اقليم كوردستان الى اين ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4956 - #15-10-2015# - 02:32
المحور: القضية الكردية
انه لمحير ان تبحث عما يسير اليه اقليم كوردستان من حيث تعامله مع المستجدات في المنطقة وموقفه من التحالفات الجديدة، و الجانب الداخلي الغارق في الازمات المستعصية التي خلقتها الطموحات الحزبية الشخصية و عدم قدرة القيادة على ادارة الاقليم نتيجة الاطماع الشخصية الضيقة .
من الجانب الاقليمي : لقد استحدث تحالف رباعي روسي في المنطقة و لم يبين الاقليم موقفه، الى ان سمعنا اليوم انه ليس طرف في هذا التحالف عند زيارة الوفد الكونغرس الامريكي لاقليم كوردستان و لقاءه بالسيد البرزاني رغم انه لم يتمتع باي صلاحية قانونية و سياسية للبت في مصير الاقليم في المحافل الدولية، لانه الان رئيس لحزب ليس الا و يعيش الاقليم في فراغ سياسي و قانوني و ليس له رئيس اقليم معتبر قانونيا و سياسيا . و تعامل امريكا معه لم يات نتيجة حسن سلوكه و تصرفه السياسي بقدر وجود فراغ قانوني او بديل معتبر، و ليس امام امريكا الا ان يلتزم بما لصالحها و مصلحتها وهو التعامل مع من يخضع لمتطلباتها مهما كانت و لاي هدف كانت على الرغم من قراءة ما يضر مستقبل الاقليم، و قبول ما تفرض من قبل البرزاني نتيجة ضعف موقفه الداخلي، و هذا ما تستغله امريكا ايضا في هذه الاونة لفرض ما تريد عليه و منعه من اتخاذ موقف حيادي ازاء ما يحصل في المنطقة . و عليه سيكون الاقليم تحت رحمة القدر و ما تفرضه امريكا دون اي اعتبار لمستقبل الاقليم .
من الجانب الداخلي : تشبث الديموقراطي الكوردستاني و البرزاني كعائلة و شخص ببقاءه على كرسي رئاسة الاقليم، دفعه الى العبثية في التعامل مع المجريات والاحداث في جو فوضوي، و عدم الاعتبار لراي الشعب و القانون و فرض الرغبات على الناس بحجج واهية مختلقة لا يمكن تصديقها الا انها ناتجة من الدوافع الشخصية الخاصة، او خوفا من اكتشاف امر الاقليم امام الناس من الفساد و اللعب بمصير الشعب مما حدث من قبل السلطة السابقة و اثناء تداول السلطة و اعتلاء اخرين لكرسي الرئاسة ، و لذلك اوصل البرزاني الحال الى انقلاب سياسي وقح لم يبقوا للقانون شيئا، و عادوا بالاقليم لحكم و سلطة الغاب استناد على منطق القوة التي استخدموها ضد راس الشرعية التي يتمتع بها رئيس البرلمان و التي استلمها بتخويل الشعب بشكل ديموقراطي وفق القوانين المرعية و بانتخابات قانونية . اي؛ الان نحن امام استخدام القوة امام السلم و الشرعية والقانون من قبل من ادعى احترام القانون لم يعمل بما ادعاه تضليلا .
ان ما اكتشف حقا اليوم للجميع، ان الديموقراطي الكوردستاني ورئيسه كشف عن حقيقته نازعا القناع الذي وضعها باعاتماده الخداع و التضليل من اجل التماشي مع العصر دون ايمان به من حيث الجوهر و خداعا لما يهم الناس . اليوم ضربوا الديموقراطية و السلم الشعبي و الامن و الاستقرار بمصلحة حزبية شخصية ضيقة . هل من المعقول ان تمنع رئيس اعلى مؤسسة تشريعية من دخول العاصمة لمزاولة مهامه القانوني الطبيعي من جهة و تطرد وزراء كتلة دون رجوع الىالبرلمان في اتخاذ قرار مبهذا الشان، ودون اي قانون او قرار صادر من اية مؤسسة شرعية و لا من اي حزب عدا الشخص البرزاني و كتلته المسيطرة على حزبه . اليست هذه قمة التخلف الفكري العشائري الذي يتميز به هذا الحزب و قادته .
اذاً، اقليم كرودستان ليس بمامن عسكريا قانونيا شرعيا، و يمكن ان نعتقد بانه على كف عفريت و مستقبله القريب وليس البعيد فقط غير معلوم المستقر والنهاية، و ان العائلة قدمت ما ضحت من اجله الناس من النفس الى الفراغا و راحت سدى نتيجة الاصرار على المصالح الضيقة . فتحالف الاقليم اليوم غير معروف ولا هو المضمون و لم يعرف لحد الان، هو مع من في المنطقة و ما لصالحه و كيف يقع مستقبل المنطقة و كل ما يسير عليه عشوائي و هو تابع لدولة اقليمية، دون اية دراسة علمية معمقة كما تحتاجه التغييرات السريعة التي حدثت في المنطقة . و ما يعتمده الاقليم ليس الا الخنوع و الخضوع لمن هب و دب نتيجة ضعفه داخليا . و هو في تراجع مستمر من حيث ظروفه العامة و غير معلوم الاستراتيجية و لا يمكن ان نتوقع خروجه من المستنقع الذي اوقع نفسه فيه جراء تعنت شخص و عائلة و حزب دون وجه حق . هذه هي كوردستان و تاريخها و يعيد التاريخ نفسه مرات عديدة و المذنب هو ذاته الكورد بقياداتهم غير المقتدرة و المتخلفة الناتجة من الوعي العام المتدني و القذارة الفكرية و الحزبية التي تعيش فيها هذه القيادات، و لن يخسر في النهاية الا الشعب كما شاهدنا في نهاية ثورة ايلول و الانتكاسة والفشل الكبير التي اصابت بها، و لم تفر القيادة الا و معها ما حملوه من اموال الثورة التي كانت هي الاهم في عقليتهم و تمسكهم بها على حساب مستقبل الشعب قبل اية مصلحة عامة . اليوم يمكن ان نعيد ما شاهدناه من قبل 3 بشكل و طريقة اخرى و لكن الاثنتين اي الانتكاستين مخزية للجميع.[1]