دور المثقفين المستقلين في حل ازمة اقليم كوردستان
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4976 - #05-11-2015# - 20:32
المحور: المجتمع المدني
يتصرف المثقف الكوردي في هذه الاونة بحذر كبير و يتردد في سلوكه و بيان ارائه، و هو يدلي بتصريحات بخوف كي لايقع في خطا ما و يُنظر اليه و كانه تابع لاحد الجهات المحتدمة في اقليم كوردستان، ومنذ تعقر الازمة الكوردستانية في عمق الوحل نتيجة تعنت السلطة و الخلافات التي نشبت بين اطرافها، و لم نجد من منقذ ينقذ اقليم كوردستان من حاله كي يجد ضالته في هذه المرحلة . المعلوم عن المثقف المستقل المخلص لشعبه و قضيته هو بيان موقفه و رايه الخاص في القضايا اليومية و منها السياسية، و يجب ان تكون ارائه للصالح العام و ليس لجانب على حساب الاخر . و عليه عندما يكون المثقف واعيا لما يدلي بتصريحات كي لا تُفسر خطئا، و يحسب للوعي العام و عاطفة المتطرفين و الموالين اهذا كان و ذاك، و من ثم متجنبا لما يضر بقضية الشعب، فهو خير من الف سياسي لا يهمه في كلامه الا ما يقع لصالح ما يؤمن به و يكون دائما الى جانب ما ينتمي اليه،و هو فاقد للحيادية حتما . فالجميع على اعتقاد ان تحركات و اصرار المثقفين المستقلين على ايجاد الحلول هو الباب الذي يمكن ان تمر من خلاله الحلول كي يجد الاقليم الطريق الى الاقتراب من الخروج من الوحل بسلام بنسبة مقنعة للجميع، و لكن هل من يؤمن بالقوة و الخشونة و التفرد و فرض القانون الغاب و عدم الاكتراث باي شيء و عدم الحذر من ما يؤدي الى لطخ سمعة الاقليم و هو يصارع باسلوب تخلفي، يقبل براي و موقف و نظرة المثقف مهما كان مفيدا او يقع للصالح العام . فهل العلمية ممكنة التفاعل بشكل سلمي و من خلال تحركات و افعال و مواقف المثقفين بما يتناسب مع واقع الحال و الازمة، ام لا حل الا بفرض ما يجبر الجهات على قبول الحل المطروح، و باي اسلوب و الية كانت ؟
و باعتقادي واجب المثقف المستقل العمل على :
1- تقييم الوضع كما هو و بيان الحال بشفافية و دون خوف و تحديد المسببات في ايصال اقليم كوردستان الى ما نحن فيه من امر ربما لو طال سنلعن حظنا جميعا لما لا تحمد عقباه، اي المراد هو تقييم مستقل دون تاثير ايديولوجي حزبي و بيانه للراي العام، و من ثم اشراك اكبر عدد ممكن من المثقفين غير المحسوبين على احد و المعتمدين على عدم الانحياز و السمعة الطيبة اجتماعيا، لكي تكون نتاجاتهم معتبرة من قبل الجميع و يكون لهم دور كبير في اقناع الجهات باي شكل كان .
2- التعبير عن مواقفهم بصوت عالي دون خوف و استخدام كافة الاليات و الوسائل من الاجتماعات وا لندوات و الكونفراسات و المناقشات الحرة و البرامج التلفزيونية المعتبرة و بيان الراي السديد في وقته لحل الازمة .
3- عدم غض الطرف عن اخطاء ونواقص الاطراف كافة و انتقادهم بشكل مباشر و تحديد المسؤلية بنسب الاخطاء المرتكبة من قبلهم و اعلانها على الملا و اجبارهم على تقبل كل النتائج و التوجهات المفروضة العمل وفقها .
4- تفعيل كافة الاليات الممكنة و المطروحة امامهم و التوجه نحو المؤسسات الاعلامية والمنظمات المدنية الداخلية، و عند الامكان الخارجية المعلومة عن اخلاصها لاقليم كوردستان، و الموجودين في غير دول الاقليم، لتوضيح الامر و تقييم الحال من اجل الارشاد و ابراز الدلائل لكل امر و كيفية الوصول الى نقاط الالتقاء للابتعاد عن شؤم الحرب الداخلية البعيدة الاحتمال .
5- الاصرار على اعتماد القانون في ازاحة اي امر لا قانوني و هو ما يوجه السياسة نحو واحة السلام و الحل المقنع اينما كانت القضايا و منها المصيرية لعدم انفلات الامر اكثر من ما موجود .
6- ايجاد طريقة لفرض الحل الملائم على كافة الجهات بطرق مناسبة و باقتناع الجميع .
7- الالحاح على اخذ السلام و الامن الشعبي كهدف عام، و من الواجب عدم المساس بهما مهما تعمقت الخلافات، و وضع حد للاحتكاكات و منع التراشقات و التلاسنات التي لا تؤدي الا الى الاسوا دائما .
8- ان كانت الديموقراطية و الشفافية على لسان الاحزاب ليل نهار، فيجب اتخاذها كالية و طريقة لايجاد الحلول لما نحن فيه من الازمة المعقدة و ليس الاستناد عليها نظريا و نفعل العكس على ارض الواقع .
هنا يمكن ان نجد وسيلة و طريق مناسب يمكن ان يقتنع به الجميع او فرضه كيفما كان، و بما يجمع به و عليه المثقفون المعتبرون، من اجل بروز الراي العام و التوجه الجمعي و اجبار المخالف على قبول الاصح مهما كان تعنته . انتقاد السلطة و الجهات التي حكمت و كل حسب خطاه و نسبة اشتراكه في ايصال الحال على ما هي عليه، لايجاد طريق مشترك قبل فوات الاوان والا بعكسه سوف تتعمق و تتعقد القضية اكثر، فعلى المثقف المستقل الواجبات التي يفرضها الوعي و الثقافة المسؤلة، كي يكون لهم الدور الحاسم للوصول الى منفذ الخروج من المازق السياسي العام في اقليم كوردستان.[1]