لقد لطخوا التجربة الكوردستانية من اجل مصالح ضيقة
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4984 - #13-11-2015# - 12:05
المحور: القضية الكردية
عد معاناة طويلة، تنفس الشعب الكوردي في اقليم كوردستان الصعداء لمدة قصيرة جدا مقارنة بما مر به من الويلات و الحروب و التعديات حصلت عليه و الاجحاف في حقوقه المشروعة طوال تاريخه، و منذ انتفاضة اذار عام 1991 و بالاخص بعد سقوط الدكتاتورية عام 2003 . الا ان القيادة الغشيمة و بعد الصراعات المريرة خلال الثورات و ما بعدها في المدن، عادت الى عادتها القديمة من ضييق النظرة و الرؤى الى القضية الرئيسية و جعلتها في خبر كان .
احتذى الكثيرون بتجربة كوردستان و اعلنوها مثالا راقيا في ظروف شرقية، و لشعب ليست له تجارب سابقة من الحكم و السلطة، ورغم ذلك اصبحت ديموقراطيته محل الذكر و المثال رغم النواقص التي شابتها طوال السنين السابقة، و اكتملت الديموقراطية بشكل كبير بعد انبثاق المعارضة و ازدياد دورها المقيٌم و المراقب لعمل السلطة التي سيطر عليها الحزبان منذ الانتفاضة و لحد الانتخابات التي ابرزت حركة التغيير عام 2009 كحزب منافس بقوة، و اتخذت موقعا مصححا من خلال المعارضة التي كانت تنقص السلطة الكوردستانية و كما مشت عرجاء طوال الاعوام السابقة مما خسرت التجربة الكوردستانية من الوقت كثيرا، لحينما وصلنا الى احتدام الصراع و عدم تقبل العقلية التي تدير الاقليم لما يجري من المسار الصحيح، نتيجة مصالح ضيقة لهذه القوة المحافظة المتنفذة غير المؤمنة بالديموقراطية وهي تحمل اسم الديموقراطية في كيانها شكلا، و كل ما سارت عليه من قبل، كانت نتيجة وجودها في السلطة، وكما اكتشفت اخيرا انها لم تفكر يوما بانها يجب ان ترضخ للامر الواقع، و تؤمن بالديموقراطية الحقيقية و بالياتها المعتبرة و من ضمنها تداول السلطة، الا انها تعتبر ذلك من غير المحسوب عندها، و كما بينت اخيرا من الخطوات اللاقانونية غير المتوقعة ازاء من يعترضها في عدم السماح لها في خرق اهم اسس الديموقراطية و هو احترام القانون و فرض التداول السلمي للسلطة و احترام التغييرات التي تفرض نفسها على مسار السياسة وبناء سكتها الصحيحة . بعدما اكتشف مدى ايمان هذه الجهة بالديموقراطية،و بعدما اقدمت على خطوات حزبية لاقانونية، لم تحدث من قبل حتى من قبل اعتى الدكتاتوريات، و بامر حزبي صادر من مكتبه السياسي، بل ان الدكتاتوريات تلجا الى حيل شرعية و تفرض ما تريد عن طريق القانون المطاطي الذي تتخذه و تُخضع الجهات لتوجهاتها . اليوم اتخذ الحزب الديموقراطي الكوردستاني من الخطوات لم يخسر نفسه كحزب و تاريخ يمكن ان يفتخر به فقط و انما لطخ التجربة الديموقراطية و الحكم و السلطة الديموقراطية التي اعجبت بها الجهات الاقليمية العديدة و اصبحت مضرب الامثال لدى المنطقة، و حتى السياح الزائرين من عموم الناس وصفوها بالتجربة النادرة بعد طول المعاناة، و دعمتها قوى خارجية عديدة و احترمتها البلدان المتقدمة و اعتقدت انها ستكون مثالا يتحذى به الاخرون مستقبلا . الا ان السيد مسعود البرزاني و حزبه لم يفكروا بكل ما كان، و ضربوا ما كان موقع الفخر للجميع عرض الحائط لمصالحهم الشخصية، و عندما وصلت الحال الى ما مس حزبه و الموضوع الى كرسيه، فاهمل كل شيء يمس الديموقراطية كمفهوم و جهور حقيق لها، و لم يتجنب ما يمكن ان يحصل و يلطخ بخطواته التجربة بشكل عام، و يكون هو وحزبه و تاريخه الذي يفتخر به ليل نهار محل تساؤل لدى المخلصين لكوردستان و تاريخه .
كيف يمكن و اين يكمن الحل اذا لاعادة ما احرقته التوجهات الشخصية غير المهتمة بالمصالح العامة، و يمكن ان نعتقد بانه الاعتماد على التعامل الصحيح مع الواقع، بحيث يمكن تجنب الاسوأ، لان من يقدم على مثل هذه الخطوات يمكن ان يتعمق في تهوره و يتقدم و يطول في تطاوله و يضر اكثر بالشعب . و عليه يمكن و من الواجب ان يتعامل الجميع معه وفق ما يفكر به و بمستوى تفكيره و اخلاصه و عقليته، و بعدما كشف ما كان يخفيه من العقلية التي يؤمن بها ما يحكم بواسكتها الاقليم، و لايهمه ما يفيد او يضر التجربة الكوردستانية .
اي، اما تركه ليحكم بلاقانونيته لمدة معينة، او لحين تنفض كوردستان من المشكلة الاكبر وهو التخلص من شرور داعش وهو ما غطى الاخطاء التي ارتكبها البارزاني و حزبه خلال السنتين الماضيتين من حهة . و من جهة ثانية بالامكان التعامل مع هذه العقلية بتروي و بنفس العقلية العشائرية كما يؤمن بها البارزاني لتحين فرصة ملائمة تحكم الاكثرية و تتجسد الديموقراطية رغما عنهم، و الا التعنت يزيد الطين بلة مع امثال هذه العقليات المتجمدة و الشخصيات الجاحدة المجحفة بحق الشعب .
لا يمكن التعامل مع الخطوات الخاطئة التي بدرت من الجهة الكوردستانية المتنفذة بمثلها، لانها ستعقد الامر اكثر و تعرقل التواصل و تحدث الانشراخ و الانشقاق في صفوف المجتمع قبل الاحزاب . و عليه لا يمكن ان تبقى هذه العقليات سائرة المفعول الى النهائية، و لكن بالتعامل العقلاني العلمي السليم بما يمكن ان تؤخذ الظروف العامة للشعب الكوردستاني و مستوى ثقافته و وعيه و مدى تاييده لهذا الحزب و ذاك بنظر الاعتبار . الا انه لا يمكن تناسي الامر و تركه كي لا يحس المخطيء بانه لازال محل النقد و لا يمكن ان يمر ما اقم عليه مرور الكرام . و اهم الاعمال و الخطوات التي من الواجب و الضرورة اتخاذها هو توحيد مواقف القوى الاخرى و تعاونهم و عدم تفرقهم لمصالح حزبية و شخصية ضيقة من اجل مصير الشعب الكوردستاني .
و عليه، يمكن ان يضحي الشعب بكل شيء الا تجربته من اجل حلقة متنفذة فاسدة لا ترى الا خطوة واحدة امامه في المسيرة الطويلة التي فرضت الظروف بقاء قيادة الاقليم من قبل هؤلاء . و بالامكان التعقل و التعامل الصحيح مع المشكلة و الزمة التي تعقدت اكثر من قبل الاخرين، ان يحدد من الاضرار التي لحقت بالتجربة الكوردستانية، و يمكن ان نخفف من الاثار المدمرة التي الحقت بنا جراء ما لطخته هذه الجهة المبتذلة لتجربة اقليم كوردستان.[1]