هل غيرت امريكا ما نوته سابقا في المنطقة ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4973 - #02-11-2015# - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
صرح اشتون كارتر عن نية امريكا التعامل مع اهداف على الارض في العراق و سوريا بقوات برية محدودة حسب الطلب، اي بمعنى تدخل امريكا بريا هو على العكس مما اصرت عليه من قبل بانها لن تتدخل و لن تعود بقواتها الى المنطقة و اعتبرها استراتيجية اوباما المرسومة لسحب القوات الامريكية من العراق نهائيا .
بعدما تدخلت روسيا بقوة و بشكل مباشر بعد تردد طويل، تيقنت امريكا بان روسيا تفعل ما تبعد به الشر عن باب بيتها، و انها استهلت مرحلة جديدة من التوجهات الخارجية و التغييرات المباشرة من العلاقات الدبلوماسية التي استهلتها روسيا، و كما تدعي انها استغلت انسحاب امريكا من هذه المنطقة الحساسة لظروف او وعود قطعها اوباما على نفسه اثناء الترويج للانتخابات الرئاسية ليس الا، و الا فان بقاء امريكا في هذه المنطقة بقوة كافية و ثقل اكبر كان ضرورة ملحة لمخططاتها و سياساتها و استراتيجيتها البعيدة المدى، بعد تلكؤ تركيا في الاستجابة لما نوت عليه امريكا من استخدام قاعدة انحرليك لتسهيل مهمتها في المنطقة و عدم تجاوبها في امور عسكرية اخرى .
اليوم نرى بوادر تغييرات جذرية في موقف امريكا و تريد بها جس النبض الداخلي لبلادها حول موضوع اتخذت القرار بشانها وا ليوم تريد التراجع عنها من جهة، و ان تطمئن حلفائها بانها لن تستغنى عنهم مهما ازدادت قوة و شوكة روسيا في المنطقة، و بالتالي تريد ان تبدد الخوف بعد تمدد ايران سياسيا مستندا على التغييرات التي طرات من جهة اخرى .
الاتفاقية النووية الامريكية الايرانية فرضت امورا على البلدين يمكن ان يراوغوا كثيرا من اجل تسيير قافلة سياساتهم الخارجية و ما تتطلبه تفصيلات علاقاتهم مع دول المنطقة و كطرفين لمحورين رئيسيين .
ما اعلنه كارتر هو مهمة جديدة و تراجع واضح و صريح لكل ما اعلنه اوباما من قبل و ما اجبره على ذلك قبل اي شيء اخر هو سلوك روسيا اولا و ما تطلبته الاوضاع ما بعد اتفاقية امريكا ايران و التغييرات التي فرضت نفسها في سوريا و العراق و اليمن و دور التنظيمات التابعة في مجريات ما تسير عليه المنطقة و عدم التوافق الايراني الخليجي الايراني حول ما كان من المتوقع ان تبادر اليه ايران من اجل طمانتهم في هواجس كانت تراودهم حول ما بعد الاتفاقية ثانيا، و استمرار ايران لسياساتها المعلومة عنها في المنطقة كاحد اهم عوامل بقائها قوية امام قوة و ثقل الدول الخليجية و ما تملك و تفعل تزيد من الامور تعقديا .
من التصرفات العلنية و ما تتسرب من الاخبار عن العمليات السرية الامريكية اجبرت المسؤلين الامريكيين على تغيير اسلوبهم بعدما كانت امريكا مضطرة على اخفاء كثير من الامور عن حتى الكونغرس و لم تقم باعلان ما تفعله الا مضطرا، كما فعلت في علمية حويجة لانها تكبدت خسائر روحية وجرحى اضافة الى ازدياد تحركاتها في اقليم كوردستان في الاونة الاخيرة، و ما تنويه امريكا من استغلال الاقليم كقاعدة و ان كانت غير رسمية و هي ما تجبرها على ابقائها سرا لتحين الفرصة المؤاتية لعمل الاجراءات اللازمة لاعلانها سواء في امريكا او على نطاق المنطقة . اي اخذت امريكا احتياطاتها المطلوبة لفرض علو امرها في وقت تدخلت روسيا و ارادت سحب البساط من تحت ارجلها و ان نوت ان تعيد زمن الحرب الباردة الى المنطقة . هذه هي امريكا و امورها السرية التي تخفيها عن ابناء شعبها و هي تتشدق بالشفافية و الديموقراطية و تخدع العالم بها . و انها تعادي الاخرين ان خالفوا الامر بينما هي سائرة على نهج تدعي عدم ملائمتها للعصر . انها شيطان حقا و لابد ان تعلم من يتعامل معها ما الواجب المفروض لاقدام عليه للمحافظة على النفس و البلد منها . و انها لم تتقدم خطوة ان لم تعرف بانها ستستفيد منها مقدار الف خطوة الاخرين، وفي نفس الوقت تخطا كثيرا في هذه المنطقة، لانها لا تعلم دقائق الامور الاجتماعية الثقافية الموجودة مهما ادعت غير ذلك، و انها تصطدم كثيرا بما لم تفكر فيه و يبرز امامها و يشكل عائقا امام سياساتها و كما واجهها اثناء اسقاط الدكتاتور العراقي في العراق و المنطقة فيما بعد . اذا ، امريكا على خطى تغيير استراتيجيتها من جديد بعدما رات و صدمت من الخطوة الجريئة لبوتين في المنطقة مما خربط عليها المعادلات و هي تعمل لحد اليوم على استيعاب هذه المستجدات بهدوء و دبلوماسية وتفضل ان تخرج منها بسلام . و عليه يمكن ان نعتقد بان امريكا غيرت من ما نوته من قبل و لم تحسب لخطوات الاخرين كما حدث و تقدم بوتين كبطل في هذه الطريق و تريد هي ايضا الاستجابة لما استجد في المنطقة و لكن بدقة في الحساب من اجل الحفاظ على ابنائها من الاذى.
[1]