انتبهوا من سوء استفادة البعض من التظاهرات
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4916 - #05-09-2015# - 01:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
استمرارية التظاهرات شرط لتحقيق الاهداف الحقيقية التي انتفض من اجلها الشعب في بغداد و المحافظات الجنوبية، الا ان النتائج لحد اليوم غير مضمونة ، سواء من جانب عدم تحقيق ما رفع الصوت من اجله او نجاح العراقيل الداخلية و الخارجية في الوقوف امام مسيرة الاحتاجات و نشر الرعب نسبيا، الا ان التريث من اجل انتظار ما يحدث او يتحقق خلال ايام و ليس اشهر يحتاج لتحركات سياسية ثقافية جماهيرية باشكال وطرق شتى . كل ما نلمسه من نتائج مما حصل، هو فتح الطريق امام العبادي في فرض اوامره الضامنة لاهداف ضيقة ايضا و من اجل الخطوات الصغيرة فقط، لتسير اموره الشخصية السياسية كانت ام الادارية بشكل اسهل، نتيجة ازاحة المقربين المعرقلين له من جهة و استغلال حرارة التحركات الشعبية و خضوع البرلمان لامرار اوامر العبادي بالاجماع في اجواء كانت تفرض عدم اعتراض جهة او كتلة او حزب اوحتى برلماني واحد، خوفا من انتقام الشارع و الانتحار السياسي، في الوقت الذي كان العديد منهم لم يقتنعوا بما امر به العبادي في قرارة انفسهم، من جهة اخرى .
خفة حدة الزخم الشعبي للتظاهرات في هذا الاسبوع يُقرا منها الكثير و يحمل وجهات نظر عديدة، و ربما بيان قوة من ركب الاحتجاجات للشعب بانه هو الاهم و لا يمكن ان تنجح وتدوم الاحتجاجات بعيدا عن مشاركته، و لكن رغم كل ما يمكن ان نعتبره سببا رئيسيا في ما يمكن ان يميل اليه الشعب عدا الاهداف السياسية و هو انعدام الخدمات وركز الجميع على المتطلبات الخدمية الرئيسية، و لكن هناك ثغرات في العملية و يؤدي الى ما يمكن ان يياس منه المحتجون، الا ان الواقع فتح الابواب امام الاستمرارية باي حجة او سبب كان في الوقت الملائم مهما راوغ المصلحيين و تدخل الخارجيين لصالح جهات مغرضة و مصلحية فاسدة، فبه يمكن اعادة الكرٌة . يمكن ان نعتبر هذه الاسابيع المرحلة الاولى و الدرس الاول للجميع، الا ان القادم ان تاخر و فرض الانتظار نفسه على ما يحدث او تتحقق من الاصلاحات نفسها نسبيا، فانه يمكن ان يكون ذات وجهين سلبي و ايجابي، الا انه الواقع تغيٌر بشكل ملموس من حيث النظرة الى الموجود منذ السقوط، و التغيير المطلوب بدا يُرى في الافق ان كان وراء الوصول اليه افاقين منتبهين .
الحذر من الابتعاد عن الفوضى و منع التدخلات المقصودة المغرضة واجب على عاتق المخلصين، الادامة بالحراكات بشكل و اخر من اجل عدم الرجوع الى الوراء المحتمل، وعدم الخضوع لامر و توجهات جهة واحدة فقط و هي مستفيدة مما حصل و يمكن ان يشكل صراعا و يوضع الحد امام مصالح الشعب . واجب ازدياد الضغوط من قبل الشعب على العبادي ذاته لانه اصبح و فرض نفسه قدوة للاحتجاجات و خطى خطوات حسب لها بدقة و هذا ما يشكك به المراقبون، الا ان فرض متطلبات المحتجين يتطلب عدم الوثوق بالجميع بشكل مطلق مهما ادعىاي منهم اخلاصه لمطالب الشعب . الجميع على علم ان السلطة دائما تبحث عن كيفية فرض ادراتها مهما ادعت انها الى جانب الشعب و متطلباتهم، و عليه ان كان العبادي احس في المرحلة الماضية بانه مغللة الايدي و معصوب الاعين من قبل من سبقوه بما يملكون من القوة والسلطة التي بقت تحت ايديهم و لحد الان، فانه ربما يمكن ان يستحصل على قوتهم الاحتجاجية و يسافيد منها، وربما ينفذ بنفسه ما اقدموا عليه و ارادوه و بنفس الروحية و الطريقة او بالعكس تماما، لان السلطة تغير اي كائن مهما كان معتدلا و نزيها ومسالما و مخلصا .
مهام النشطاء و اللجان هو التفكير في كيفية الادامة و ازدياد حضور الزخم الجماهيري في الوقت المناسب اولا و من ثم توضيح ما يجري على الساحة السياسية الى فئات الشعب ثانيا و الحذر من استغلال ما يجري و ما يريد البعض سوء الاستفادة منه ثالثا و محاولة التشجيع و الدعم و الحث على بقاء روح الاحتجاجات عالية بعيدة عن الياس و ان كان الانتظار اسبوعا او اثنين غير مضررابعا .
يجب الحذر اولا من محاولات الجهات المغرضة من سوء الاستفادة من ما جرى بطرق شتى، و اولها حزب العبادي الذي يصر على بقاءه ضمن قيادته و عدم توضيح السبب الحقيقي لعدم رضوخه في الاستقالة للجماهير، و ربما استغلال السلطة لنيله من خصومه الحزبيين و الالتهاء بحزبه قبل الحكومة و ما يامله من النجاح في صراعه بما لديه بعد اعتلائه السلطة التنفيذية، و هذا ممكن لانه على الرغم من الاختلافات الكثيرة بينه و ما سبقوه الا انه في النهاية ابن هذا الحزب و من تربيته، و للحزب منة عليه و لوصوله الى هذا الموقع . اضافة الى حاشيته ومصالحهم و هم من تربية العراق و الحزب و لا يمكن ان يختلفوا في سيرة حياتهم عن السابقين ايضا و هم ولادة ثقافة هذا الحزب ايضا و ليسوا بمستوردين من الثقافات العالية و لم يترعرعوا في جو و تربية ديموقراطية واقعية كما هو حال كل المنتمين لهذا الحزب .
ربما يسال البعض اين الحل و كيف يمكن ان لا ندع الخمول و الياس ان يسيطر على المتطاهرين ؟ اننا من وجة نظر متواضعة نقول؛ ان اللقاءات والاجتماعات المتتالية و المستمرة للنشطاء و متابعة ما يحصل و التوضيح للجماهير و حل لغز المعادلات بشكل شعبي بعيد عن الجفاء، و الاستمرار في التحشيد و ان لم يكن ممكنا لكل جمعة بعيدا عن الاعتصام فانه يمكن خلال كل اسبوعين او ثلاثة اسابيع . و الاهم هو العمل على فرض الارادة في حالة كشف ما يعرقل الجهود، و يتم هذا في تجميع و تحشيد القوة للنشطاء من اجل فرض الاعتصامات الكبيرة في مخيمات متعددة و خاصة في ساحة التحرير ان اكتشفوا بان الامر قد يمكن ان يخرج من تحت ايديهم .و الاعم هو عدم الرضوخ لمتطلبات اي حزب مهما كانت توجهاته بشكل مباشر او غير مباشر، و من الواجب ابتعاد النشطاء من الاعلام و اكثرهم مغرضين و هم من ينتقون من له وجهة نظر معينة من المشاركين في الاحتجاجات، و عدم اهتمامهم بالعفوية من اشتراك ابناء الشعب جميعا دون اي تمييز، و الذين ساروا عليه منذ انطلاقتهم في بداية الاحتجاجت و حتى اليوم.[1]