امتدت احتجاجات اقليم كوردستان
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4951 - #10-10-2015# - 19:55
المحور: القضية الكردية
ربما يقول البعض بانها تظاهرات اعتيادية بسيطة مطالبة للخدمات الاساسية للشعب الكوردستاني المحروم منذ اكثر من سنتين من ابسط الضرورات الحياتية و في مقدمتها تاخيررواتب الموظفين و المعلمين الذي اوصل الحال لما نحن فيه من التعقيد . انهم وعدوا الشعب الكوردستاني بكثير من المنجزات و في مقدمتها تحويل الاقليم الى دبي من حيث الشكل و المحتوى . نعم انهم رفعوا العمارات و الابراج بدماء الشعب و الاموال التي تجمعت في ايدي مجموعة من المافيات و الفاسدين الذي استغلوا الوضع الاداري السياسي في تحويل وضع اقليم من اتساع مساحة الفوارق المعيشية بين الفقير المعدم و الغني الفاحش، اي لم تبقى الطبقة الوسطى الا قليلا .
فهل من المعقول ان ترى كوردستان بهذه الحال من الماسي التي وصلتها من كافة النواحي السياسية الاقتصادية الاجتماعية و تتشبث بكرسيك الفاشل، اليس ما نراه الدكتاتورية بعينها و انت سايرت الوضع الذي عاشته الدول التي اندلعت فيها الربيع العربي و كيف هرب القادة الدكتاتوريون واحدا بعد اخر، و هم تمسكوا بالكرسي الى اخر لحظة . الم تعتبر من بشار الاسد الذي خرب البلاد و احرق الاخضر و اليابس من اجل كرسيه، و انت تدعي بانك و عشيرتك و عائلتك قدمت التضحيات الكبيرة، و كل ما قُدمت من التضحيات كانت من قبل الطبقة الكادحة الفقيرة و لم يصب اي احد من بين عشيرتك باذى صغيرة اثناء الثورات .
عندما نتكلم عن الحزب الديموقراطي الكوردستاني و البرزاني كرئيس للاقليم و ابن اخيه كرئيس للحكومة و ابنه كرئيس لهيئة امن الاقليم، اننا لا يمكن ان ننسى الدور المتناقض للاحزاب الاخرى المشاركة معه في السلطة و منذ اربع و عشرين سنة، و هم يتحملون الجزء الكبير من المسؤلية ايضا . عندما نرى الشعب يستاء من الاحزاب و يمكن لاي طرف خارجي ان يستغل الواقع الموجود و القضية الشائكة، فانه يمكن ان يمسحكم و يزيحكم على الساحة و كما فعل اليوم في قلعة دزة عندما افرغ المدينة من المقرات الحزبية وانزل راياتهم، و عليهم ان يعتبروا من هذا كثيرا .
لم تستمع السلطة الى صوت الحق و الحزب الحاكم و من معه عليهم المسؤلية لما يحصل بشكل نسبي، و هم يتصارعون من اجل اهداف اخرى، بعيدا عما يهم الشعب، و يريدون ان يستغلوا الاحتاجاجت وا لتظاهرات لاهداف اخرى حزبية ضيقة، الا ان الجماهير بات اليوم اوعى مما يتصوره هؤلاء و لا يمكن ان يستغلوه لاهداف ضيقة دون ان يحصلوا على ما يرفعون صوتهم من اجله ويحققون اهدافهم به. بات الشعب في امر يعرف طريقه الواضحة المضيئة من عدم فسح المجال لاي حزب كان ان يستغله، و ما يهمه هو اهدافه الخاصة من الخدمات الضرورية و رواتبه و تحسين ظروف معيشته . تيقن الشعب بانه مستغل من قبل الجميع و عليه ان يعمل على اخذ حقوقه من الجميع بحسب مشاركتهم في السلطة و ليس من طرف واحد . ادرك الشعب كل ما يجري في الخفاء و من وراء الستار و الادوار التي يؤديها كل من هؤلاء باسم الشعب .
اذا، ما نراه هو تحركات الشعب بشكل كبير و لا ننكر انه يمكن ان تدخل في ثنايا الاحتجاجت و التظاهرات بعض من الكوادر الحزبية الا انهم لا يمكن ان يوجهوا التظاهرات لاهداف احزابهم القحة، فالشعب تفهٌم ما يجري و ادرك ما يلح عليه كل حزب من الاحزاب المشاركة في السلطة . و عليه، لا يمكن ان يسيطر اي طرف او جهة على مسار الاحتجاجات و توجيهها، و عليه يجب ان يدرك الجميع ما يجري بكل دقة .
فان توقعنا ما يجري ضمن اللعب الحزبية التي تجري و تسير عليه الاحزاب و حسبنا لكل الاحتمالات الا ان الفاس سيقع على راس المتلاعبين اليوم كان ام غدا. و لكن يجب ان يدركوا ان الاكثرية المحتجة غير خاضعة لاداء هذه اللعبة و لا يمكنهم السيطرة عليه باي شكل كان . و لا ننكر ايضا انه يمكن ان تتدخل ايادي خارجية لاسباب كبيرة، ومنها اقليمية، و لكن الجماهير ايضا واعية بقدر يمكن ان يقرا ما يسير عليه . اذا لو تطور الحال و لم تُقدم السلطة على حل، فانه يجب ان تتصور الاكثر و الاكبر و الاقوى فيما بعد . و يجب ان تعلم السلطة ان الوعود التي قطعتها و الفشل الذي وصلت اليه في نهاية حكمه لا يمكن ان يمر دون ضريبة و يجب ان يعترفوا بانهم فشلوا و لكل فشل عقوبته و نتيجته . و لا يمكنك ان تفشل و تكافا على فشلك و تنجح و تعاقب ان لم يكن لصالح السلطة، و هذا ما يراه الشعب في هذه الاونة . فان التظاهرات العفوية التي يمكن ان تكون الباب التي فتحتها الجماهير على مصراعيها قد لا تدع الريح الاتي مجالا لغلقه، الا انه يمكن ان يُعاد المسار بتقديم ما يريده الشعب و بامكان السلطة تقديمها، لانها لم تقدم الحجة و السبب من وراء افلاسها و انها تصر على بقاء الفاشلين فيها، و على راسهم المسؤل الاول الذي لم يعلن فشله في تحقيق الاهداف في المرحلتين و الاضافة التي اضيفت الى فترة حكمه دون جدوى لحد الان .
امتدت الاحتجاجات الى المدن الكثيرة و قدمت تضحيات، و هناك مجال لاخماد النار التي اندلعت، الا انه لو وصلت التدخلات الخارجية و استغلت ما يجري و تعقدت الامور، لا يمكن ان نرى اقليما امنا فيما بعد، و هذا ما لا يتامله احد المخلصين للشعب و كوردستان . اتقوا الشر الاتي من تعنتكم، اسمعوا صوت الصارخ العالي للشعب، و انزلوا من عرش العاج و من مسلة الشيطان، استمعوا لقول الحق و الشعب هو المحق في كل حين و ساعة، والا انتم من تتضررون في كل ما يحصل و ما يمكن ان يفرط العقد و يخرج الوضع من تحت السيطرة .
اننا نذكر هذا لمن يتذكر و للتاريخ لسان.[1]