لماذا اُغلقت ابواب الاصلاح السياسي نهائيا في اقليم كوردستان ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4981 - #10-11-2015# - 08:34
المحور: القضية الكردية
الاصلاح عملية طويلة تفرضها التغييرات و ما تفرز منها، و تستلزم وجود عوامل عديدة دافعة لها و لابد من توفيرها للتعامل معها بشكل صحيح و ملائم كي تنتج مع ما يفرضه الواقع من المتطلبات الرئيسية للتغييرات المتتالية بعدها على كل المستويات، دون اعاقة مصطنعة كانت ام طبيعية . اي بمعنى اخر، ان الظروف الموضوعية و الذاتية هي التي تحدد مصير التغييرات التي تفرض الاصلاح و من ثم تحدث بعدها ايضا من اجل تجسيدها على ارضيتها المهيئة من قبل، بعد توفر عواملها المطلوبة .
كيف يتم الاصلاح السياسي بشكل صحيح و مقنع و من يقوم به ؟
1- ان تكون السلطة او الواجب عليه ان تتعامل مع المتغيرات و اجراء اللازم و تتقبل الاصلاح وان تكون مؤمنة به بقناعة و عقلية واسعة مستوعبة لما يستجد و ان كان ضد مصلحتها او مصلحة الاحزاب و القيادات المتنفذة .
2- لابد من وجود ارادة الاصلاح و الالية التي تكون ملائمة لاجراءه في المكان و الزمان الملائمين للعملية .
3- وجود المصداقية و الاعتبار للمصالح العليا من الشروط الضرورية الملحة لعملية الاصلاح ونجاحها .
4- تحديد دور كل الاطراف الحكومة و الاحزاب و المؤسسات التي من الواجب اداء ادوارها و هي التي تقع عليها الواجب الاول لعملية الاصلاح و اكثر من الاخرين .
5- توافق الجميع على اهمية العملية في ظل انعدام النية السيئة و التضليل الذي يمكن ان يتبعه ممن يضر الاصلاح به و بحزبه .
6- تحتاج العملية الى سياسة عصرية، و الحداثة في العقلية من الضرورات من اجل الاصلاح و التنقل الى مرحلة اخرى .
7- الحرية و الديموقراطية و احترام القانون و العقلية التقدمية بحيث لا تلتزم بما هو مبتذل و منتهي الصلاحية .
و من ثم تاتي الخطوات العملية الواقعية لعملية الاصلاح المتعددة الجوانب؛ الرئيسية التي تتفرع منها اجزاء و فروع واجب التعامل معها، مع المعطيات و التداعيات التي تفرض نفسها، عدا ما يمكن ان ينتظره صاحب الشان من المعوقات التي يمكن ان تبرز امامه . و بما ان الاصلاح يمكن ان يضر الفاسدين، فلابد ان تتوقع العاملين عليه العراقيل التي يمكن ان يضعها هؤلاء امام العملية من الاحزاب و الشخصيات والقيادات و المتنفذين و التنبؤ بها من اجل معالجتها .
اننا بعد تقييم لما نحن فيه، لم نجد نسبة معينة من تلك العوامل المطلوبة لعملية الاصلاح في كوردستان، و عليه، رغم المطالبات من النخبة و القيادت الواعية و نسبة معينة من السياسيين المعتبرين للمصالح العليا اكثر من المصالح الذاتية، لم نجد الارضية المناسبة، ونعيش في واقع لم تتوفر فيه الدوافع السليمة المخلصة المبنية على مصلحة الشعب للاقدام على عملية الاصلاح في كوردستان الان، و رغم التشدد و الاصرار على اجرائه منذ مدة، الا انه اصطدم بالخلافات الكبيرة بين جهات السلطة، و اغلقت ابوابها عليه، وهو الان في واقع يحتضر او في انفاسه الاخيرة او مات بعد الخطوات التي اقدم عليها الحزب الديموقراطي الكوردستاني في تعامله مع قضية انتخابات رئيس الاقليم و النظام السياسي في اقليم كوردستان.[1]