القضية الكوردية عقدة ام حق مغبون ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4968 - #27-10-2015#7 - 14:12
المحور: القضية الكردية
اليوم، نرى حقا ان الانامل تكسر بعضها في جسد الكورد انفسهم بعد طول الثورات ضد المحتلين و التضحيات الجسام التي قدمت، و قد غدر بهم الكثيرون من الذين سرقوا حقوقهم و من شارك في الغبن الذي الحق بهم سواء من قبل المتنفذين الكبار في ايام انبثاق دول المنطقة و توزيع الكورد عليها او من اعتلى على السلطات التي تجسدت في هذه البلدان فيما بعد .
نسمع من الكثيرين المجحفين و الجاحدين ايضا اوصافا غير لائقة باصل المسالة الكوردية و النابعة من عمق تفكيرهم و نظرتهم الى الانسان قبل اي فلسفة و فكر و عقيدة يعتنقون او اية سياسة متبعة من قبلهم في اي بلد كانوا في هذه المنطقة او العالم اجمع، وان استثنينا المصالح من الدوافع التي تقف وراء مواقفهم و نظرتهم الى القضية .
تعقدت القضية الكوردية، هذا صحيح، طالت الثورات و قدمت تضحيات غزيرة دون اية نتيجة، هذا ايضا صحيح، و لكن من المستعجب ان تستمر النظرة الجمعية لنسبة كبيرة من اكثرية شعوب المنطقة، قبل النخبة و السياسيين، على ان القضية الكوردية امر داخلي لتلك البلدان و هي عقدة و ليست بحق مغبون كما هو اصل المسالة، و هذا لا يمكن اعتبارها نابع من المصالح المتبادلة بين الدول الكثيرة التي لها قواسم مشتركة مع البعض لما تؤدي الى المواقف المتشابهة الثابتة تقريبا منذ البدايات هذه القضية و في هذا الشان الفريد في العالم الذي لا يمكن مقارنته بقضايا اخرى، لانه صادر من قبل الشعوب . الكورد شعب يُدارون من قبل سلطات مركزية غير واثقة بهم و هم كذلك على الشعور ذاته و لهم هدف و غاية لا تتحقق الا على الضد من مصالح هؤلاء الجاثمين على صدورهم من مراكز تلك البلدان، كما يعتقدون، و لا ينجح الكورد في تحقيق اهم اهدافهم الا برضى و اتفاق و تعاونهم مع مراكز تلك البلدان، و المشكلة العويصة بان هذه البلدان لم تصل الى الديموقراطية و المحافظة على الحقوق و الواجبات المتساوية بين ابناء الوطن الواحد بالتساوي المطلوب، و لم تصل الى العقلية الانسانية التي يمكن ان تفرض العدالة و تعطى الحقوق لاصحابها، لذا، و لحد اليوم، لم نعتقد بان هذه الحقوق لا يمكن ان تؤخذ الا بالدم بناءا على معطيات ما تحكم هذه البلدان من السلطات المركزية و العقليات المعلومة عنها بسمات غير عصرية باي شكل كان .
اذا، علاوة على غبن الحقوق الكوردية الكبيرة، من الغبن ذاته ايضا ان يسمي البعض بان القضية الكوردية هي عقدة فقط، و ربما يحسبها البعض بانها نزعة قومية و فوران في ساعات غضب نتيجة الاحساس بالتظلم من قبل السلطات المركزية لهذه البلدان، دون اية التفاتة الى الحق و الغبن و ما يستحقه هذا الشعب و التاريخ و التضحيات التي قدمت، و التي لم تكن بدافع معين غير الاحساس بالغبن، و سرقة اولى الاولويات للشعب المغدور و هو حق تقرير المصير .
فانه من العدالة بحق ان نسمي كل امر بمسمياته الصحيحة، و ان كان على حساب المصالح الذاتية الضيقة التي تكن لها كل سلطة اعتباراتها العديدة .
اما الغريب في الامر من الناحية العملية هو اشتراك اهل الحق بانفسهم في غبن ذواتهم سواء بالمشاركة فيما اقدم عليه السلطات المركزية، او فيما بينهم من الصراعات و عدم الاعتبار لاي خط احمر في قضيتهم و اوصلوها الى الخيانة و اللجوء الى الد الاعداء لكسر شوكة الخصم الداخلي، و ما تعتبر كسر لانامل يد واحدة لنفسها في كوردستان .
اليوم و على الرغم من التغييرات الكبيرة التي حدثت في العالم من كافة النواحي بعد فرض مستوجبات العولمة و معطياتها، والتطور الاتصالاتي و التواصل الاجتماعي السياسي الاقتصادي الذي لم يدع اي شيء مخفيا، فان الكورد بانفسهم لم يصلوا الى الحال تكون لهم القدرة الذاتية وا لامكانية لاستثمار المستجدات العالمية، و بداوا هم يطبقون من المفاهيم التي اعتادت عليها اعدائهم طوال هذه المدة . فالكورد بانفسهم اثبتوا للعالم بانهم ينفذون ما ليس لصالحهم و ما قيل فيهم غدرا و انهم حولوا قضيتهم الى عقدة تافهة بعد ان اثبتوا للعالم عدم قدرتهم على استعادة حقوقهم في الفرصة السانحة لهم في القرن الواحد و العشرين، فلازالوا يتراوحون دون جدوى للوصول الى شاطيء الامان . اي بعدما استمرت الاعداء في طمر حقوقهم فانهم اليوم يبذرون و يستخفون بكل ما قدم من اجل تلك الحقوق و لمصالح ضيقة ليس بالمكان مقارنتها بالقضية الكبرى، و هو التحرر و بناء الكيان الذاتي دون اي اعتداء على حقوق الاخر، و السبب الرئيسي هو التخلف و عدم وجود قيادة حكيمة مقتدرة.[1]