك تسير وفق ما بينه لك العلماء الجهابذة من اليساريين من محتوى اليسارية و فلسفتها، وعلى هذا الجانب من النظر وا لتوجه الى الانسان كانسان، و ليس هناك اعلى و اغلى و اسمى من الانسان عندك . اما اذا كنت يساريا بالاسم و ربما في يوم من الايام تورطت كما تعتقد او تزحلقت الىحزب اوايديولوجيا تسميها يسارية، فهذا لا يمكن ان ننتقدك على مواقفك مهما كانت بذيئة او دونية . ان اليسارية الحقيقية تُبنى على الاسس الانسانية المتمثلة بالعدالة الاجتماعية وا لمساواة و النظرة والتعامل مع كافة المكونات بعين واحدة و الاخذ بنظر الاعتبار الطبقية من اي مكون كان، و ما يترسخ في عقليتك و ايمانك هو تكافؤ الفرص بين كافة ابناء الشعب الواحد بعيدا عن اي تمييز عرقي ديني مذهبي، و لن تلتزم بالتاريخ و ما امررت به خلال سنين عمرك الا و تتعامل مع الحياة من منظور الخدمة الانسانية التي لا يمكن ان تثبتها الا من خلال الصراع الطبقي و تساند الطبقة العاملة ان كانت في طور التكوين المتكامل و لم تشرك معها احد و هي ناضجة، و يمكن تميزها عن الاخرين من حيث السمات و الجوهر وليس قشريا، و الخلط الذي نراه اليوم في العراق من ما لا يمكن تميز الطبقات وفق السس العلمية. نسمع و نرى يوميا العديد من المواقف و الاراء المتناقضة مع ما سبق من السمات التي يحملها من يتميز يها وهو يساري حقيقي و من يعتبر نفسه يساريا تجاه اقليم كوردستان شعبا وامة و تاريخا، و لاعتب لنا على من ليس بيساري بما يلتزم بفكره وفلسفته المناقضة المخالفة مع اليسارية و ما تؤدكها لنا في هذا الجانب .
هل من المعقول ان تكون عروبيا اكثر من القوميين المتطرفين في قرائتك و نظرتك لما يجري في كوردستان، و لن ترى او تؤمن او تتمنى لها الا ان تكون خاضعة تابعة، و يجب ان يعترف شعبها بان ارضه ليست الا بقعة تابعة لعروبيته و ما تربى عليه من نعومة اظفاره، و هو يدعي اليسارية ظلما و بهتانا و غدرا باليسار قبل ان يغدرالكورد و كوردستا ن .
نرى من يتنفرز و يستفز من حتى كلمة كوردستان وكان ارضها ملك لاجداده التي لم يكونوا موجودين حتى في العراق ابان تاريخه المديد، و لم يتطرق يوما الى اصله وفصله، و ما كان عليه العراق او بلد ما بين النهرين ابان الحضارات السومرية والاكدية والاشورية وا لبابلية و الميزوبوتاميا. هل من المعقول ان تلصق التهم الباطلة و تزيف التاريخ و تعيد ما يحصل من المشاكل والقضايا المتشابكة الناتجة من الصراع الاقليمي و العالمي و الداخلي في العراق الى الكورد و لعبتهم و حيلهم، و كانهم قوة عظمى لهم ما يمرحون و يسرحون في افتعال الفتن . و ان كان الامر كذلك لماذا لم يبنوا دولة مستقلة لهم منذ تاريخهم المديد ايها اليساري العبقري .
ان هناك من اليساريين الانسانيين الذين يبنون مواقفهم بشكل علمي و يفرضون انفسهم و احترامهم و مواقفهم على الجميع، و ان انتقدوا خطوات و سياسات الكورد و اقليم كوردستان باية طريقة كانت، فيعتمدون على اسس علمية متينة غير حاقدين و لا مغرضين، و ان عاشوا وسط بيئة هؤلاء المزيفين من اليساريين القومجيين العروبيين واليسارية منهم براء .
هل من المعقول ان تدعي اليسارية و تطلب محاربة الكورد بعد كل التضحيات، لانهم هم المخربون في نظرتك لحد اليوم، و انهم استغلوا الواقع العراقي بعد السقوط لتحقيق مرامهم . فهل لهذا الموقف والراي اية صلة و لو بسيطة باليسار من قريب او بعيد . انهم عروبيون اقحموا انفسهم باليسار و يتكلموا باسمه غدرا و يريدون تشويه سمعة اليسار، و لابد من اليساريين انفسهم اتخاذ الموقف منهم و احراجهم امام الجميع .
اما لماذا يتخذون هذه المواقف، فانني اعتقد؛ انهم اما يدلون بتلك التصريحات و يتخذون من تلك المواقف بناءا على تبعيتهم السياسية خارج سرب اليسار و يتكلمون باسم اليسار، او ليسوا هم بيساريين و انما قوميين عروبيين متطرفين لا يعلمون ماهو اليسار و القومية او الطبقة و لم يفهموها لحد الان . او من يريد عن هذه الطريق تامين مصالحه الشخصية الضيقة من جهات تريد تشويه امر الكورد في بلادهم، او بالاحرى و هذا الاكثر توقعا انهم يريدون تشويه اليسار امام الكورد والعالم، و هم اما قوميون عروبيون كما قلنا او دينيون مذهبيون في الاساس .
ان الكورد يتفهم الغضب المشروع من المخلصين من اصدقائهم و المنصفين و يحسب لارائهم و مواقفهم، و اليسار الكوردستاني و العراقي الحقيقي على حد سواء لهم الحق ان ينتقدوا ما يقدم عليه قادة الكورد و ما هم فيه من الفساد و من الامور التي لا تمت بمصلحة الشعب و طبقته الكادحة بشيء، و يتفهم ايضا ما يتتعرض له كوردستان من الضغوطات، و لكن لا يمكن ان يسمح لاي كان ان يغدر بالشعب و الكادحين المعدمين باسم اليسار و هم في اساسهم عروبيون في افعالهم و عقليتهم و نظرتهم الى الشعب العراقي قبل الشعب الكوردستاني، و ليس لهم الا ان يعلنوا عن افكارهم و لكن ان يخفو انفسهم تحت عباية اليسارية و هم ليسوا بابعد من الفاشية الشوفينية من اليسارية في اقوالهم و مواقفهم، فليس لكوردستان و اليسار العراقي الا ان يعاملهم بالمثل، و كذلك من قبل كافة الخيرين العقلاء من الفئات كافة واليساريني العراقيين قبل غيرهم . و للاسف نرى هناك من يعتبر نفسه صنديدا عبقريا و منظرا يساريا و يدلي بدلوه في كل موقع و منتدى و ليس بما يدعي بحق و قريب مناليسارية بقدر ذرة، و هو المضلل المضر باليسارية اكثر من اصحاب الافكار الاخرى المتناقضة معها . و من المحير ان اكثريتهم يعتاشون من فُتات ما يُمنوا عليه بها في الدول الراسمالية، و هم ينتقدون من بعيد و لم يدخلوا العراق ما بعد السقوط الا للسياحة والسفر .
و اخيرا اقول هل من المعقول ان يفتخر اليساري بحركات مذهبية ارهابية لانها تقف ضد الكورد و تهددهم، ام انه اقل مما يُقال له ليس اليساري فقط و انما انه لم يفقه لحد اان من هم اليسار و ما الفلسفة اليسارية و كيف يمكن ان تكون وما هي الية تطبيقها . فانهم لا يسحقون ذكرهم بالاسماءو معروفون بمخالفتهم الواقع، و لكن على اليساريين قبل غيرهم ان يهملوهم و يذهبون هم قبل غيرهم الى مزبلة التاريخ و ليسوا بافضل ممن ذهب الى الجحيم من قبلهم كالبعثيين المتطرفين العروبيين الذي تكلموا باسم الاشتركية في حينه و الاشتراكية وا لماركسية منهم براء.[1]